لغة الماي .. لا لهجة الماي

لطالما جعلتنا عقدة الخوف من الاختلاف وادّعاء العافية والوحدة التي تتسلط على الشعوب الشرقية نخاف الاعتراف بحقيقة الاختلاف والتنوع الثقافي والفكري الموجود في المجتمع الصومالي، ونتستر على مظاهره حذراً من سحب جزء من رصيد الوحدة الثقافية المتوهّمة والمدّعاة، لنظرة المجتمع السلبية إلي الاختلاف على أنه مرض اجتماعي يجب استئصاله ولو كلف إبادة فئات من المجتمع بأكملها أو إلغاءها وتهميشها، إضافة إلى ما يمثله الاختلاف تبعاً لهذه النظرة من فتح باب جديد من أبواب الكراهية والتمايز والانقسام والاقتتال التي باتت في مجتمعنا الطرائق الوحيدة للتعاطي مع التنوع والاختلاف. حيث عقمت عقولنا عن إيجاد مسار بديل يحقق تجاوز الاختلافات أواستثمارها لتحقيق صيغة للتعاون والتكامل بين أطياف المجتمع وفئاته. لكنّ تجاهل ما هو واقع، وسيادة المخاوف والمحاذير من إثارة الحساسيّات لا تغير من الحقيقة العلمية شيئاً. لذا في هذه الأسطر نسلط الضوء على حقيقة من هذه الحقائق الممثلة مظهرا من مظاهر التنوع في هذا المجتمع، بقي الكلّ يتكتم عليها ويوهم نفسه بعدم وجودها، وهو التعدد اللغوي. فقد كان الحديث الرائج والمتداول أنّ مجتمعنا يتوفر على مقومات الوحدة الثقافية والدينية والعرقية بما يندر أن يتوفر على مثله أيّ مجتمع آخر، حيث الجميع يعتنق الديانة الإسلامية بنسبة مائة في المائة، وسنيّون على المذهب الشافعي، وينتمون جميعاً إلى العرق الصوماليّ الذي تذكر الروايات أنّه يعود إلى أصول عربية، ويتحدّثون لغة واحدة هي اللغة الصومالية. وبهذا فهو بمنأى عن مشكلات الأقلّيّات الدينيّة، وتعدد الثقافات والعرقيات، وما إليه مما من شأنه أن يؤدّي إلى التصدعات الحادّة والمزمنة في المجتمع. فلا وجود لأقلّيّات غير إسلاميّة، أو أقلّيات مذهبية كالشيعة، ولا وجود لاختلافات عرقيّة، ولا وجود لتعدد لغوي.

ولكنّ العلم لا يقيم وزناً للمبالغات والمزايدات العاطفية التي ينطوي عليها هذا التصويرالسطحي والساذج، ويأبى إلاّ أن نسلّم له العنان ونقرّ بوجود الاختلاف شئنا أم أبينا. ومن بين مظاهر هذا الاختلاف التعدد اللغويّ في مجتمعنا الصوماليّ. فلم يعد صنم اللغة الواحدة ولهجاتها قادرا على الصمود أمام قواعد علم اللسانيات الحديثة لرسم الحدود بين اللغة واللهجة.

تصحيح مفهوم خاطئ:

