عبقرية الشهيد الراحل  زكريا محمود عيسى (1976- 2017 م)

   image

صورة الشهيد مع الشاعر محمود علي آدم هوري

امتلك الشهيد  روحا أدبية وولعا  بالقراءة والبحث  _ فهو متعدد المواهب  ، فيلسوف  مبدع في حنكته  ، كما هو قدوة حسنة  لمن يأتي بعده ، ولمن في أصلابنا ، معلم البشرية ، مربي الأجيال  والأشبال ، صانع القادة والرّجال ، حبر الأقلام يعجز عن وصفه ،  وأبيات الشعراء  تقصره، آه آه من يكتب نعيه  ومن يسطر  خبره  المفزع ،  ومن يروي بطولته  وشجاعته ، إنه باسل كمي  أمام _الحق _فمن للديار بعـــده ! ومن للمدارس والمعاهد  ، ومن للمنابر  والمناصب ! من يروي عقول الأطفال ويغدي أذهان الشباب في عالم _العلوم  و المعارف_  ومن ينحت  عذب الكلمات وبنية  الحروف في عالم _ الأفواه _ ومن  يرصع  النثر ويحاكي الأشعار في عالم _  البيان والفصاحة، آه آه  أيقتلني الهم اموالحزن والغــم ، آه آه ايفزعني الألم  والنكبات، إنها نكسة فجيعة من هنا وهناك.

    _أجل! إنها رحلة  طويلة ، وساعات مريرة ، وليالي بهيمة ،الذاهب فيها لا يعود   فغائب الموت لا يرجع ، ولا يرجى شبحه ، مجزرة شعبية ومذبحة جماعية وإبادة كلية ، فيها  قصص وحكايات، بكاء منهر ، بين أبناء المدارس ، ودموع  وعبر فياضة بين أبناء المعاهد والجامعات، وضجة وصيحة  لكل من سمع وشاهد  !  أحقيقة أنه قد مات ؟ أم هي إشاعات وأراجيف؟  لا أتخيل ولا أتصور !  أحسبه_ كذبا ومينا_ !   يا من تعلمت  من يده المباركة  قرّت عيناك  وطاب مثواك  ﴿إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتد  ﴾.
image (1)

  _ يا من إرتويت من نهره الفياض ـ ويا من إشتد ساعدي تحت رعايته السخية ، ويا من  لمع برقي  تجاه عبقريته ودرره السامية وزبده الغالية  ،  آه …آه …كيف يبكي الباكي ؟  لفراغه ويرث الشعراء والأدباء ؟ كيف تناقلت الصحف  والمجلات أخباره ؟ لا أدري  ! ولماذا ؟  لا أدري !   إنه أمـة ، وديوان  وذكريات ، وموسوعة  مشرقة ، ومتحف  كامل  ، ذكره  حياة  ،  وحديثة متعة  وسعادة  ،  من جلسه  معه ظرفة عين  يشتاقه  ، ومن تعلّم  منه يبجله    ،  ومن سمع أسراره  وأخباره أحبه قبل لقياه و  رؤيته ،  غفر الله حومته وأوزراه .

_ إنه من مواليد  في _عام_ 1976م   في مدينة_ قرطو _ التاريخية  بمحافظة  كركار ،من أسرة عثمان  محمود “دارود”  ونشأ فيها وترعرع  بين  أجوائها المشرقة ، ولمع برقه بين أنحائها  الزاهرة ، ووطد  عضده   بين  أطرافها  الساهرة   ويعد بمدينة قرطو  من أقدم المدن التارخية في _ الصومال_ خاصة  في أيام المستعمر الإيطالي ، كما كانت جوهرة  للمملكة  الدارودية ، وحصنا أصيلا بتلك الأثار التاريخية  والشهادات  الفخارة  التي يشهدهـــا العالم  بأسره ، وكتب  أقلام التاريخ والسيــر. مدينية قرطو. من الأمصار _القديمة _

_وتلقي فيها تعليمه الأساسي والإعدادي والثانوي بمعهـد الأزهر _الشريف – في قرطو، التابع لجامعـة الأزهر. بمصر. معهـد الأزهر الشريف في _ الصومال – منبع العلوم  والمعارف كما هو  مورد الثقافة الإسلامية والعربيـة ، وفيه رسالة دعوية إسلامية ،ووسطية في المذهب وإشراقة في الفكر الإسلامي ، وشعلة مشتركة  بين الأصالة والتجـديد  في الفقـه الإســـلامي.

