هل ستنجح قوى المعارضة في إسقاط حكومة خيري؟

لم تمض شهور على تعيين حسن علي خيري رئيسا لمجلس الوزراء حتى برز في المشهد السياسي الصومالي، أفراد وكتل  معارضة لسياساته، وجرت عدة محاولات حقيقية لعزله عبر تقديم مشروع اقتراح لسحب الثقة من حكومته إلى مجلس الشعب بتهم تتعلق بالفشل في إدارة البلاد، ومواجهة الإرهاب، والإستحواذ على السلطة، وارتكابها الخيانة العظمى بعد تسليمها قيادي في جبهة تحرير أوغادين للسلطات الإثيوبية.

تصعد هذه القوى المتشكلة من أفراد قبلية وتيارات دينية وسياسية، هذه الأيام حملتها ضد الحكومة وتكثف نشاطاتها لإسقاط  رئيس الوزراء حسن علي خيري، ولا تفوت فرصة  سانحة لتوجيه انتقادات لاذعة لرئيس الجمهورية محمد عبد الله فرماجو على خلفية تفاديه من مواجهة مبكرة مع رئيس الوزراء، وتبدو أن هذه القوى عازمة على المضي قدما في  مشروعها مهما بلغت تكلفتها وأثمانها مادامت تحقق مآربها التي يراها البعض مصالح ذاتية لا تتعدى الحصول على  منافع سياسية أو اقتصادية أو لإشباع رغبة جامحة من الانتقام.

 أضناف المعارضة 

تتشكل هذه القوى من أربعة أصناف:

  1. أفراد ذات ثقل سياسي واجتماعي ، ويبدو أن معارضتها تقتصر على تصحيح بعض الأخطاء التي ترتكبها حكومة حسن علي خيري ولا يمكن بطبيعة الحال أن تتقاطع رؤيتها  مع رؤية القوى المعارضة الأخرى.
  2.  نواب في البرلمان فقدوا السلطة والمكانة التي كانوا يتمتعون بها في عهد الرئيس السابق حسن شيخ محمود، وبناء على بعض المعلومات فهؤلاء النواب لن يهدأ لهم بال، ولن يرمش لهم جفن حتى يروا أنفسهم في السلطة مرة ثانية أو تسقط  حكومة خيري
  3. تيار ديني تحالف مع الرئيس محمد عبد الله فرماجو إبان الحملة الانتخابية الا أنه انقلب عليه بعد شعوره بخيبة الأمل والغدر  جراء تعيين حسن علي خيري رئيسا للوزراء وتشكيل مجلس وزراي خال عن قيادات هذا التيار.
  4. سياسيون قبليون يتهمون الحكومة بتهميش عشائرهم وتهديد مصالحها
  5. في هذا الإطار لا بد من الإشارة إلى أن موقف الإدارات الاقليمية المعارض للرئيس محمد عبد الله فرماجو وحكومة خيري على خلفية موقفها من الأزمة الخليجية لم تتغير كثيرا رغم نجاح فرماجو من تخفيف حدتها أثناء المؤتمر التشاوري بين الحكومة الاتحادية والادارات الاقليمية المنعقد في مقديشو مطلع شهر نوفمبرالماضي.

جذور الأزمة

المطالبة بإسقاط الحكومة بعد شهور من تشكيلها أمر مألوف في المشهد السياسي الصومالي، وكانت أحدى سمات الحكومات الصومالية  المتعاقبة منذ أكثر من 20 عاما غير أن طبيعة المواجهة هذه المرة مختلفة، في الماضي كانت الحكومات تسقط بسبب أزمة سياسية  بين الرئيس ورئيس الوزراء تحسم في الغالب داخل البرلمان. أما هذه المرة لا يوجد خلاف بين الرئيس ورئيس الوزراء، وجميع محاولات الوقيعة بينهما قد باءت بالفشل ، وظل الرئيس فرماجو متمسكا بخيري ومصرا على بقائه في منصبه. وهذا القرار أغضب بعض المعارضة وأخلط أوراقها؛ لأنه فوتها فرصة الدخول في الحكومة  وامتلاك ورقة مهمة لزعزعة حكم الرئيس محمد فرماجو.

هل ستنجح المعارضة في إسقاط حكومة خيري؟

من الصعب التكهن بمآلات المشهد السياسي الصومالي والتنبؤ بنتائج حملة قوى المعارضة ضد  حكومة حسن علي خيري لكن التطورات الجارية وتحركات بعض الجهات الداخلية والخارجية يبدو أن التحديات أمام رئيس الوزراء خيري كبيرة ومعقدة ولن يستطيع تجاوزها منتصرا الا إذا نجح في تحويل تعهداته السابقة والمتمثلة بتحسين الظروف المعيشية للمواطنين واضعاف قوة الإرهاب، ومكافة الفساد إلى واقع ملموس لا تخطئه العين.

زر الذهاب إلى الأعلى