وفي سياق توضيح ذلك ينبغي أولاً تصحيح مفهوم خاطئ يستقرّ في أذهان كثير من الدارسين الصوماليين، وهو تصور وجود لغة أصلية أمّ في واقع الاستعمال إلى جانب لهجاتها المتفرّعة منها. والذي يلاحظ أنّهم ينطلقون منه في معرض مناقشاتهم للهجات الصومالية، حينما يشير بعضهم إلى نمط بعينه من الأنماط اللغوية السائدة في البلاد على أنّه اللغة الصومالية الأم وما سواه من الأنماط لهجات متفرعة عنه. والحقيقة أن هذا التصور بعيد عما هو عليه واقع اللغات واللهجات إذ لا وجود للغة أم متداولة لدى جماعة لغوية معينة، أو في رقعة جغرافية محددة، في نفس الوقت الذي تنتشر فيه لدى جماعات لغوية وفي رقع جغرافية أخرى لهجات متفرعة عن هذه اللغة الأمّ. بل الواقع أنّ اللغة ليست إلاّ مفهوما ذهنيًّا مجرّداً، وأنّ جميع ما نشهده في واقع التواصلات الكلامية بين الأفراد والجماعات، والذي يختلف من مجتمع إلى مجتمع ومن منطقة إلى منطقة، ويقع فيه التقارب في الأنظمة اللغوية أو التباعد فيها إنما هو لهجات. ومجموعة الخصائص المشتركة بين هذه اللهجات هي التي تجعل كل مجموعة متقاربة منها يطلق عليها مفهوم اللغة. وهكذا فمفهوم اللغة يشمل عددا من اللهجات، كل لهجة منها تمثل هذه اللغة بنفس القدر الذي تمثلها به اللهجات الأخرى، ولا تكون أي من هذه اللهجات أصيلة بالنسبة للهجات الأخرى أو متفرّعة عنها.  فـ” اللهجة في الاصطلاح الحديث مجموعة من الصفات اللغوية التي تنتمي إلى بيئة خاصة هي جزء من بيئة أوسع وأشمل تضمّ عدة لهجات لكلّ منها خصائصها ولكنها تشترك جميعاً في مجموعة من الظواهر اللغوية التي تيسر اتصال أفراد هذه البيئات بعضهم ببعض على قدر الرابطة التي تربط بين هذه اللهجات. وتلك البيئة الشاملة التي تتألف من عدّة لهجات هي التي اصطلح على تسميتها باللغة. فالعلاقة بين اللغة واللهجة علاقة العام والخاص؛ فاللغة تشتمل عادة على عدّة لهجات لكل منها ما يميّزها، وجميع هذه اللهجات تشترك في مجموعة من الصفات اللغوية والعادات الكلامية التي تؤلف لغة مستقلّة عن غيرها من اللغات”.[1]

نمطا الماي والمحا:

وبخصوص اللهجات الصومالية ﯾﻛﺛر ﺗردﯾد اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻧﻣطﯾن ﻟﻐوﯾﯾن ﯾﺳﺗﺧدﻣﮭﻣﺎ اﻟﺻوﻣﺎﻟﯾون ﻋﻠﻰ أﻧﮭﻣﺎ ﻟﮭﺟﺗﺎن رﺋﯾﺳﯾﺗﺎن ﻟﻠﻐﺔ اﻟﺻوﻣﺎﻟﯾﺔ وھﻣﺎ “اﻟﻣﺎي واﻟﻣﺣﺎ ” ﻓﻲ إﻏﻔﺎل ﺷﺑﮫ ﺗﺎم ﻷﻧﻣﺎط ﻟﻐوﯾﺔ أﺧرى ﺳﺎﺋدة ﻓﻲ ﻣﻧﺎطق ﺑﺎﻷﻗﺎﻟﯾم اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ ﻣن ﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺻوﻣﺎل ﻋﻧد ﻗﺑﺎﺋل  “اﻟﺗﻧﻲ واﻟﺟﯾدا واﻟدﺑري، واﻟﺟرّي  “وﻧﻣط ﻟﻐﺔ ﺑﺷدوﻧﺗﺎ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوطﻧﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺳﺎﺣﻠﯾّﺔ ﻓﻲ ﻣرﻛﺎ وﻧﻣط ﻟﻐﺔ ﺑراوة وﻏﯾرھﺎ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف ﻓﻲ أﻋداد اﻟﻣﺗﻛﻠﻣﯾن اﻟﺻوﻣﺎﻟﯾﯾن ﺑﮭذه اﻷﻧﻣﺎط ورقاع انتشارها الجغرافي. وفي قفز على حقيقة أن لكل من الماي والمحا لهجاته المختلفة في مناطق انتشاره. فنمط المحا له لهجاته المختلفة بين أقاليم بنادر وشبيلّي وهيران وجلجذود ومذج ونغال وبري وسول والأقاليم الشمالية في صوماللاند وجيبوتي، فالمواطنون يدركون الفروق اللهجية في اللغة الصومالية بين هذه الأقاليم، كما يدركون وجود لهجات فرعية داخل كل إقليم. كما أنّ للماي لهجاته المختلفة بين أقاليم باي وبكول وشبيلي السفلى وجوبا الوسطى وجوبا السفلى، والفروق اللهجية في أنماط الماي في أقاليم انتشارها هذه يلمسها كل المتحدثين بهذا النمط، كما يلمسون كذلك وجود لهجات فرعية أخرى للماي داخل كلّ إقليم.

