من سيفوز بالمعركة الجارية للظفر برئاسة مجلس الشعب؟

طويت صفحة ازمة البرلمان الصومالي باستقالة رئيس مجلس الشعب السيد محمد عثمان جواري، لتبدأ معركة جديدة عنوانها الظفر بمنصب رئيس مجلس الشعب كونه أحد أهم المناصب الثلاثة في الحكومة الصومالية.

وعلى الرغم من أن قوى سياسية وكتل نيابية متعددة تضغ نصب أعينها على الفوز بهذا المنصب، يتوقع أن تحتدم المنافسة الاشرس بين ثلاثة كتل نيابية حيث من المنتظر أن تدفع كل كتلة مرشحها لتولي منصب رئيس مجلس الشعب، وهي كتلة مجموعة الدم الجديد(أنصار الرئيس السابق حسن شيخ) الساعين إلى التصدر بالمشهد السياسي الصومالي من جديد بعد سقوطهم المدوي العام المنصرم إثر هزيمة مرشحهم في الانتخابات الرئاسية، بينما تتمثل الكتلة الثانية انصار الرئيس محمد فرماجو الذين وضعوا جل ثقلهم على ازاحة محمد جواري عن رئاسة البرلمان كضربة استباقية لافشال مقترح سحب الثقة كان في طور التشكل لإسقاط رئيس الوزراء حسن خيري، وتحشد كل قواها المالية والسياسية لانتخاب شخص موال لها رئاسة مجلس الشعب بهدف تعزيز قبضتها على المؤسستين التشريعية والتنفيذية لضمان انتهاء مدة رئاسة الرئيس فرماجو بسلاسة دون أن تعتريها مقترحات سحب الثقة، وتعظيم فرص اعادة انتخابه بعد 2020.

وفي المقابل، هناك كتلة ثالثة لا يربطها فكر سياسي ولا ايديولوجية معينة بقدر ما يوحدها أهداف سياسية مرحلية، وتتكون من مجموعتين: تمثل المجموعة الأولي برلمانيون موالون لرئيس ولاية جنوب غرب الصومال شريف حسن شيخ آدم الذي يكافح بلعب دور أكبر على المستوى الحكومة الفدرالية، تمهيدا لتحقيق طموحه بأن يصبح يوما ما رئيسا للصومال، ومن المرجح أن يضغط شريف حسن أعضاء البرلمان المنحدرين من ولاية جنوب الصومال على التصويت لمرشحه في رئاسة مجلس الشعب. طموحات شريف حسن يمكن ان تنسف التحالف الحالي بينه وبين رئيس الوزراء والذي تشكل أثناء زيارة الأخير في مدينة بيدوا مؤخرا، توجت بتعيين محمد مرسل المقرب من شريف حسن وزيرا للدفاع. كما تمثل المجموعة الثانية، برلمانيين يمتهون التجارة، و يحركها دافع الحصول على  عقود تجارية من الحكومة الصومالية فضلا عن مناصب سياسية لأهاليهم، هذه المجموعة رغم طموحاتها السياسية إلا أن دفاعها الرئيسي هو ممارسة الضغوط على الرئيس فرماجو للرضوخ لرغباتهم، وبالتالي قد تدفع هذه المجموعة شخصيات موالية لها لتولي منصب رئاسة البرلمان لابتزاز الحكومة.

تكمن قوة أنصار الرئيس فرماجو في القوة المالية لشراء الأصوات، وتقديم وعود لاعطاء مناصب سياسية للبرلمانيين واهاليهم يهدف استمالتهم، أضف إلى ذلك من المرجح أن توظف آلتها الاعلامية خاصة مواقع التواصل الاجتماعي لتصوير نفسها قوة وطنية تدفع الغالي والنفيس حماية للوطن، مستفيدين من توتر العلاقة بين الحكومة الفيدرالية ودولة الإمارات، لاسيما بعد حادثتي مصادرة الاجهزة الحكومية امولا مخصصة للجيش الصومالي قادمة من الإمارات، وقبلها الاتفاقية بين ولاية صوماليلاند وشركة موانئ دبي. ولكن فوز مرشح أنصار الرئيس فرماجو ليس بالامر السهل، لانه من المتوقع أن تبلو مجموعة الدعم الجديد(أنصار الرئيس السابق حسن شيخ) بلاء حسنا في هذا المضمار، و تكمن قوتهم في توظيف القبيلة لانجاح مرشحهم، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن بعض القبائل الصومالية المتنفذة في مقديشو متذمرة من سياسات حكومة رئيس الوزراء  حسن خيري، ويشعرون أنها افقدتهم بعض الامتيازات السياسية التي كان يتمتعون بها خلال العقود الثلاثة الماضية، بل يعتقدون أن عشيرة رئيس الوزراء تحمل حقدا دفينا لهم، وتحشد كل طاقاتها لتهميشهم، وتقويض دورهم الريادي في المشهد السياسي الصومالي.

ومهما يكن، تشير جميع المعطيات إلى فوز مرشح أنصار الرئيس فرماجو لتولي منصب رئيس مجلس الشعب، مع امكانية حدوث مفاجأة قد تقلب موازين القوة ان قررت التكتلات الأخرى بالتوحد، ودفع مرشح واحد يستطيع هزيمة مرشح أنصار الرئيس فرماجو.

زر الذهاب إلى الأعلى