“الأحد الأسود” واتفاقية جروي

أسفت للغاية. وترك في نفسي الحسرة وخيبة الأمل الإتفاق الموقع يوم الأحد  الماضي 3 أبريل 2016  في مدينة جروي والذي أعطى قبلة الحياة لنظام 4.5 الغير الشرعي. وأن يكون رئيس بونت لاند عبد الولي غاس الشخص الذي أمضى هذا الاتفاق كان له أثر خاص في نفوس الصوماليين الرفضين لنظام  4.5 والذين كانوا يأملون في تطبيق النظام الفدرالي كما نصّ عليه الدستور  عام 2012.

ماذا نتعلم مما جرى؟

نتعلم من الاتفاق الذي وقع عليه غاس ما يلي:

1-  أن ما كان يقوله غاس وما فعله  بعد المشرقين.

2-  تراجع مكانة بونت لاند . ولا يمكن الإدعاء مرة أخرى  أن بونت لاند “أم الحكومات الفدرالية”. لطالما دافعت هذه المكانة لكن اليوم مسحها غاس بجرة قلم.

3-  ما قال إنه لا يقبل من بان كي مون، قبل اليوم كشيخ من شيوخ مدغ من  شاب مقديشاوي سميته  بـ“ المراهق الصومالي”  أو “Somalia’s Alfa man,” أعني الرئيس حسن شيخ محمود.

4-  الاتفاقية التي قبلتها بونت لاند  تسببت في  اهتزاز  وبشكل ملحوظ ثقة سكان بونت لاند على  غاس وتراجع هيبته لدى الشعب الصومالي.

5-  هذا الاتفاق لا يختلف عن الذي رفضته بونت لاند في شهري نوفمبر وديسمبر بمقديشو

والأنكي من ذلك لم يكن هناك ما يجبره عبد الولي غاس على قبول هذا النظام .. كنا ننتظر  في أسوء الحالات  أن تقاطع بونت لاند  انتخابات عام 2016 أو يقدم غاس استقالته . أما الآن أضاع غاس شرعيته أو  ثقة سكان بونت لاند و الشعب الصومالي.

والسؤال المطروح في الوقت الحالي هل ينسى القضية بهذا الشكل ؟ الا يتحمل برلمان بونت لاند مسؤوليته تجاه محاسبة الرئيس غاس؟ اليس هناك رأي عام ضاغط؟ .ألم نكن نتوقع أن المؤسسات في بونت لاند قد بلغت سن البلوغ  ( 18) عاما وأنها أكبر  سنا من البرلمان في مقديشو؟ وأن هذا البرلمان يستجوب المسؤولين أحيانا . وماذا يمنع برلمان بونت لاند من أن يفعل ذلك؟

فالأيام القادمة حبلي ومراقبتها أمر ضروري.

أخيرا  إن تم تمرير هذا الاتفاق دون أعتراض يبدو أن  بونت لاند أضاعت 18 عاما على الفاضي. ومن مظاهر دولة المؤسسات مبدأ الضوابط والتوازنات. إذا لم يعد أمامنا خيارات أخرى ينبغي أن يطرح الاتفاق للمناقشة تحت قبة البرلمان.

فيصل روبلي

سياسي معارض
زر الذهاب إلى الأعلى