وقد نص الدستور الانتقالي الصومالي لعام 2012 على اعتبار اللغة الصومالية في لهجتيها الماي والمحا (حسب تعبير الدستور) هي اللغة الرسميّة في البلاد، واصفا بقية الأنماط اللغوية بأنها لهجات محلّية تستعمل في مواطنها.[2]

وﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﻣﺎي واﻟﻣﺣﺎ أﺧذت ﻣن طرﯾﻘﺗﻲ ﻧطق اﻟﻣﺗﺣدﺛﯾن ﺑﮭذﯾن اﻟﻧﻣطﯾن لأداة اﻻﺳﺗﻔﮭﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑق اﻟﺟﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺻوﻣﺎﻟﯾﺔ. وھﻣﺎ اﻟﻧﻣطﺎن اﻟﻠﻐوﯾﺎن اﻷﻛﺛر اﻧﺗﺷﺎرا وﻣﺗﺣدﺛﯾن ﺣﯾث ﻧﻣط اﻟﻣﺣﺎ ھو اﻷول ﻣن ﺣﯾث اﻻﻧﺗﺷﺎر اﻟﺟﻐراﻓﻲ وﻣن ﺣﯾث ﻋدد اﻟﻣﺗﺣدﺛﯾن إذ ﯾﻐطﻲ ﻣﻌظم اﻷراﺿﻲ اﻟﺻوﻣﺎﻟﯾﺔ واﻣﺗدادات اﻟﺻوﻣﺎﻟﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﻣﺟﺎورة وﯾﺗﺣدﺛﮫ ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﺻوﻣﺎﻟﯾﯾن ﻓﻲ ﺷﻣﺎل اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ وﺟﻧوﺑﮭﺎ وﻓﻲ ﻣﻧﺎطق اﺳﺗﯾطﺎن اﻟﺻوﻣﺎﻟﯾﯾن ﻣن اﻟﺑﻼد اﻟﻣﺟﺎورة. أﻣﺎ ﻧﻣط اﻟﻣﺎي فيعدّ ﺳﻛﺎن أﻗﺎﻟﯾم ﺟﻧوب ﻏرب اﻟﺻوﻣﺎل ھم اﻟﻣﺗﺣدﺛﯾن اﻷﺻﻠﯾﯾن ﺑﮭذا اﻟﻧﻣط. ولهم انتشار كبير في العاصمة مقدشو بحكم اتصالها المباشر بمناطق جنوب غرب الصومال. كما أنّ لهم امتدادات محدودة إلى المناطق الصومالية الداخلة في إدارة إثيوبيا وكينيا.

إن ﺣﺻر اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻟﮭﺟﺎت اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺻوﻣﺎﻟﯾﺔ ﺣول ھذﯾن اﻟﻧﻣطﯾن ﯾﻧﻘﺻﮫ اﻟدﻗﺔ ﻟتناقضه مع واقع وجود أﻧﻣﺎط ﻟﻐوﯾﺔ أﺧرى ﯾﺳﺗﺧدﻣﮭﺎ اﻟﺻوﻣﺎﻟﯾون، ولعدم توافر الدليل اﻟﻌﻠﻣﻲ لدى عامة الصوماليين والباحثين على كون اﻟﻧﻣطين ﻟﮭﺟﺗﯾن ﻟﻠﻐﺔ واﺣدة؛ إذ أنه وإن ﻛان من الملاﺣظ اﺷﺗراك اﻟﻧﻣطﯾن ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻷﺻوات واﻟﻣﻔردات ، إﻻ أن ﺑﯾن اﻟﻧﻣطﯾن اﺧﺗﻼﻓﺎً ﻛﺑﯾراً ﻓﻲ ﻗواﻋد اﻟﺗرﻛﯾب واﻟﻧﺣو والصرف، واختلافاً يسيرا في الأصوات المشتركة والمختصة وكيفية تحقيق نطقها ، وفي بعض المفردات الأساسية كأعضاء الجسم والمظاهر الطبيعية، والضمائر والعدد وأسماء الإشارة وأدوات الاستفهام، لتكوّن مجموع هذه الاختلافات تباينا كبيرا بين النمطين أكبر من الفروق الطفيفة الاعتيادية بين اللهجات والمنحصرة في تحوير أصوات من كلمة هنا أو هناك، ونقل الدلالة بالترادف والمجاز والتشبيه والمجاورة. فنحن هنا أمام اختلافات كبرى من شأنها أن تعوق التفاهم والتواصل بين متحدثي النمطين اللغويين.

