اجتماع مجلس الأمن الوطني الصومالي في عين عاصفة الخلافات

مقديشو ( مركز مقديشو) ينطلق اليوم الأحد في مدينة بيدوة اجتماع مجلس الأمن الوطني الصومالي الذي يضم قيادات الحكومة الاتحادية وحكام الولايات الصومالية الخمسة وسط اجراءات أمنية مشددة. ويتوقع ان يحضر الاجتماع  رئيس الوزراء حسن علي خيري ووزراء ونواب من الحكومة الاتحادية ورؤساء الولايات وعدد من ممثلي المجتمع الدولي في الصومال.

وبحسب المنظمين، ينافش الاجتماع الذي يستمر يوما واحدا عددا من القضايا السياسية والأمنية واستكمال المواضيع التي جرى بحثها في الأجتماع السابق الذي عقد في مقديشو في شهر فبراير الماضي.

وقد تم تأجيل الاجتماع عدة مرات في السابق نتيجة خلافات بين قيادات الحكومة الاتحادية وحكام الولايات الإقليمية .

كما يأتي الاجتماع بعد أسابيع من مؤتمر حكام الولايات الذي اختتم في مدينة بيدوا، حيث وجهوا انتقادات لاذعة للحكومة الاتحادية، متهمين إياها باحتكار القرارات المصيرية بالبلاد.

مستوى التمثيل

ورجحت مصادر صحفية غياب عدد من المسؤولين ما لم يتم حل بعض الملفات عن الاجتماع بسبب وجود خلافات حادة بين اعضاء مجلس الأمن الوطني الصومالي حول الأوضاع السياسية في البلاد ولاسيما في يتعلق بالعلاقات الخارجية واستراتيجية مكافحة الإرهاب واعتراض البعض على  دور حكومة خيري السلبي في شؤون الولايات الاقليمية.

واضافت المصادر أن الاجتماع كان مهددا بالتأجيل لولا تدخل من ممثلي المجتمع الدولي في مقديشو والذين يرونه ضروري  لتعزيز الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد.

مساعي حكومية لحل الخلافات

جرى خلال الأيام الماضية اجتماعات بين الرئيس محمد عبد الله فرماجو بعضا من حكام الولايات الإقليمية في العاصمة الكينية نيروبي تهميدا لهذا الإجتماع وتحقيق توافق على القضايا المطروحة للنقاش.

لكن مساعي الرئيس فشلت في حل جميع الخلافات بين الحكومة الاتحادية والولايات الاقليمية على عدد من القضايا السياسية والأمنية والتي ظلت عقبة أمام انعقاد اجتماع المجلس في موعده بمدينة بيدوة.

التقى خلال زيارته الأخيرة في نيروبي حاكم هيرشبيلي محمد عبدي واري وشريف حسن حاكم جنوب غرب الصومال في حين رفض حاكم جوبا لاند احمد اسلان مدوبي الذي كان يزور نيروبي في ذلك الوقت مشاركة الأجتماع احتجاجا على ما وصف سياسات الحكومة الاتحادية تجاه ولاية جوبالاند وإدارتها ورعايتها مؤتمرا لشخصيات معارضة لحاكم الولاية في مقديشو.

المغردون خارج السرب

وفي سياق متصل التقى حاكم ولاية بونت لاند عبد الولي غاس قبل أيام من اجتماع مجلس الأمن حاكم جلمدغ أحمد دعالي حاف  في مدينة نيروبي لبحث سبل تنسيق وتوحيد مواقفهما حيال الاجتماع الأمني في مدينة بيدوة.

يواجه الحاكمان تحديات سياسية وأمنية كبرى تهدد إدارتهما ويتهمان الحكومة بالتقاعس عن مساعدتهما في مواجهة هذه التحديات، فالأول  يخوض حربا شرسا في جبهتين، الأولى مع قوات اقليم أرض الصومال الإنفصالي والثانية مع حركة الشباب التي هاجمت قبل يوم قاعدة لقوات بنت لاند في جبال جلجلا ما أدى مقتل عدد من هذا الجنود.

أما دعالي حاف فيواجه تمردا داخل إدارته بعد مصالحته مع جماعة أهل السنة ونقل مقره من مدينة عذادوا إلى طوسمريب مقر الجماعة، حيث اعلن نائبه ورئيس برلمان الاقليم معارضتهما لهذه الخطوات وظلا في مدينة عذادو لاطلاق مشاورات حول عزل  رئيس الاقليم الذي يتهم الحكومة الاتحادية بالوقوف وراء هذا التمرد.

سقف التوقعات

في خضم هذه الصراعات والخلافات سوف تتضائل فرص نجاح هذا الاجتماع على اجتياز العقبات والتوصل إلى اتفاقيات  حقيقية حول جميع الملفات المدرجة على جدول النقاش.

زر الذهاب إلى الأعلى