كلنا مقديشو

وأخيرا قرر أصحاب الفكر المنحرف و الشاذ الانتقام من الشعب الصومالي الذي لفظه بصورة أكبر بشاعة وأكثر دموية فاختارو الزمان والمكان والمادة المتفجرة بعناية فائقة تذل علي مدى حقدهم وحقارتهم فالزمان هو وقت الانصراف من الدوام الرسمي للحكومة والشركات الأهلية كما هو وقت انصراف الطلاب من الجامعات والتلاميد من المدارس أما المكان فهو تقاطع زوبي الذي يعج بالحركة التجارية والنشاظ كونه قريب من الأسواق والفنادق والشركات الأهلية أما المادة المستخدمة في التفجير فإنها تعادل مثل التي فجرت السفارة الأمريكية بنيروبي في نهاية التسعينات حسب ما ذكره بعض الخبراء.

قصص مروعة ومشاهد مؤلمة الكل يركض بحثا عن ذويه اشلاء في كل مكان أمهات فقدت أبناءها جميعا واب جاء من لندن ليشارك فرحة تخرج ابنته من كلية الطب فواري بيده الى مثواها الاخير قصص يدمي لها القلب وتدمع له العين مشاهد مروعة ذكرتنا مآسي الشعب العراقى ايام الزرقاوي وزمرته الضالة.

في وقت المحن تبدو الأشياء  بوجهها الحقيقي وتسقط الأقنعة الزائفة وتتعرف معادن الناس عن قرب فتعرف الصديق من العدو والكريم من البخيل والصادق من الكاذب فالشخص الذي يشاركك في الألم ويهب لمساعدتك غير الشخص الذي يتابعك عبر شاشات التلفزة والأخبار مسندا طهره علي اريكته وقد عبر الإمام الشافعي مثل هذا بقوله “جزى الله الشدائد كل خير  عرفت بها صديقي من عدوي”.

كلنا مقديشو تختلف عن كلنا باريس الشعار الذي رفع عقب هجمات باربس والذي شارك فيه بعض رؤساء الدول العربية للتنديد والتضامن فلم نر تلك المشاركة ولا التضامن علما أن حجم الدمار والموت كان اضعاف ما حصل في باريس.

كلنا مقديشو شعار من نوع آخر شعار وحد الأمة لمؤازرة المتضررين والتخفيف عنهم وأحياء روح الوطنية فالشعب اليوم أكثر إصرارا وتصميما لمواجهة الفئة الضالة والفكر الشاذ والشعب أكثر اذراكا لما يحاك ضده من مؤامرات ومخططات ترعاه بعض الدول تنفيدا للمخططات الصهيونية.

سجل يا تاريخ ليقرأ الأجيال القادمة سجل يا مقديشو في سجلاتك يوم السبت الماضي 14 اكتوبر يوم النكبة والمحنة وشكرا للذين هبوا وسارعوا لمساعدتنا في يومها الأول واخص بالذكر الحكومة التركية متمثلة بوزير الصحة والجييوتية متمثلة بوزير الصحة والكينية الذين شاركونا عن قرب المحنة. 

الرحمة للشهداء والصبر

أحمد حسين عيد

كتاب وباحث صومالي مقيم بجدة
زر الذهاب إلى الأعلى