الاختلافات النحوية بين الماي والمحا:

فمن الاختلافات القاعدية على سبيل التمثيل وليس على سبيل التدقيق أن سابقة ma مستخدمة للاستفهام والنفي في نمط المحا، تسبق الجملة الفعلية والاسمية كأداة استفهام تقابل ” “هل” و” ألم وما في معناها” ، كما في الأمثلة الآتية:

  • مثال دخول السابقة على الجملة الفعلية:
  • بمعنى ” هل”: ” ma aragtay? Ma rabtaa? ” أي هل رأيت؟ هل تريد؟
  • وبمعنى ” ألم “: ” ma arkinoo? Ma rabtidoo? ” أي ألم تبصر؟ ألا تريد؟
  • ومثال دخول السابقة على الجملة الاسمية: وهنا لا تكون إلاّ بمعنى ” هل”:

“ma arday baad tahay? Ma nidaam baa jira?” أي هل أنت طالب؟ هل هناك نظام؟”

بينما توجد هذه السابقة في نمط الماي مستخدمة للتحضيض إلى جانب الاستفهام والنفي، تسبق الجملة الفعلية للاستفهام بمعنى ” ألم” فقط، ولا تستخدم كـ ” هل” البتة ولا تدخل على الجمل الاسمية، بل يحل محلها لاحقة “y ” أو “a ” أو ” e” حسب اختلاف الجملة خطاباً وغيبة جمعاً وإفراداً، تذكيراً وتأنيثاً، مضيًّا وحالاً واستقبالاً،

  • مثال دخول السابقة على الجملة الاسمية بمعنى ألم: ” ma arigne? Ma fadaaso? ” أي ألم تبصر؟ ألا تريد؟
  • مثال استبدال لاحقة ” y ” بهذه السابقة لكون الاستفهام بمعنى هل: ” qaaditay? Tukutay? ” هل أخذت؟ هل صلّيت؟
  • مثال استبدال لاحقة ” a ” بسابقة ” ma ” لكون الجملة فعلية فعلها مضارع أو ماض للجمع والاستفهام بمعنى هل : ” arigdeena?qaadidaasana? ” هل أبصرتم؟ هل تأخذون”
  • مثال استبدال لاحقة ” a ” بسابقة ” ma ” لكون الجملة اسمية:” kan mahamada? ” هل هذا محمد؟
  • ومثال استبدال لاحقة ” e ” بسابقة ” ma ” لكون الاستفهام بمعنى هل والجملة فعلية فعلها مضارع وفاعلها مفرد: ” qaadidaase? Bahaase? ” هل تأخذ؟؟ هل تذهب؟.

