مصالحات القرن الإفريقي.. تتويج لجهود سعودية بدأت في الصومال

لم يأت نجاح السعودية في حل المشاكل العالقة بمنطقة القرن الإفريقي مصادفة؛ إذ إنه جاء نتيجة جهد ممتد بدأته المملكة منذ سنوات بعيدة، انطلاقًا من قناعتها بضرورة إرساء الأمن والاستقرار كشرطين للتنمية والتقدم.

ويعطي دور السعودية في دعم الصومال، مثالًا على دأب المملكة وحرصها على مساعدة الأشقاء، بما يمكنهم من مواجهة التحديات الأمنية والاجتماعية التي فُرضت عليهم، جراء التحولات الدولية التي شهدها العالم في تسعينيات القرن الماضي.

وخلال السنوات الـ20 الماضية، قدمت المملكة للصوماليين دعمًا اقتصاديًا وسياسًا، فضلًا عن مساعيها الحثيثة لإنهاء الحرب الأهلية.

و شاركت السعودية بقوة في جميع مؤتمرات المصالحة الصومالية التي عقدت في كل من جيبوتي، وأديس أبابا، ونيروبي، كما استضافت في عام 2007 قيادات من الحكومة الصومالية، ووعدت بتقديم ملايين الدولارات لإعادة بناء المؤسسات الوطنية وإعمار البلاد، كما طرحت مبادرة للمصالحة بين حكومة الرئيس الراحل عبدالله يوسف والمحاكم الإسلامية.

ووقَّع فرقاء الأزمة الصومالية على نتائج مؤتمر المصالحة بجدة، الذي رعاه الملك عبدالله بن عبد العزيز -رحمه الله- في عام 2007، ما أسهم في طي صفحة دامية بين الأطراف المتنازعة.

وعلى الصعيد الإنساني، تقدمت المملكة الجهود الدولية لمساعدة منكوبي المجاعات التي اجتاحت الصومال في تسعينيات القرن الماضي، كما أنشأت منظمات وهيئات لدعم ومساندة اللاجئين الصوماليين في نيروبي ومقديشو وغيرها من المدن؛ تنفيذًا لبرامج إغاثية مختلفة شملت المجالات الصحية والتعليمية والتنموية.

وتعد المملكة ضمن الدول العربية والإسلامية الأكثر دفاعًا عن القضية الصومالية في المحافل الدولية والإقليمية في اجتماعات الأمم المتحدة، وفي مؤتمرات منظمة التعاون الإسلامي، وفي الاجتماعات الدورية بجامعة الدول العربية، وكانت من أوائل الدول التي دعت إلى تخصيص مبالغ مالية لدعم الميزانية الصومالية.

وفي إطار العلاقة المتميزة بين البلدين، أعلنت الحكومة الصومالية انضمامها إلى التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، مؤكدة دعمها لعملية “عاصفة الحزم”، التي أطلقتها السعودية لتجنيب اليمن الدخول في حرب أهلية وتعزيز وحدته واستقراره.

 صحيفة العاجل الإلكترونية

زر الذهاب إلى الأعلى