عمل رحمه الله   بين  أعوام  1994- 1996م . مدرسا  ومديرا  لمعهــد الأزهر الشريف قسم الإبتـدائي والإعـادي ، في مدينة _قرطو_ فأحكم ونظم ، وأتقن  وأحسن في  عجلة إستمرار التعليم  وهياكل الإدارة والدراســة، ورسم  أيضا فيه  خطوط  المعــارف والعلــوم العربيـة . 

_وقد إنتقل في بداية  حقبة  1997م الى مدينة بوصاصو _التجارية_ ليواصل   عملية التربية والتدريس  وتخريج الأجيال  الناصعةو إعداد القادة والأقيال ، حيث عمل  بوظيفة مدرس   اللغة العربية  لمدرسة _الإمام النووي_في  بوصاصو  . كان رحمه الله محبا بهذه اللغة  ومولعا بها، ومتفننا  بعلومها  المختلفة ، درس العربيىة  من معينها  ، وشرب من كأسها الحقيقي ،فهو أديب  وأريب ، وشاعر  وفنان، وكاتب عملاق ، البلاغة من فمه ، والبيان من  لسانه، والفصاحة  بين أضلعه .

_  كلامه أحلى من شهد ،  يردد أحيانا أشعار  النابغة  وبلغاء العرب ، ويحفظ أيضا   درر حكمائهم وشرفائهم  وأدبائهم ،أتقن قصائد المعلقات  الذهبية ، ودرس كتب مصطفي لطفي  المنفلوطي _ العبرات والنظرات_والأغاني ، وكتاب “العقد الفريد”  لإبن عبد رب الأندلسي  ، وكتاب “حي القلم”  للرافعي ، والمقامات الحريري ، وكتاب “فقـه اللغة وسرّ العربية ” للثعالبي ، و حفظ ديوان  الشافعي  العالم _الفقيـه-  ويستشهد الأديب  جلّ حديثه  أمثال العرب الخلص  من كتاب  “مجمع الأمثال”  للميــداني ،  رحمم الله هذا _العلم_  فإنه ثلـة من الأوّليين.

    -وفي عام 1998 م .عاد  الشهيــد الى مدينة  قرطو  _التاريخية_  وأنضم الى كوابة   مركز المنتدي الإسلامي التعليمي  وأصبح نائب مدير  عام في فترة   وجيزة  الى 2002م . ومن خلال عمله بهذا المركز  غرس العربية  والثقافة  الإسلامية  في نفوس الشبيبة ، وخرّج كوادرا وفرسانا  في  عالم الثقافة والمعرفة ، وهيأ  قادة وأسودا وشجعانا   نحو  سيادة وسلطة .وكان المركز  في تلك الفترة  الذهبية، قلعة للعلماء ، ومنارة للعلـم ،وحماية للتوحيد ،وتراثا للعربية .

  _وفي أعوام 2003- 2005م  تولي الشهيد منصب الإدارة العامة  لمدارس الإمام النووي في  بوصاصوا ، فقاد وأحسن الإدارة بمناصبها الفخارة، فأشرقت  الشمس ، وسطعت الأنوار  من هنا وهناك ، وصارت المدرسة بفضل الله تعالي  منهلا للعلم وموردا للثقافة ،ومجمعا للعربية والتراث التليد _ الصومالي_   يقول عبد الرحمن سعيد موسي “الحاج” مدير العام لمدراس الإمام النووي_ حاليا” كانت هذه الفترة هي الأخيرة  لمشواره  التعليمي  ، حيث إنتقل  بعدها  الى تالتجارة الحرّة التي إشتغل بها  في  بعض دول شرق أفريقيا  مثل كينيا وإيثوبيـا و طوال  هذه الفترة  عانى _الشهيد _ الوحدة والغربية  والعزلة  طويلا  أثناء ممارسته  بهذه المنهــة “

