رسالة مفتوحة إلى الرئيس “فرماجو”

انحاز البرلمان لمطالب الشعب، ولم يخيب رغم الضغوط والإغراءات، آمال وأماني البسطاء والفقراء في القرى والأرياف والمناطق الشعبية، وأربأ بنفسه عن المشاركة في لعبة سياسية لا تمت لمصالح البلاد والعباد بأي صلة، ورمى الكرة في ملعبكم فينظر  مع الشعب كيف تعملون، وتلك سمة البرلمانات الحرة، وطبائع الدول الديمقراطية التي تستمد قوتها من الشعب.

سعادة الرئيس: لم يأل الشعب في سبيل انتخابكم قائدا للبلاد جَهدا، ونال من السهر والتعب ما نالكم في سبيلها، عندما كنتم تخوضون في غمار معركه الانتخابات كان هو يخوض في معركة مصيرية ميادينها المنتديات الاجتماعية، ومواقع التواصل الإجتماعي، والمساجد، والزوايا من أجل أن يمنحكم البرلمان فرصة لقيادة هذا البلد.

كان  الشعب يدافع عن آراكم وبرنامجكم بصوته وقلمه وذلك أضعف الإيمان، كان يرافقكم في كل محطات مسيرتكم نحو الرئاسة، وبذل النفيس والغالي من أجل  تحقيق هذا الفوز الكبير الذي  حققتموه،والذي يشكل نقطة تحول في المسار السياسي بالبلاد.

سعادة الرئيس: ما من بيت من بيوت الصوماليين الا وفيه صورتك وصدى صوتك ولم يخلف عن حملتك لاقناع البرلمان باختارك رئيسا للبلاد أحد. كان النواب يتعرضون خلال الحملات الانتخابية لضغوط هائلة من الآباء والأبناء والأخوان لكي يعطوك ثقتهم وقد حصل ذلك، والآن باتت الكرة  في ملعبك فأرهم شطارتك، وحسن تصرفك ومهارتك في تدبر الأمور ، وقدرتك على اتخاذ القرارات المناسبة للتخلص من المشاكل التي يعاني منها الشعب الصومالي نحو ثلاثة عقود.

 سعادة الرئيس : اياك وبطانة السوء، وكثير ماهم في هذه الأيام، فهؤلاء لا ينفعونك ، بل يكيدون لك كيدا، ويوقعونك في حبائلهم ويشكلون حاجزا بينك وبين شعبك ويعينونك على الفساد واهدار المال العام، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من وال إلا وله بطانتان، بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالا، فمن وُقي شرها فقد وُقي .

حاول سعادة الرئيس قدر الإمكان أن تختار الأمناء الناصحين ، وتتخذ مستشارين أكفاء تستعينهم في النوائب وفي الحالات الحرجة، وأعلم انما أفسد الذين قبلك إنهم ابتعدوا عن البطانة الصالحة واتخذوا  وزراء ومستشارين لا يذكرونهم إن نسوا ولا يعينونهم إن ذكروا، فاعتبر بما آل مصير هم ومصير شعبهم في ظل حكمهم.

 سعادة الرئيس فالشعب الصومالي فتح لك قلبه بكل صدق وأمانة وليس لديه هم سوى ايجاد حل سريع لمشاكله اليومية، وتحسين ظروفه المعيشية والاقتصادية، علق عليك آمالا عريضة وآمن بأنك المنقذ والرجل المناسب في المكان المناسب والقادر على حل اللغز، فغالبية الشعب لا يطمعون ولا يطلبون منك منصبا  ولا يهمهم سوى الحرية، والعدالة الاجتماعية، و العيش الكريم  .

سعادة الرئيس: لاتخيب آمال هؤلاء، ولا تخذلهم ولا تكسف بالهم  وليكن شعارك إما النجاح أو الاستقالة لإفساح المجال لمن هو أكثر منك توفيقا وحظوظا ،  اذا غامرت في شرف مروم  فلا تقنع بما دون النجوم، فطعم الموت في أمر حقير، كطعم الموت في أمر عظيم. من يدخل اليوم القصر الرئاسي  محمولا على الأكتاف لا بد أن يخرج منه غدا حرا مرفوع الرأس غير نادم على ما فعل وراض عن الشعب، والشعب عنه راض.

سعادة الرئيس: مؤيدوك ليسوا  في القصور ولا في  الفنادق الفاخرة ، بل  في البيوت الفارغة في الضواحي الشعبية التي يعيش أهلها كفافا لا تفضل هؤلاء على هؤلاء  فالفريق الأول يريد اسقاطك والثاني يتمنى بقائك ولا تطع الفريق الأول خوفا من أن يضع العصي في دواليب مشروعك ولا تهادنهم على حساب الشعب وأعلم انما تنصرون بالضعفاء والمساكين ، وبدعواتهم وصلاتهم  واخلاصهم.

سعادة الرئيس: لا تشغل نفسك في تنظيم  المهرجانات  ولا تغدق الأموال على عقد المؤتمرات الوطنية فانها سم قاتل والهدف منها تبديد الأموال وصرف الأنظار عن المشاكل الحقيقية، حاول  على قدر المستطاع أن توجه هذه الأموال إلى أوجه الإستثمار ونحو القطاعات الانتاجية ليحس المواطن العادي تحسنا في وضعه الإقتصادي أو صرفها على المساكين والفقراء وابتعد عن “سياسة جوع كلبك يتبعك” .

زر الذهاب إلى الأعلى