اختلافات صوتية:

ﻛﻣﺎ يخلو نمط الماي من صوتي العين والحاء الحلقيين الموجودين في المحا، وﯾﻧﻔرد عن نظيره ﺑﺄﺻوات ﺻﺎﻣﺗﺔ وﺻﺎﺋﺗﺔ إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻏﯾر ﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻧﻣط اﻟﻣﺣﺎ، منها الأصوات الآتية:

  • nj: وهو صوت غاري أنفيّ مجهور مرقق يتطابق مع صورة نطق النون الساكنة قبل صوت الجيم في العربية في مثل كلمة ” إنْجاز – منجذب ” ويكون موجودا في مثل الكلمات: ” njaanjo, njaawu” والمعنى: طماطم، قطّة.
  • الجيم الشفطيّة: وهو صوت غاريّ انفجاري شفطي مهموس مرقق، جيم يكون الهواء مع نطقه داخلا إلى الفم بدلا من اندفاعه إلى الخارج كما لدى نطق سائر الأصوات. ويكون موجودا في مثل الكلمات: ” jijiiw , jabi ” والمعنى: انكسر، صوص
  • صائت سادس قصير لا طويل له مركب من الكسر والضمّ، ويظهر نطقه في الصوائت الملونة في المقاطع الآتية: لاحقة ma ، inta أي هنا، وغيرها.

هذا ﻓﺿﻼ ﻋن اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ طرﯾﻘﺔ ﺗﺣﻘﯾق ﻧطق أﺻوات أﺧرى ﻣﺷﺗرﻛﺔ كالقاف الذي ينطق مجهورا وشفطيًّا. والحاء والعين الذين يعوض عنهما الهاء والهمزة.

ومن الاختلافات في المفردات الأساسية:

الحقل الماي كتابة الكلمة بالحروف العربية المحا كتابة الكلمة بالحروف العربية المعنى
 

 

أعضاء الجسم

Galang غَلَنْغْ Gacan غعن يد
Goling غولنغ Kilkil كِلكِل إبط
Angrab/ abri أنْغْرب/ أبري Carab عَرَب لسان
Deen/ bedbeed دَيْن/ بَدبَيد ( بإمالة الفتحة) Koofane كوفَني جبين

 

 

أوصاف الإنسان Harti هَرْتي Nin نِنْ  
Lang لَنْغْ Qof قُفْ  
Ariir أَرِير Wiil وِيْل  
Ariir أرير ( تبديل التنغيم) Gabar غَبَرْ  
 

 

المظاهر الطبيعية

Iri إرِي Qorax قَورح شمس
Hambal هَمْبَلْ Caleen عَلَيْن ورق الشجر
Erring أرِنْغْ (بإمالة الفتحة) Ari أَرِ غَنَم
 

الضمائر

Unu أُنُو Anaga أنَغا نحن
Usu أُسُو Isaga إسَغَا هو
Iye إيَي Ayaga أَيَغا هي
Isiing إسينغ Idinka إذِنكا أنتم
 

 

 

 

أدوات الاستفهام

Eeyu إييو Yaawaay ياواي مَنْ؟
Ooke أوكَى (بإمالة الفتحة) Aaway آوَيْ أين؟
لا توجد أداة استفهام واحدة تقابل “هل” في الماي، وإنما يؤدي وظيفتها عدد من اللواحق تختلف حسب اختلاف الكلمات السابقة عليها من حيث العدد والتذكير والتأنيث، والخطاب والتكلم والغيبة وزمن الفعل، على النحو الذي تمت مقاربته أعلاه. Ma مَ هل
الأسماء الموصوله Haani هانِي Kuwii كُوِيْ اللذان، اللتان،  الذين، اللاتي

 

المحصلة النهائية للاختلافات

وبالنتيجة كل هذه الاختلافات تجعل اﻟﺗﻔﺎھم ﺑﯾن ﻣﺗﺣدﺛﻲ اﻟﻧﻣطﯾن ﺿﻌﯾﻔﺎً ﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﺣوال أو ﻣﻌدوﻣﺎً ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺗﺳﺎع اﻟﻔواﺻل اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﺣدﺛﯾن. مما يخلق جدليّة اللغوية واللهجيّة بين هذين النمطين وما إذا كانا يمثلان لهجتين للغة واحدة، أو لغتين مستقلتين كل منهما انحدرت من الأصل الكوشي بصورة منفصلة.

