برامج لتدريب معلمين جدد في الصومال

مقديشو، الصومال – يخامر رحمة علي إحساس متجدد بالهدف.

مؤخراً، أكملت علي برنامجاً لتدريب المعلمين تابع للحملة العالمية للتعليم، وهي ائتلاف دولي للمدافعين عن التعليم والمنظمات غير الحكومية الساعية لتحسين التعليم في العالم النامي.

قالت علي، والتي تعمل الآن مُدرسة بمدرسة هامار جاجاب الابتدائية هنا، “المدرسون هم المفتاح لنجاح أي نظام تعليمي. من الصعب جداً العثور على شخص ما، في بلد فقير مثل الصومال، يتمتع بالمؤهلات والتدريب اللازم ليكون معلمًا. لكننا سعداء للغاية بتلقي التدريب حتى نتمكن من منح أطفالنا تعليمًا جيدًا.”

أدى اندلاع الحرب الأهلية في هذه الدولة الشرق أفريقية في أوائل التسعينيات إلى خسائر فادحة في التعليم في الصومال.

يواظب 30 في المئة فقط من الأطفال في سن الدراسة الابتدائية و26 في المئة من الشباب في سن الدراسة الثانوية على حضور دروسهم، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف). فيما يلتحق 18 في المئة فقط من أطفال الأسر الريفية بالمدارس.

يعتبر العنف والفقر ونقص المدرسين والمرافق المدرسية – بما في ذلك النقص في الرحلات المدرسية والكتب وغيرها من المواد التعليمية – من بين العديد من العقبات التي تحول دون تحسين النظام الدراسي في الصومال، بحسب الاتحاد اللوثري العالمي، الذي يدعم 7000 طالب ومدرس وكادر تدريسي وغيرهم في برامج التدريب التعليمية في البلاد.

قال لينارت هيرناندر، ممثل الاتحاد اللوثري في الصومال وكينيا وجيبوتي، “لم يتم بعد تنفيذ أي منهاج وطني صومالي، لذلك، فإن كل مدرسة وكل ولاية تفعل ما تشاء. ليس هناك ما يكفي من المعلمين المدربين وغير المدربين. كما يتعين على معظم أولياء الأمور دفع تكاليف أطفالهم للالتحاق بالمدارس، ولا يستطيع الكثيرون منهم تحمل تكاليفها.”

لكن، وكما توضح تجربة علي، فإن هذا الميل آخذ في التغيّر ببطء.

منذ آب/ أغسطس 2017، دأبت الصومال على تدريب معلمي المدارس الابتدائية والثانوية باستخدام 33 مليون دولار أميركي كتمويل من الحملة العالمية للتعليم.

يقول علي أفغوي، الذي يشرف على تنفيذ السياسات التعليمية بصفته مدير لبرامج التدريب في وزارة التربية الصومالية، إن التدريب يوفر المؤهلات والتدريب الأساسيين، ويمنح المعلمين فرصة لتبادل خبراتهم مع معلمين جدد، ويساعد الصومال على تطوير قواعد وأنظمة موحدة لمهنة التدريس في جميع أنحاء البلاد.

قال أفغوي “إنه برنامج جيد يضمن للمعلمين اكتساب مؤهلات التدريس لتقديم تعليم جيد للطلاب.”

قال آدم محمد، المنسق الوطني للتحالف الصومالي من أجل التعليم للجميع والعضو في الحملة، “نريد رفع الوعي بخصوص أهمية المعلمين في مجال جودة التعليم. ستساعد وثيقة سياسة تعليم المعلم [وهي ورقة سياسة حول التعليم والتدريب من قبل الحكومة الصومالية بناءً على توصيات أصحاب المصلحة في التعليم] البلاد في الحصول على معلمين أفضل جودة، وهو أمر أساسي لتحقيق تعليم جيد لجميع الأطفال الصوماليين.”

يأمل أفغوي في أن يقوم المعلمون المشاركون في البرنامج بمشاركة رؤيتهم عنه مع معلمين آخرين. في هذه الأثناء، يعمل المسؤولون الصوماليون على بناء مدارس أو ترميمها. وأضاف بأن من المتوقع حضور عشرات الآلاف من الطلاب الجدد في النظام التعليمي أو ممّن تسربوا من قبل بسبب نقص الموارد  إلى صفوفهم في السنوات القليلة المقبلة.

لا تعتبر الحملة العالمية للتعليم جهد التدريب الوحيد للمعلمين الذي يجري الآن في الصومال، حيث توجد برامج مماثلة في أجزاء أخرى من البلاد.

ففي صوماليلاند المعلنة ذاتياً كدولة – وحيث مستويات العنف أقل تواتراً والحكومة أكثر استقراراً – كان مسؤولو وزارة التعليم ناجحين بشكل خاص في تدريب المزيد من المدرسين، ولاسيما المعلمات، على مكافحة إنعدام المساواة بين الجنسين في المدارس الإقليمية، حيث أن 3 في المائة فقط من المعلمين هم من النساء.

كما قام قسم تدريب المعلمين التابع لوزارة التربية الصومالية بتدريب 35 معلمًا على الأقل في السنوات الأخيرة.

قال محمد عبدي، المحاضر في معهد بانادير لتدريب المعلمين في مقديشو، “نحن نقوم بتدريب المعلمين ليكونوا أكثر مهنية. لا يمكن للمدرسين غير المدربين بشكل جيد تقديم تعليم جيد، وسيقود ذلك إلى فشل الطلاب. يساهم غياب المدرسين المدربين في انخفاض معدلات التحاق الطلاب بالمدارس.”

مع ذلك، يعتقد عبدي بأن التحدي الأكبر يتمثل في العثور على أشخاص مؤهلين للتدريب كمعلمين. قال “العديد من [الصوماليين] غير مؤهلين للتدرب كمعلمين، لذلك نحن مضطرون لخفض درجة الدخول حتى نتمكن من الحصول على المزيد.”

لكن، هناك بعض التقدم، حيث يُقبل الصوماليون على المدارس مع زيادة قوة نظام التعليم في بلادهم.

قال حسن محمد، وهو أب لستة أطفال اعتاد على أخذ أولاده إلى مدرسة دينية إسلامية في مقديشو، “نحن نثق الآن في أخذ أطفالنا إلى المدرسة بسبب قيامنا بتدريب المعلمين. لقد نشأ أطفالنا في المدارس، لكنهم ما زالوا يكافحون لتعلم القراءة والكتابة وعمليات الحساب الأساسي. كما تسرّب البعض منهم من المدرسة دون أن يتمكنوا من القراءة أو الكتابة بشكل صحيح.”

المصدر :الفنار للإعلام

زر الذهاب إلى الأعلى