أضواء على اجتماع رئيسي الصومال وصوماليلاند في جيبوتي

من المقرر ان ينطلق الاحد14 يونيو 2020 لقاء مهم يجمع كل من رئيس الصومال محمد عبدالله فرماجو , ورئيس جمهورية صوماليلاند (غير المعترف بها حتى الان) موسى بيحي عبدي في جيبوتي , بدعوة من الرئيس الجيبوتي  اسماعيل عمر جيله , وحضور رئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد علي.

يعتبر هذا الاجتماع اختراقا مهما في فتح قناة للتواصل بين الطرفين منذ وصول كل منهما الى الرئاسة باستثناء اللقاء العابر في اثيوبيا بين فرماجو وبيحي , عكس ما حدث في عهد رئيس صوماليلند السابق احمد محمد سيلانيو الذي اجتمع برئيسين للصومال هما شيخ شريف شيخ احمد , والرئيس حسن شيخ محمود اكثر من مرة ,بوساطات تركية وجيبوتية , لكنها لم تتوصل الى الهدف الرئيسي لكلا الطرفين بإعادة صوماليلاند الى الوحدة الصومالية , او فك الارتباط والاعتراف باستقلال صوماليلاند من قبل الصومال.

بالنسبة للقاء الرباعي المتوقع في جيبوتي , ليس من المتوقع ان ينتج عنه اتفاق كبير كإعادة صوماليلاند الى الصومال , او الاعتراف باستقلالها , ولا يملك كلا الرئيسين بيحي وفرماجو السلطة والشجاعة للموافقة على طلب الاخر ,لكن من الممكن ان يتم الاتفاق على قضايا اقل اهمية مثل المساعدات الدولية ونصيب صوماليلاند منها , والطيران وغيرها ,كما من المتوقع ان يتم الاتفاق على اجتماعات اخرى اذا كان هناك بوادر للتوصل مستقبلا الى حلول , وربما تكمن اهمية اللقاء في كسر الجمود بين الطرفين منذ وصول فرماجو وبيحي الى السلطة , وقد يكون هناك اهداف انتخابية وراء هذا اللقاء, والبحث عن شعبية لثلاثة من الزعماء هم فرماجو حيث من المقرر انطلاق الانتخابات بعد اشهر , وكذلك ابي احمد حيث اقتربت الانتخابات ,وتم تأجيلها بسبب كورونا ,وكذلك اسماعيل عمر جيله الذي يسعى لرفع شعبيته بعد ان تعرض هو ونظامه خلال الاسابيع الماضية الى مظاهرات وحملات مركزة من قبل المعارضة الجيبوتية وقطاعات من الشعب الجيبوتي.

بقي ان نشير هنا الى نقطة مهمة هي ان جيبوتي المستقرة منذ استقلالها لها مساهمات مهمة في التصالحات في القرن الافريقي رغم صغر حجمها وضعف اقتصادها , فقد جمعت سابقا رئيس الصومال السابق محمد سياد بري مع الرئيس الاثيوبي السابق منجستو هيلا مريام عام 1988 بعد قطيعة دامت 11 عاما , حيث انقطعت العلاقات بينهما عام 1977م اثر حرب اوغادين بين الصومال واثيوبيا , برعاية رئيس جيبوتي السابق حسن جوليد,كما قامت جيبوتي باستضافة مؤتمر عرته للصلح بين الصوماليين عام 2000, وبعد اشهر من الاجتماعات نتج عن ذلك اتفاق مهم على تقاسم السلطة بين قبائل الصومال الشهير ب 4.5,والذي لازال معمولا به حتى الان.

كما تمت عدة اجتماعات بين رئيس صوماليلاند احمد سيلانو  ورئيسي الصومال السابقين شريف شيخ احمد , وخليفته حسن شيخ محمود.

ختاما من غير المتوقع ان ينتج عن هذا الاجتماع نتائج مصيرية لرؤية كل طرف , ولكنها قد تكون فاتحة لسلسلة من المحادثات المستقبلية, ووضع خارطة طريق لحلحلة المشاكل العويصة بينهما.

 

سعيد معيض

الكاتب – الصحفي السعودي ومختص في شؤون القرن الإفريقي
زر الذهاب إلى الأعلى