المؤتمر التشاوري في كسمايو.. تعزيز الشراكة الوطنية أم  انقلاب على الشرعية؟

كسمايو ( مقديشو) انطلقت فعاليات الاجتماع التشاوري لرؤساء الولايات الاقليمية، أمس الأحد  في مدينة كسمايو جنوب البلاد بمشاركة كل من رئيس ولاية جوبالاند أحمد اسلان مدوبي، ورئيس ولاية بونت لاند عبد الولي غاس، ورئيس ولاية جنوب غرب الصومال، شريف حسن ، ورئيس ولاية غلمدغ، أحمد دعاله حاف، ورئيس ولاية هيرشبيلي  محمد عبدي واري بالإضافة إلى وزراء ونواب في الحكومات الاقليمية ونواب في البرلمان الاتحادي.

 ويناقش الرؤساء خلال الاجتماع الذي يستمر يومي الثامن و التاسع من الشهر الجاري- بحسب المنظمين- مواضيع تتعلق بالمستجدات السياسية والأمنية والاقتصادية في البلاد ولاسيما العلاقات بين الولايات الاقليمية، وسبل تعزيز وتوطيد الشراكة الوطنية ومواءمة جهود المسؤولين لتجاوز التحديات الأمنية  الراهنة وفتح آفاق جديد لمستقبل النظام السياسي في الصومال.

كما سيناقش المؤتمر سبل تجاوز التجاذب  وتباين الرؤى بين الحكومة الاتحادية والولايات الاقليمية بشأن الأزمة الخليجية.

وشدد عبد الولي غاس رئيس ولاية بونت لاند في كلمة له خلال مناسبة افتتاح الاجتماع أهمية المؤتمر في تقرير مصير الحكومات الاقليمية في ظل التحديات الراهنة، نافيا بأنه يشكل انتهاكا  للدستور الفيدرالي وأن الهدف منه ممارسة الضغط على الحكومة الاتحادية.

 وقال غاس “من المؤسف أن نبحث الدوافع وراء اجتماع رؤساء  الحكومات الاقليمية  في كسمايو  مع أن النظام في البلاد فيدرالي ويسمح بتنظيم مثل هذه المؤتمرات، موضحا أهمية اجتماعهم في مناقشة القضايا السياسية المصيرية وخاصة المثار حولها  الكثير من الجدل.

وأضاف غاس معاتبا الحكومة الاتحادية “ نظام الحكم في الصومال فيدرالي، وبالتالي يجب أن يتم تطبيق بنوده بشكل شفاف وجدي..”

وأشار عبد الولي غاس إلى  وجود أختلاف  بين الواقع الدستوري والواقع السياسي في البلاد، داعيا الحكومة الاتحادية إلى المكاشفة والمصارحة لحل الخلافات الموجودة، معلنا عن استعدادهم لبحث الإنتقادات الموجهة إلى رؤساء الولايات الاقليمية.

وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الاتحادية لم تعلن حتى الآن موقفها  تجاه مؤتمر كسمايو.

لكن أثار عدد من المحللين  مخاوفهم من أن يشكل هذا المؤتمر الذي دعا إليه رئيس ولاية جوبالاند أحمد اسلان مدوبي  خطرا على وحدة البلاد، ويرون أن الهدف منه وضع خارطة طريق سياسية بين رؤساء الولايات الاقليمية، استعدادا لجولات من المواجهة المحتملة بين الحكومة الاتحادية في مقديشو والولايات الاقليمية وأن هناك وجهات نظر متقاربة حول استحالة أن يكون وئام ووفاق بين الطرفين على الأقل في هذه المرحلة التي يسابق الرئيس محمد عبد الله فرماجو الزمن لتنفيذ أبرز ما تعهد به خلال الانتخابات الرئاسية عام 2016.

 ولا يمكن أن ننسى أيضا أن اجتماع رؤساء الولايات الاقليمية في كسمايو يأتي  بعد أسابيع  فقط من ظهور خلاف علني بين  الحكومة الاتحادية وبعض رؤساء الولايات الاقليمية بشأن الأزمة بين قطر من جهة والمملكة العربية السعودية والامارات ومصر والبحرين من جهة ثانية، حيث أعلنت بعض الولايات تضامنها مع السعودية والإمارات وقطع علاقاتها مع دولة قطر.

زر الذهاب إلى الأعلى