_ وفي عام 2010 م عاد الشهيد  الى موضع مسقط رأسه  مدينة قرطو _الشهيرة_ وشرع  وضع  الحجر الأساسي  للإفتتاح جامعة شرق الصومال ، وكان يرى  الشهيد  رحمه الله إفتتاح هذه الجامعة  بوابة للعلم والمعرفــة  ورحلة للثقافـة  لأهالي  المدينة ، نعم الهمة العالية  تتأجج  في فؤاده ، والطموح في صدره الرحب ،  وبعد مشاورات عديدة وجلسات نقاشة  نجح الشهيـد  بعمله  الدؤوب ، ورفرف  علم الجامعـة _في وسط_ المدينـــة ، ومعـه كوادر وعلماء ،وعظماء وشرفاء و من بينهم : الدكتور أحمد بري ، والمربي الراحل   عبد اللطبف بلال عدو “اليمني”  والداعيــة الشهيرة  فضيلة الشيخ  فـؤاد محمود “الحاج”  ” “Aflow والأستاد بشير أحمد جال إري  “Gaala ere” وغيرهم  من أهل الخير  والخبرة، وأهل الإبداع  والإبتكار  ، ثم  إنضمت  الجامعـة الى جامعــة شرق أفريقيا  في عام 2012م .  وهي مؤسسة ضخمة وعالم  للمعرفة.

_ وفي عام 2013 م . سافر الشهيد الى مقديشو _عاصمة الصومال _ حيث عمل مع الحكومة الصومالية  في أيام  حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية _سابقــــا_ خاصة في مكتب  العلاقات  الصومالية العربية ،  و يقول  ” عبد الرحمن سعيد موسي “الحاج”  “أنه قد سافر الى بلدان  عربية  وشارك  في تطوير وتعزيز  علاقـة  الصومال  بالدول العربية  الشقيقة ومن هذه البلدان  المغرب، وجمهورية مصر الشقيقــة، وجمهورية اليمن ، الملكة العربية السعودية ، وليبيا ، وتونس ، و تركيا” أهـ

  

   _و يقول  ” عبد الرحمن سعيد موسي “الحاج”   في حجة  2017م . عمل الشهيد مستشارا  رسميا  وزارة العدل والأوقاف الدينية للحكومة الصومال الفيدرالية  وظل في المنصب ، حتى  فترة إستشهاده .” إهـ     

  _ وفي الختام   كان الشهيد   علما من أعلام هذه  الأمة الصومالية ، ونجما من  نجومها  الأبرار، وله إنجازات عظيمة ، وبحوث  دراسات  متقنـة ، ومنها كتابه”  من تربية الأولاد الى تجارة الأبقـار “  ” حيث لخص هذا الكتاب مسيرة  كفاحه في تربية  الأجيال  وتخريج الكوادر”.  كما ادلى حديثه بتجربته  الثاقبـة ، ونضاله المبارك ، ومن أنجازاته الفخارة   أيضا  أنه  اسس في عام 2002م  . مدرسة الإمام النووي  في مدينة  قرطو، وهي الآن مؤسسة عظيمة ومنارة علمية و قد تخرجّ منها آلاف  من الطلاب .

_ وقد لقي االشهيــد  زكريا  محمود عيسى حتفه في مدينة  مقديشوا  في أكتوبر 2017م    إثر إنفجار زلزالي   على يد مجموعة مارقة استحلت دماء المسلمين في _الصومال_ الكبير . نأسال الله تعالى  أن يكون مع الصالحين والشهداء   وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . ۞فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ. ۞   يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ.”   

