الأسباب الحقيقية وراء استقالة وزير الدفاع وقائد القوات المسلحة

أعلنت الحكومة الصومالية يوم أمس رسميا استقالة كل من وزير الدفاع عبدالرشيد عبدالله وقائد القوات المسلحة أحمد عرفيد من منصبيهما.وقال وزير الإعلام إن أسباب شخصية وراء استقالة وزير الدفاع، بينما لم يبد أي أسباب لاستقالة قائد القوات المسلحة.

فتحت استقالة وزير الدفاع وقائد القوات المسلحة الباب على مصراعيه تكهنات حول الأسباب الحقيقية وراء استقالتهما حيث ربط بعض المحللين السياسيين استقالة الرجلين بالأزمة السياسية القائمة بين الحكومة الفدرالية وحكومات الولايات لأسباب منها أن وزير الدفاع ينحدر من ولاية جنوب الصومال، وشغل منصب محافظ إقليم باي قبل تعيينه وزيرا للدفاع، في حين ينحدر  قائد القوات المسلحة المستقيل من ولاية جلمدغ التي اتهم رئيسها الحكومة الفيدرالية مرارا بالوقوف وراء الخلاف السياسي الذي تشهده الولاية بين رئيس الولاية أحمد حاف ونائبه محمد حاشي.

وعلى الرغم من تلك التفسيرات والتخمينات إلا أن مصادر لمركز مقديشو تؤكد أن وزير الدفاع استقال من منصبه احتجاجا على ما وصفه بعدم استشارة رئيس الوزراء له في اتخاذ القرارات المهمة التي تخص الوزارة منها طريقة إدارة المعونات التي تتلقاها الوزارة من الدول المانحة دعما للقوات المسلحة الصومالية.

أما استقالة قائد القوات المسلحة أحمد عرفيد تأتي استجابة لضغوط مورست عليه من قبل الحكومة الصومالية إثر فشله في أداء مهامه خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع الهجمات المتكررة التي تشنها حركة الشباب على مواقع القوات الحكومية في إقليم شبيلي السفلى والتي الحق فيها مقاتلو الحركة خسائر فادحة للقوات الصومالية.

وفقا لمصادر مصادر مقديشو فإن استقالة القائد العام للقوات المسلحة تتعلق أيضا خلافا بين قيادات عليا في الحكومة الصومالية حول وضعية بعض فرق القوات المسلحة الصومالية حيث يعتبر بعض البرلمانيين وقيادات أخرى في الحكومة فرق في القوات المسلحة مليشيات قبلية يجب حلها، بينما يصر آخرون وعلى رأسهم القائد المستقيل على أنها قوات وطنية يجب اعطائهم دورا رياديا في عمليات تحرير المناطق التي تسيطر عليها حركة الشباب.

وأضافت المصادر أن القوات الأجنبية الداعمة للحكومة الصومالية لاسيما القوات الأمريكية تتحفظ من التنسيق مع بعض تشكيلات الجيش الصومالي  في العمليات التي تنفذها في إقليم شبيلي السفلى لاعتبارها مليشيات قبلية، مما يعرقل خطط الحكومة الصومالية والدول الداعمة لها لتحرير  المناطق التي تقع تحت سيطرة حركة الشباب في إقليم شبيلي السفلى.

وبالتالي مارست الحكومة الصومالية ضغوطا على القائد السابق للاستقالة حتى لا يعرقل التعاون والتنسيق بين الحكومة الصومالية والدول الداعمة لها خاصة القوات الأمريكية بهدف تسريع تنفيذ خطط الحكومة في محاربة حركة الشباب التي تسيطر على اجزاء واسعة في جنوب الصومال.

 

زر الذهاب إلى الأعلى