الإمارات رمز للعمل الخيري

مطلع الشهر الماضي  وصفت الأمم المتحدة، في تقرير لها حول الأمن الغذائي، والوضع في الصومال بالمثير للقلق، وأكد التقرير ازياد الوضع الغذائي سوءا في  أجزاء كبيرة من الأقاليم الشمالية ( صومالاند) والشرقية (بونت لاند ) جراء الجفاف المتفاقم بسبب ظاهرة النينيو.

عبّر  بيتر دي كليرك، منسق الشؤون الإنسانية في الصومال  في بيان صحفي عن قلقه إزاء الارتفاع المخيف والثابت لنسبة الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد، وخاصة المواطنين غير القادرين على تلبية احتياجاتهم اليومية من الطعام، والماء، والدواء.

وأوضح المنسق في تقريره أن  حوالى 3.7 مليون نسمة سيعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد حتى منتصف 2016، وحذّر  من العقبات الوخيمة التي قد تترتب من عدم الاستجابة لدعوات الإغاثة في الوقت المناسب ، وحث  دي كليرك المؤسسسات الخيرية إلي رفع مستوى الإجابة، والاسراع في مساعدة  المواجهين بخطر المجاعة في الصومال. 

لم يستجب الدعوات التي أطلقها المسؤولون المحليون والأمميون سوى عدد قليل من الدول وفي مقدمتهم دولة الإمارات العربية المتحدة. فمؤسسات  الإغاثة الإماراتية كانت أول من لبى المناشدات ودعوات الإغاثة التي كانت تأتي من آلاف المنكوبين جراء الجفاف والمجاعة في شمال البلاد وشرقه. وفتحت جسرات بحريا لإغاثة هؤلاء المنكوبين أنطلاقا من مفهوم العمل الخيري والانساني التي شيدها مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة  الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، وسار على دربه الرئيس الحالي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وجعل التطوع جزاء من يوميات المواطن الإماراتي، بل بات العمل الخيري استراتيجية للدولة ابتغاء لوجه الله، والتزاما لمقررات ديننا الحنيف الذي حث المسلمين على العطاء والعمل دون انتظار ثواب دنيوي، أو للوصول إلي أهداف سياسية.

وخلال الأسابيع الماضية رست مينائي بربرة وبوصاصو، ومقديشو، وكسمايو بواخر ارسلتها دولة الإمارات العربية المتحدة محملة بآلاف الأطنان من الغذاء  للتوزيع على مئات الآلاف المتضررين نتيجة الجفاف الذي ضرب البلاد. وشملت  تلك المساعدات سلات غذائية تحتوي على أفضل أنواع الغذاء  من الأرز، والسكر ، والزيت، والتمر، والطحين، واللبن المجفف عكس ما تقدمه الدول الأروبية ومؤسساتها التي اعتادت بتوزيع الأطعمة المقدمة للخيول.

وصلت نهاية الشهر الماضي الى ميناء بربرة  أول باخرة اغاثة من نوعها أرسلتها دولة الامارات محملة بألف وستين طنا من المواد الغذائية الأساسية ليتم توزيعها على  الأسرة الجوعى في جبال وسهول المناطق الشمالية. وشملت المساعدات ثلاثة الاف و500 سلة غذائية تم توزيعها في برعو والفين و500 سلة في منطقة سول والفي سلة في مدينة عريغابو، وكانت تحتوي كل سلة التي يبلغ وزنها 80 كجم على  أجواد أنواع الأطعمة والتي لا تغيب عادة عن موائد الصومالين، كالأرز والتمر، والزيت، والطحين، واللبن المجفف.

جاءت الباخرة الإماراتية بعد أيام من تنفيذ مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية في مدينة برعو ومدن أخرى مشاريع مهمة لترميم واصلاح الأبار في تلك المناطق وتزويدها بأحدث أنواع الأجهزة التي تساهم في بناء شبكة تمد المنازل  بما تحتاجها من مياه نظيفة صالحة للشرب وفي تخفيف  عبء الجفاف الذي يتكرر في تلك المناطق. كما تم توزيع أمس الجمعة 01-04-2016 مساعدات إغاثية عاجلة على أسر  تعيش في منطقة جبلية بشمال البلاد أنهكتها المجاعة ، ولم تقدر المؤسسات الأخرى الوصول إليها.

لم تقتصر  مساعدات دولة الإمارات العربية المتحدة على المناطق الشمالية والشرقية فحسب، وانما شملت كذلك جميع مناطق البلاد ولا سيما مناطق الجنوب والوسط التي ضربها أيضا قحط تسبب في نضوب نهر شبيلي الذي يعد شريان الحياة لملايين من الصومالين في الأقاليم الجنوبية.

من لا يشكر الناس لا يشكر  الله. تستحق دولة الإمارات وغيرها من الدول الشقيقة والصديقة كل الشكر والتقدير لما تقدمها للشعب الصومالي من دعم ومساندة في كافة المجالات وخاصة في مجالات الصحة والتعليم، ووقوفهم الدائم إلي جانب المجتاجين في كل مناطق الصومال من دون استثناء وبغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والفكرية والمناطقية.

عبد الرحمن عبدي

كاتب وصحفي صومالي
زر الذهاب إلى الأعلى