هل  تحقق عملية إعادة الاستقرار إلى مقديشو أهدافها؟

اطلقت الحكومة ، قبل أكثر من أربعة أشهر، عمليات أمنية لإعادة الإستقرار إلي العاصمة مقديشو، وأعلنت عن انشاء قوة خاصة لضبط أمن المدينة  التي كانت منذ سنوات واحدة من  أخطر المدن في العالم، تضم جميع القطاعات والتشكيلات المسلحة، الشرطة، والمخابرات، والجيش، كما اصدرت الحكومة قرارات صارمة لوضع حد للمظاهر المسلحة والفوضى التي كانت في بعض مراكز القيادات االأمنية في العاصمة مقديشو وضواحيها.

 بدأت هذه القوات فورا بالانتشار في جميع أنحاء  مقديشو وبدأت حتى بالعمل في المناطق الواقعة في أطراف المدينة والتي تفتقر إلى مظاهر الدولة، وهذه الأمر ساعد  الحكومة في  أن تكون مطلعة  على حقيقة الأوضاع الأمنية  في هذه المناطق والدور الذي يمكن أن تلعب به أبناء هذه المناطق في التصدي للجماعات المسلحة التي تهدد أمن العاصمة  وقطع دابرها.

وبشهادة المواطنين في العاصمة مقديشو منذ تشكيل القوة الخاصة المكلفة بحماية أمن العاصمة مقديشو شهدت المدينة تحسنا ملحوظا من النواحي الأمنية،  حيث قلت عدد الحمايات الأمنية المرافقة بالمسؤولين الحكومويين والعربات المسلحة التي كانت تعج بالشوارع العامة في العاصمة مقديشو والتي كانت تقوم في بعض الأحيان باطلاق النار بشكل عشوائي لتخفيف الازداحم المروري أو بإغلاق الشارع في حال مرور موكب لوزير أو مسؤول في الحكومة.

كما أدت العمليات الأمنية إلى  انخفاض بشكل لا فت ، القرارت الأمنية المتسمة بالفوضوية التي كانت تصدر من مراكز القوى داخل المؤسسات الأمنية.

 خلال الشهور الماضية تنفس سكان مقديشو الصعداء وبدأ المواطنون  بالتنقل داخل وأطراف المدينة وبالتسوق في الأسواق الرئيسية بحرية أكثر، والبقاء في المدينة حتى ساعات متأخرة من الليل دون الشعور بالخوف أوالتعرض لمضايقات تهدد حياتهم، وهذا التحسن في الظروف الأمنية  شجعت رجال الأعمال في الداخل والخارج على مواصلة استثماراتهم في مدينة مقديشو، والانتقال إلى الاستثمار في مجالات ذات طابع استراتيجي وطويل الأمد مستغلين  من التسهيلات والامتيازات التي توفرها بلدية مقديشو للجهات والأفراد التي تسعى إلى المساهمة في إعادة بناء المدينة وتطويرها وتعميرها وتحويلها من مدينة اطلال واشباح إلى مدينة تنبض بالحياة وينعم أهلها بالأمن والأمان.

لكن ما الذي يعكر او يهدد هذه التطورات المهمة؟ قلة المشاركة المجتمعية للخطط الامنية والتراخي الذي تشل عمل المؤسسات  الحكومية وافتقار بعض أفرادها إلى النفس الطويل ،وروح الالتزام والاستمرارية. هذه هي أبرز ما يمكن ان يحول دون تحقيق عملية إعادة الاستقرار إلى مقديشو اهدافها سوء على المدى القريب  أو البعيد.

زر الذهاب إلى الأعلى