ماذا قال عنه أرباب الأقلام  

  1. محمد عمر أحمد  .  باحث صومالي  ومفكر عملاق  ،  وداعية إسلامية ، يؤمن بحرية التعبير  والقلم ،  محاضر في جامعة ولاية بونتلاندPSU   بكلية الشريعة والقانون :له أبحاث علمية ، ودراسات  تأصيلية، وهو شخصية مؤثرة ، يحب الكرم والإخاء ، ويحب العفو والتسامح ،كما  شارك في مؤتمرات عديدة ، ومن مؤلغاته الفريدة  “ظاهرة الغلو وموقف أهل السنة منها” رد علمي على الجماعات المكفرة  للمجتمعات المسلمة . بحوث ألقاها : الدكتور  أحمد الحاج عبد الرحمن  رحمه الله . إعداد وترجمة وتعليق. محمد عمر أحمـد .

كان الأخ زكريا محمود عيسى شعلة تتوقد  ذكاء، محبا للعلم وأهله ، أديبا يحفظ مستجاد الأشعار والأمثال ، يحب  أن يترك  أثرا طيبا على بلاده ،  شهدت  مواقف  عديدة  تدل على شجاعته، وعدله،  وأشهد  أنه كان  شخصية  نادرة في الإلتزام  بالعدل  والنظام  حتى  مع أقرب الناس إليه. ا

  1. أحمد الشيخ عيسى فارح  “وطني”  باحث صومالي ومدون عملاق،شخصبة مبدئية ثورية  حقوقية  صريحة ،ي عتقد  بتعدد الخيارات ، يميل  الى البساطة  والرقة.  وأحد طلبة الفقيــــد  _زكريا محمود عيسى_

” الأستاذ الشهيد:  زكريا محمود عيسى شخصية  عبقرية  ذو مواهب  متعددة  ، قيادي بالفطرة  عنيد له كاريزما مؤثرة ، مخطط إستراتيجي ممتاز ، ينسج كالعنكبوت  شبكة علاقات  عامة ، يتميز  بالجد والإجتهاد وبالغموض والكتمان ، والجرأة  أخذ القرارات  وتنفيذها ،طباخ  ماهر  في عقــد الصفقات ، له نفس طويل  في سبيل  الوصول لهذفـه ومقصده ، عاش  كما أراد  رغم  الظروف المحيطة به ، ومات موتة الأحرار “

  1. معالي الوزير: عبد الفتاح نور أشكر . كاتب وصحفي ومدون   و أحد طلبة الفقيـــد _زكريا محمود عيسى_ 

“حب لغة الضاد كانت تجري في دمائه، ورسالة التعليم هدفه السامي في الحياة، في إجازة الصيف كان يُدرّسني في بيته بمدينة قرضو،حفّظني ديوان الإمام الشافعي عن ظهر قلب وبقية كتب الأدب العربي كالمعلقات والشوقيات وكتب مصطفى لطفي المنفلوطي وغيرها”

  1. الأستاذ :  أحمد عبد الرحمن  “دارع” مدير العام   لمدارس الإمام النووي .قرطو .و أحد طلبة الفقيـــد   _زكريا محمود عيسى_

” إن الأستاذ زكريا  محمود عيسى شخصية  فذة  وفريدة من نوعه ،  كان حليما في مواقف  الحلم ، وحازما  في مواقف  الحزم ، مولعا بالعلم  والثقافة ،  ومبدعا بارعا في الإبداع ،  ومربيا  متخصصا  في مجال  التربية والتعليم ،  كان مساعدا  ومتعاطفا  للفقراء والمساكين ، وكان وظنيا  متحمسا  لوظنه ، ويفكر دوما في تقديم   وطنه وشعبه . “

  1. فارح بينن بوص  .  شاعر متفنن ، وناقد فريد ،  مؤلف  مشهور ، له أبحاث ودراسات  منشورة  ، كتب في الأدب والراوية ، فهو أريب  فقيـه ، وأديب إنساني   ،  وحافظ لكتاب الله ،  ظهرت  نباغته  في الإعلام الصومالي  ، وإشتهر بالنزهة   والمحبة الإنسانية ، محاضر في الجامعات الوطنية  ، ويعيش حاليا في دولة القطر، و أحد طلبة الفقيـد_زكريا محمود عيسى_

” إنه أستاذ الأساتذة “

  1. سعيد أحمد محمود  “سعيد  قلنلي ” أكاديمي صومالي ، وناشط إنساني، وإجتماعي  فيلسوف، وشاعر حكيم ، ومؤثر بتربيته وقيادته، و أحد طلبة الفقيـد_زكريا محمود عيسى_

