إلي أين تتجه أزمة مجلس الشعب؟

مقديشو( مركز مقديشو) يشهد الصومال هذه الأيام أزمة سياسية حادة نجمت عن مشروع سحب الثقة من رئيس مجلس الشعب محمد عثمان جواري وهناك مؤشرات لإمكانية تفجر الوضع ودخول قوى جديدة على خط الأزمة.
فهده الأزمة ما هي الا إحدى تجليات خلافات واسعة بين الفرقاء السياسين في الصومال سواء على المستوى الاتحادي أو الولائي وهناك عدة سناريوهات يمكن ان يتطور بها المشهد السياسي في البلاد ومن أبرز هذه السيناريوهات استقالة رئيس مجلس الشعب محمد عثمان جواري طواعية ودون الحاجة إلى التصويت، وحتى الآن هذا الأمر ممكن رغم فشل جميع الجهود المحلية والاقليمية والدولية لإنهاء الاحتقان السياسي بتقديم جواري الاستقالة والخروج من المشهد بأقل التكلفة، واصراره على الابقاء على منصبه ، لأن عودة الأمور إلي ما كانت عليه قبل اسبوع من المستحيلات وأن استمرار الأزمة تقوض الجهود الدولية لمحاربة حركة الشباب وبالتالي ما عليه الا أن يرضخ لضغوط المجتمع الدولي ويقدم استقالته طواعية.
السيناريو الثاني: استقالة الحكومة
أن تستقيل الحكومة أمر وارد رغم استبعاد كثير من المراقبين على الأقل في الوقت الحالي وذلك بهدف تخفيف حدة التوتر والاحتقان السياسي الراهن والابتعاد عن تدخل خارجي، وأنه يمكن أن يتخذها الرئيس محمد عبد الله فرماجو كبش فداء.
فبناء على معلومات وتقارير محلية يتعرض رئيس الوزراء لضغوط متزايدة من قبل جهات متنفذة وغير راضية لتوجهاته وأدائه وهذه الجهات ترى ما يشهده مجلس الشعب فرصة ثمينة للتخلص من رئيس الوزراء وعدد من وزرائه.
السيناريو الثالت: تدخل خارجي
خلال الأيام الماضية كان خط الاتصالات بين الرئيس محمد عبد الله فرماجو وممثلي المجتمع الدولي في الصومال ساخنا وجرت عدة محاولات لتهدئة الأوضاع وانهاء أزمة مجلس الشعب . هذه الجهود ما زالت مستمرة بالرغم من فشلها في اقناع جواري بتقديم استقالته و أن لدى المجتمع الدولي خيارات أخرى من بينها تنظيم جلسة برلمانية لتقرير مصير رئيس مجلس الشعب وهذا المقترح تقدم به ايضا قائد قوات بعثة الاتحاد الافريقي الصومال، أمس خلال لقاء مع رئيس مجلس الشعب.
السيناريو الرابع: ان يعقد مجلس الشعب جلسة دون حضور رئيسه جواري واعلان سحب الثقة منه لكن البعض يرى أن هذه الخطوة صعبة لأن اعضاء المؤيدين لجواري لن يسمحوا بعقد جلسة دون التوصل إلى اتفاق حول اجندة هذه الجلسة ولن يترددوا من عرقلتها كما فعلوا في الجلسات السابقة.
السيناريو الخامس وهو الأسوأ يتمثل في دخول البلاد إلى فوضى سياسية قد تستمر لعدة سنوات
حتى الآن لم يعلق رؤساء الإدارات المحلية على ما يجرى في مقديشو والتزموا الصمت تجاهه ولا حد يعلم ما ذا ينوون في وقت يعد دورهم مهما للغاية في حسم المشكلة سواء لصالح رئيس مجلس الشعب أو المعارضين له.
وفي هذا الإطار هناك مخاوف متزايدة تجاه هذه الهدوء ويرى البعض أنها ليس الا أحد الأمرين اما هدوء يسبق العاصفة ويعكس عن نية مبية تترقب الموقف الى أن يتبين الخيط الابيض من الخيط الأسود ثم يقومون بالانضمام إلى الصف الذي تميل إليه الكفة. أو أنها تعكس عن خلافات بينهما تمنعهم من إعلان مواقفهم تجاه القضية والدليل على ذلك الغاء مؤتمر كان مقررا لرؤساء الحكومات الاقليمية في مدينة بيدوة نهاية الشهر الماضي .
فالعلاقات بين الحكومة ورؤساء الحكومات الاقليمية ليست كما يرام وبالتالي لا يمكن استبعاد ان يتدخلوا لصالح رئيس مجلس الشعب جواري لكن مثل هذه الخطوة تدخل البلاد في فوضى سياسية طويلة تشكل تهديدا على الانجازات التي تم تحقيقها خلال السنوات الماضية.

زر الذهاب إلى الأعلى