اسرائيل تطرق أبواب الصومال

“لدينا ثقة بمستقبل إفريقيا،” مقولة كررها رئيس الوزراء الاسرائيلي  بنيامين نتنياهو أكثر من مرة وعضها بالنواجد وذلك في اثناء مشاركته بمناسبة تنصيب الرئيس الكيني المنتخب أوهورو كينياتا، يوم الثلاثاء الماضي في إشارة واضحة بأن الخطر الاسرائيلي لا محالة يلقي بظلاله على أفريقيا وخاصة على شرق القارة أكثر من أي وقت مضى.

 لم يفوت نتنياهو خلال كلمته في المناسبة متحدثا لـ 10 قادة  أفارقة من التأكيد على رغبه الجامحة لبناء شراكة استراتيجية مع الدول الإفريقية ، وفيما يبدو لم يرتدع  الرجل ولم ييأس جراء إلغاء القمة الإفريقية الاسرائيلية والمقررة عقدها في لومي عاصمة  توغو غرب افريقيا في أكتوبر الماضي، بل وصرح بأن حكومته تأمل الإنضمام إلى الاتحاد الأفريقي بصفة مراقب، مشيرا إلى زياراته الثلاثة لأفريقيا خلال 18 شهرا ما يؤكد على ثقة اسرائيل بمستقبل إفريقيا – بحسب نتياهو- واستعداد بلاده للتعاون مع الدول الإفريقية في كافة المجالات ولا سيما في قطاعات الكهرباء والصحة والتعليم والاقتصاد.

 وفي المجال الأمني أوضح رئيس الوزراء الكيان الاسرائيلي أن افريقيا تواجه تحديات من قبل الجماعات الارهابية، مثل بوكوحرام، وحركة الشباب ، والجماعات الارهابية في سيناء، مشددا على أن التعاون الاسرائيلي الافريقي سيساهم في اندحار هذه الجماعات ، وأن اسرائيل تملك القدرة على توفير ذلك.

جاءت تصريحات نتنياهو تزامنا مع اعلان اسرائيل افتتاح سفارة لها للمرة الأولى في كيغالي عاصمة روندا وذلك في اطار مساعيها لتوسيع نطاق تواجدها في افريقيا والتغلغل أكثر في دول حوض النيل وبهدف التضييق على مصر والتقليل من نفوذ دول العربية في إفريقيا كما ذكرها خبراء مصريون .

 في السنوات الأخيرة بدأت اسرائيل بتحركات مدروسة، وقام نتنياهو بعدد من الجولات إلى افريقيا، دول الصحراى الكبرى، ودول غرب أفريقيا وكان من نتائجها أن تتقرب أكثر من التطيع مع دول كانت ضمن الدول المؤيدة تقليدا للقضية الفلسطينية كجنوب أفريقيا، وتنزانيا، والسينغال وشارك في ليبيريا بقمة البنك الافريقي للتطوير الاقتصادي.

كما حاول نتنياهو في مرات  عديدة بالبحث عن موطئ قدم له في الصومال وهناك أنباء تتحدث عن لقاءات سرية بين مسؤولين صوماليين واسرائيلين العام الماضي  في تلابيب وعواصم أوروبية، وأن الرئيس الحالي محمد عبد الله فرماجو رفض  الثلاثاء الماضي  المشاركة في اجتماع ضم نتنياهو وعدد من القادة الأفارقة المشاركته في مناسبة تنصيب الرئيس الكيني أوهورو كينياتا.

اسرائل لم تكن بعيدة  في يوم من الأيام عن الصومال منذ الاستعمار، حيث تغلغلت خلال الاحتلال البريطاني على منطقة ارض الصومال  في المجالات الثقافية والإعلامية وكان عدد من اليهود موظفين لدى إدارة المستعمر البريطاني ومدراء لصحف عربية صادرة من الصومال وهذا الأمر هو الذي يبرر أن تكون اسرائيل أول دولة تقدمت بعرض الاعتراف لمنطقة أرض الصومال، ومنذ ذلك الحين تعبر اسرائيل أن لسكان تلك المنطقة خصوصية تميزهم عن غيرها من سكان الصومال، ونشرت ايضا مواقع اسرائيلية عام 2010 تقريرا عن مسعى اسرائيلي للاعتراف بأرض الصومال كدولة مستقلة.

وفي حقبة ما بعد الاستقلال ظلت اسرائيل قريبة أيضا من مراكز صنع القرار بالصومال وكان عناصر يهودية ضمن المستشارين الروس الذين عملوا مع  نظام محمد سياد بري.

 وخلال الحرب الأهلية وفقا لجريدة القدس العربي كانت لاسرائيل نصيبها في الجماعات المسلحة الصومالية وأن زعماء حرب صوماليين صرحوا بوجود علاقات تربطهم بالكيان الصهيوني.

أضف إلى ذلك منذ سنوات باتت السفن الحربية الاسرائيلية تجوب في سواحل الصومال بدواعي محاربة القراصنة والارهاب وحماية سفنها التجارية العابرة لمضيق باب المندب.

 وبناء هذه المعطيات لا يمكن الاستبعاد عن وجود مخطط تشارك فيه دول أفريقية لها نفوذ كبير في الصومال بهدف التطبيع مع اسرائيل وفتح سفارتها في مقديشو أو هرجيسا بهدف السماح لها موطئ قدم في  البحر الأحمر وخليج عدن وباب مندب.

زر الذهاب إلى الأعلى