فمن المعروف أنّ متحدثي أكثر لهجتين من المحا تغايراً كاللهجة البنادرية في مقدشو واللهجة الشمالية في هرجيسا لا يجدان صعوبة في التفاهم رغم ما بين لهجتيهما من اختلاف، وما يفصل بينهما من مساحات جغرافية واسعة تقدّر بأكثر من ألف ومائتي كيلومتر، تماماً كما يتمكن من التواصل بسهولة متحدّثو أكثر لهجتين من الماي تباعداً كاللهجة البكولية واللهجات الشبيلية. بينما يتعذر التواصل بين متحدث اللهجة البكولية من الماي ومتحدّث اللهجة الهيرانية من المحا رغم تجاور المحافظتين وقرب المسافة الجغرافية بينهما، لاتساع مساحة الاختلاف بين اللهجتين وكونه اختلافاً جذريّاً.

وبهذا فالماي والمحا لغتان منفصلتان في المعايير اللسانيّة الحديثة وإن كانا من أصل واحد هو الأصل الكوشي، وجواز أن تكون عوامل التداخل الاجتماعي والسياسي والجغرافي والعرقي بين متحدثيهما عملت عبر التاريخ على أن يكونا أكثر لغتين تقاربًا في الفصيلة. إلاّ أن المعايير اللسانية تتجه نحو تمثيل كل من نمطي المحا والماي لغتين مستقلتين كلّ منهما تنتمي إلى الأصل الكوشي بطريقتها الخاصّة، مثل أيّ منها مثل العفرية والأورومية والساهوية والسيدامية، وليسا لهجتين للغة واحدة، أوإحداهما أصلا تنحدر منه الأخرى، وذلك بالنظر إلى المعايير اللسانية الآتية:

  • معيار الاختلاف لدرجة صعوبة أو تعذر التواصل: ﻣﻘدار اﻟﺗﻔﺎھم ﺑﯾن ﻣﺗﺣدﺛﻲ ﻟﮭﺟﺎت اﻟﻠﻐﺔ من حيث السهولة والصعوبة ھو ﻣﻌﯾﺎر ﺗﺻﻧﯾف اﻷﻧﻣﺎط اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻟﻐﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ أو ﻟﮭﺟﺔ بحيث إذا كان هذا المقدار كبيرا يجعل من عملية التواصل سهلة منسابة كانت الأنماط لهجات مكونة لغة واحدة، أمّا إذا كان مقدار التفاهم محدودا يجعل من عمليّة التواصل شاقّة فإن النمطين اللغويين يكونان لغتين مستقلتين[3]. وبناء على ما تقرّر سابقاً من واقع صعوبة التفاهم بين متحدّثي الماي والمحا على النحو المذكور ﻓﺈنّ ﻣن اﻟﻣرجح أن يكون كلّ ﻣن اﻟﻣﺎي واﻟﻣﺣﺎ ﻟﻐﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن اﻷﺧرى وﻟﯾﺳﺗﺎ ﻟﮭﺟﺗﯾن ﻟﻠﻐﺔ واﺣدة. نظراً لاتساع الفوارق بينهما إلى درجة تعوق التفاهم بين الصوماليين أو تجعله عسيرا جدًّا.
  • بعض الاختلافات الصوتية والمفرداتية في الماي ليست أقلّ حجماً من الاختلاف بين لغات العائلة الكوشيّة، كما يظهر من جدول المقارنة التالي
الماي المحا الأورومية معنى الكلمة بالعربية
الكلمة بالحرف اللاتيني الكلمة بالحرف العربي الكلمة بالحرف اللاتيني الكلمة بالحرف العربي الكلمة بالحرف اللاتيني الكلمة بالحرف العربي
Maay? ماي Maxaa? محا Maal? مال ماذا؟
Eeyu? أييو Yaawaaye? ياواي Eenyu? أينيو من؟
Ming مِنْغْ Minan مِنَنْ Mana مَنا منزل
Gaal غال Geel غَيلْ Gaal غال إبل
Iyo إيَو Ayaga أَيَغا Isaan إسان هم
Unu أُنو Anaga أَنَغا Nuhi نُوهِي نحن
Lama لمَا Lama/ laba لما/ لبا Lama لما اثنان
Sedi سَدِي Sadex سدح sadii[4] سَدِي ثلاثة

يلا حظ في هذا الجدول أنّ اختلاف الكلمة في لغة الماي عنها في لغة المحا ليس أقل حجماً من اختلاف الكلمة الأوروميّة عنهما، بل ربما صارت بعض الكلمات في الماي أقرب إلى مقابلها في الأورومية منها إلى مقابلها في المحا كما في الكلمات الأولى والثانية والرابعة والثامنة.

