الصومال: 2017 عام المفاجآت 

مر عام 2017 ثقيلا على الصوماليين، نظرا لما شهد البلاد  خلال هذا العام من أحداث وتطورات درامية فاجأت الصوماليين بدءا من خسارة الرئيس السابق حسن شيخ محمود في الإنتخابات الرئاسية التي لم يتوقعها كثيرون، وبروز نجم رئيس الوزراء الأسبق محمد عبد الله فرماجو  المفاجئ وغير المنتظر  وانتخابه رئيسا للبلاد، مرورا بموقف الحكومات الإقليمية المؤيدة لأربع دول عربية قاطعت دولة قطر خلافا للموقف الحيادي الذي اتخذته الحكومة الاتحادية، وتسليم المواطن الصومالي والقيادي في جبهة تحرير أوغادين المعارضة عبد الكريم “قلب طح” إلى السلطات الإثيوبية الأمر الذي أحدث ضجة واستياء واسعا في أوساط المجتمع الصومالي،  بالإضافة إلى مجزرة “زوبي” التي راح ضحيتها أكثر من 500 شخصا ما بين قتيل وجريح وإنتهاء بإعتقال السياسي المعارض عبد الرحمن عبد الشكور، واطلاق سراحه بعد يومين بأمر من المحكمة، ومداهمة وتفتيش منزل العقيد عبدي حسن عواليه قيبديد من قبل قوات من الجيش دون إذن من القيادات العليا للدولة، ودعوة النيابة العامة لأول مرة في تاريخ الصومال إلى رفع الحصانة عن نواب في البرلمان بتهمة تلقى رشى من جهات خارجية .

لم تقتصر المفاجآت على الجوانب السلبية وانما هناك أيضا مفآجات سارة شهدتها الصومال خلال عام 2017 تتمثل في توقيع اتفاقيات ثنائية مع الولايات المتحدة الأمريكية وقطر بموجبها يتم تمويل مشاريع تنموية تكلف بملايين دولارات، واستعادة الصومال تحكم مجالها الجوي بعد أكثر من 27 عاما كان يدار من قبل مكتب تابع لمنظمة الطيران المدني الدولي(الإيكاو) في نيروبي، إضافة إلى إعلان الوزارة المالية عن اقتراب الصومال من الوصول إلى اكتفاء ذاتي من حيث المالية إثر قيامها بإجراءات مهمة لإصلاح النظام المالي في البلاد الأمر الذي حظى بإشادة من المؤسسات المالية الدولية مثل الصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

إلى جانب ذلك ستبقى أزمة الجفاف  إحدى  أكبر الأزمات التي عصفت بالبلاد خلال عام 2017 وكادت أن تقضى على عدد كبير من سكان الصومال لولا تكاتف الشعب الصومالي الذي ضرب أورع المثل في التكافل الاجتماعي، لكن هذه الأزمة لا تزل تطل برأسها من جديد وتمثل تهديدا حقيقيا على حياة عشرات الآلاف من  الأشخاص في وسط وجنوب الصومال.

وفي الختام، مضى عام 2017، لكن تداعيات وآثار الأحداث التي شهدتها الصومال في هذا العام باقية وهناك مخاوف شديدة من أن تنفجر الأوضاع السياسية في البلاد ما لم يحتكم الفرقاء السياسين الصومالين إلى الحكمة والمنطق السليم. يتخوف البعض من أن تشكل أحداث العام الماضي مدخلا لحوادث كبرى ستغير مجرى الحياة السياسية في مقديشو ومناطق أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى