قرار انسحاب ” أميصوم” من الصومال قد يقوض جهود السلام  

مقديشو ( مركز مقديشو) أعلنت أوغندا التي تعد أكبر مساهم لقوة بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال عن بدء انسحاب جنودها من الصومال كجزء من خطة الأمم المتحدة بشأن خفض أعداد قوة البعثة العاملة في الصومال بمقدار ألف بحلول نهاية العام الجاري.

قال الليفتنانت كولونيل ديو أكيكى نائب المتحدث باسم الجيش الأوغندي أن 281 جنديا أوغنديا سيغادرون الصومال بنهاية الشهر الجارى، بحسب شبكة “إيه بى سى” الأمريكية.

وأضاف ديو أكيكى أنه سيتم خفض عدد قوات حفظ السلام الإفريقية فى الصومال بواقع 1000 جندى مع نهاية العام الجارى، وذلك وفق الاتفاق بين الاتحاد الإفريقى ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

ربما لا يكون هذا الإعلان مفاجئا بالنسبة لرئيس الصومال محمد عبد الله فرماجو الذي وعد خلال حملته الانتخابية بالسعي من أجل رفع كفاءة وقدرات القوات الصومالية لتتمكن من تسلم مسؤولية الأمن في البلاد بحلول عام 2018، لكن يبدو ان الوضع ليس مهيئا لتسلم القوات الصومالية مسؤولياتها الأمنية بشكل كامل وأن خطوة الانسحاب يمكن أن تقوض الجهود الجارية لإعادة بناء الدولة الصومالية وذلك لعدة أسباب أبرزها:

الوضع الأمني في الصومال مازال هشا

 على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة الاتحادية والولايات الفيدرالية للسيطرة على الوضع الأمني في البلاد ومواجهة التهديدات التي تشكلها التنطيمات المسلحة المتطرفة الا الوضع الأمني ما زال هشا  وأن القوات الصومالية ليست وحدها قادرة  على منع الهجمات الإرهابية وحماية المنشآت الحكومية في العاصمة مقديشو والمناطق الأخرى لعدم تلبية احتياجاتها بالشكل المطلوب وافتقارها إلى التسليح النوعي والتدريبات المطلوبة لحماية كبار الشخصيات ومقرات المؤسسات الحكومية ومواجهة العمليات الإرهابية.

تساهم القوات الافريقية لحفظ السلام في الصومال في تخفيف الأعباء الأمنية عن القوات الصومالية وتشكل سندا قويا ومؤثرا في العمليات الأمنية والعسكرية التي تقوم بها الأخيرة لاستعادة الأمن والاستقرار، كما أنها تشكل قاعدة خلفية ترفع معنويات الجنود الصوماليين خلال المعارك مع الجماعات المسلحة، وبالتالي  نظرا للتحديات الأمنية الراهنة في البلاد وفي مقدمتها الحرب على تنظيم داعش وحركة الشباب التي لا تزال تسيطر على مناطق شاسعة في وسط وجنوب البلاد فان انسحاب القوات الافريقية من الصومال وحتى حفض اعدادها ستودي إلي نتائج عكسية  قد تقوض الانجازات المحرزة خلال السنوات الماضية.

 تنتشر قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي  في العديد  من المناطق الصومالية ولا سيما المناطق المتاخمة للعاصمة مقديشو والتي تعد معقلا رئيسيا للجماعات المتطرفة وتتلقى صعوبات كبيرة في مواجهة مليشياتها والتي شنت خلال الأعوام الماضية هجمات نوعية على قواعدها ما كلفها بحياة مئات من جنودها، ولذلك في حال خفض عدد الجنود الإفريقية المنتشرة في تلك  المناطق لا شك أنه يرفع معنويات عناصر حركة  الشباب، ويعزز قدرتها على شن مزيد من الهجمات على العاصمة مقديشو لإرباك خطة الحكومة في بناء مؤسسات الدولة وتحقيق تطلعات الشعب إلى الأمن والاستقرار.

 الوضع السياسي غير مستقر 

وإلى جانب ذلك، فالوضع السياسي غير مستقر ، ولا تزال الثقة بين السياسين  ضعيفة وأن هناك مخاوف من تتسلط بعض القبائل أو التيارات السياسية على الآخرين وتستحوذ السلطة في البلاد ما عكس سلبا على الاستقرار السياسي وجهود الحكومة الرامية لبناء مؤسسات الدولة وهذا الأمر بدوره يمكن أن يؤدي إلى تجدد المعارك القبلية ودخول البلاد إلى فوضى سياسية وأمنية اذا غابت جهة محايدة قوية قادرة على ضبط الوضع ولجم أطماع السياسيين.

المجتمع الدول يعول على “ أميصوم”

 نتيجة للتحسن الأمني في البلاد، والدور الأساسي الذي تقوم به قوة بعثة الاتحاد الأفريقي لمواجهة الحركات الاسلامية المتطرفة ومنعهم من مهاجمة العاصمة مقديشو، بدأت عدد من الدول  في آسيا وأوروبا خلال السنوات الأخيرة بالتفكير  في العودة إلى الصومال والاستثمار فيها، وفتح سفاراتها في مقديشو وبالتالي في حال قيام قوات “ أميصوم” بالانسحاب من البلاد أو خفض عدد جنودها قبل تمكين القوات الصومالية في تولي زمام الأمن، فإن ذلك حتما سيغير رؤية هذه الدول تجاه الصومال وستعيد التفكير في تنفيذ مشاريع ذات طابع استراتيجي في الصومال.

زر الذهاب إلى الأعلى