وخلوّ أصوات الماي من حروف الحلق، وانفراده بأصوات غير موجودة في المحا، وتحقيق نطق بعض الأصوات بطريقة مغايرة لنمط المحا، اختلافات للماي عن المحا تتفق فيها مع اللغة الأورومية كبرى لغات الفصيلة الكوشيّة.

  • توفر أشكال متعدّدة للاسم الواحد في بعض الحالات، وهي خاصيّة لا تتوفر في نمط المحا، وتذكّر بلغات الهوسا والفلاتة في غرب إفريقيا التي تعرف هذه الخاصية. ومن أمثلتها الاسم ” محمد ” ينطق ” مَهَمَدْ أو مَمَد أو مَذّي ” بصورة مطلقة. ويكثر نطقه ” مَدْ ” فقط إذا كان مسبوقا بلقب شيخ، فيقال: شيخ مَد، أو متبوعا باسم أو لقب مثل مَدْ نور، مد حاج. أي محمد نور، ومحمد الحاج.

وكذلك ” إبراهيم ” ينطق ” أُرَين و أُرَيهن وأُبرَيهن “، واختلاف اللغة في عنصر ما عن أقرب اللغات إليها واتفاقها فيها مع لغات بعيدة عنها من أكبر الدلائل على استقلالها.

 

بناء على كل ما سبق يترجح أن تكون لغة الماي لغة مستقلة من لغات الفصيلة الكوشية التي تنتمي إليها لغة المحا والأورومو والعفر ولغات أخرى. وليس لهجة من لهجات المحا. وهو رأي سبقنا إليه العالم اللغوي الصومالي البروفيسور محمد مختار الذي يرى أنّ الماي لغة مستقلة من اللغات الصومالية لا لهجة للغة صوماليّة.[5]

لا يعني ذلك أنّ لغة الماي ليست لغة صومالية، بل هي لغة صومالية ما دام متحدثوها صوماليين، ولكن يعني أنه لم تعد هناك لغة صوماليّة واحدة، بل لغات صوماليّة، وبناء عليه ينبغي استخدام صيغة الجمع ” اللغات الصومالية ” على اعتبار كل من الماي والمحا والأنماط اللغوية الأخرى لغات مستقلة يتحدثها الصوماليون، على نحو ما نصف به لغات الأورومو والأمهرا والتجراي بأنها لغات إثيوبية، ولا نعتقد بوجود لغة معينة يصح إطلاق اللغة الإثيوبية عليها. فالصومال وطن ومجتمع واللغة تكتسب نسبتها من متحدثيها ومنطقة انتشارها ، وبهذا لا يصح إطلاق تسمية اللغة الصومالية على واحدة من الماي أو المحا أو الأنماط اللغوية الأخرى دون غيرها نظرا لعدم تفرّدها بالوطن والإنسان ووجود لغات شريكة لها في النسبة.

المراجع

[1] – إبراهيم أنيس. في اللهجات العربية. مكتبة الأنجلو المصرية – القاهرة 2004 . ص15.

[2] – لجنة مراجعة مسودة دستور جمهورية الصومال الفيدرالية 2012. البند الخامس ص2 . نسخة إلكترونية بصيغة pdf. على الرابط: http://www.wipo.int/edocs/lexdocs/laws/so/so/so004so.pdf

 

[3] – إبراهيم أنيس. في اللهجات العربية ص ص 15 – 16 – 18 مكتبة الأنجلو المصرية 2003

[4] – تفسير مفردات الأورومو تم الاعتماد فيه على موقع لغويات على الرابط: http://ilanguages.org/ar/oromo_vocabulary.php

 

[5] – موقع ” daafeet ” الثقافي . تسجيل من قناة ( Somali channel ) بتاريخ 4- نوفمبر – 2014على الرابط: http://daafeet.com/?p=17453

زر الذهاب إلى الأعلى