” الشهيد الفقيــد   زكريا محمود عيسى   إنه مفكر  إسلامي   وعبقري  في سياسته ، يحب العبادة ، دائما   يميل الى المسجد  وقرأءة  القرآن الكريم ،  ومحسن ناعم تجاه الفقراء والمساكين ،  ويضحي النفس والنفيس في سبيل الحرية  الإنسانية ، مبدع ومبتكر ، شخصية جذابة ، همته عالية ، وطموحه لامع امام البشرية “

  1. معلم محمد نظيف شوكاني باحث في الفقه وأصوله في الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام أباد وأحد طلبة الفقيــد  _زكريا محمود عيسى_ . عمل في مجال التربية والتعليم كثيرا.

أفق أيها القلم وأنجدني في محنتي **      فلقد تكاثرت علي الفجائع والأحـــــــزان.

أفق ودون للأجيال ما جرى       **       وخبر عن زكريا كيف زارته المنــــــون.

أفق فأنت صاحبي في جميع الملمات **  أتنام عن زكريا؟ كيف؟ أدوخت الأحزان.

أفق فليس للجراح طبيب سواك    **      أفق فليس بطيب نوم ولا نسيــــــــــــان.

أفق فلم تلد الأمهات مثل من      **        نعينا به أيغتالـــه جبــان ومأفـــــــــــون.

أفق يا قلمي أنت الوحيد الذي   **         ينعيني فيمن يبكيـــه الشيب والشبـــــان.

يا بلادي كم كوتك الكوارث والمحن **     وكم نعيت بجهابذ ما أبقتهم الأزمــــان.

بزكريا باتت الفواجع بعده جللا **   وزلزلت الأقلام وتكلمت بالدمع العيـــون.

دمع مدرار جادت به المآقي **    في زكريا وذكراه وللحـــزن مخالب وأسنان.

ما زلت متسائلا أيموت مثلك يا زكريا **  أم هل تفقد في الربيع الأغصــــان.

علم بعلمه وقاد بفكره فأنتجهم       **  شبابا هم من جذره أوراق وأغصــــان.

طلابه ملؤوا الدنيا بسمة جميلة **         هي لبسمته وبصمته دليل وبرهــــان.

يا زكريا. الحزم كان من سماتك     ** فلو أنك حزمت الأمتعة لكنا وكانـــــوا .

في فرح وحبور لا يحسدهم إلا **        حاقد ولأكلته من الحقد نيـــــــــران.

من ينعيني في وداعك يا أستاذي ** وهل تكفي الكلمات والصدر بحزنه محشــــون.

كيف اداوي الجرح وهو عميق **    أو كيف تدعني ذكريات منك وإحــــزان.

أم من يداوي حقدا بات مسيطرا **    وأنت علمت النفس أن الأحقاد نقصان.

من يقول لقرضو اصبري أو يواسي ** ساحة للبناء وللمعاهد قلوب وعيـــون.

من للبيان والبديع والمعاني بعدك يا    ** أستاذي ومن ينشد أماما يا شبــــان.

نعيتُ على وقع أنغام الحزن ولحنه **   فتدثرت بثوب خيوطه عبرات وأحزان.

شبابك وإن جملت فعالهم فما زلت    **  ملهمهم والأب دائما عطف وحنــــان.

نم بالروضة يا سيدي وتدثر        **       من الجنـــان سندسا وقل يا ضمين.

ضمنت الجنة للشهيد وها يد الغدر **   اغتالتني فكن شفيعا وليكافئني الرحمن.

وصلى عليك الله يا قدوتي وحبيبي **  ما وُدع شهيد وتدثر بالإحزان الأقران.

محمود علي آدم هوري

بقلم محمود علي آدم هوري: باحث صومالي وشاعر معاصر، ومحاضر بجامعة ماخر كلية الشريعة والدر اسات الإسلامية ، له أبحاث علمية في مجال الأدب الصومالي والعربي وقد طبع بعضا منها وأخرى مخطوطة.
زر الذهاب إلى الأعلى