ماذا حققت زيارة الرئيس فرماجو إلى مصر؟

قام الرئيس محمد عبد الله فرماجو، الأحد الماضي بزيارة رسمية طال انتظارها إلى القاهرة نظرا للعلاقات القوية والتاريخية بين البلدين الشقيقين والدور المتميز الذي كانت ولا تزال تلعبه مصر في دعم الشعب الصومالي في العديد من المجالات أبرزها التعليم والتجارة والأمن ومساهماتها الايجابية  في ايجاد حل  للمشكلة التى تعصف بهذا البلد الإفريقي  منذ أكثر من ربع قرن.

 لاقى الرئيس فرماجو خلال زيارته التي هي الأولى من نوعها لمصر منذ انتخابه رئيسا للبلاد مطلع شهر فبراير/ شباط من العام الجاري، استقبالا حافلا من قبل المصريين، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمى، وتم استعراض حرس الشرف، وعزف السلامين الوطنيين، واجرى جلسة مباحثات وصفت بالمهمة مع الرئيس السيسي تناولت العلاقات التاريخية بين البلدين وسبل تعزيزها وتقويتها خدمة لمصلحة الشعبين الشقيقين، كما ناقش الجانبان الوضع في الصومال والتطورات الاقليمية، حيث استعرض الرئيس فرماجو آخر مستجدات الوضع الداخلى ، والخطوات التى تقوم بها حكومته سعياً لاستعادة الأمن والاستقرار بالصومال والتغلب على التحديات المختلفة التي تواجهه، وعلى رأسها خطر الإرهاب..

 وخلال اللقاء رحب الرئيس محمد عبد الله فرماجو، بتفعيل التعاون بين الصومال ومصر فى مختلف المجالات، والعمل على تدعيم العلاقات الاقتصادية والتجارية، منوهاً إلى وجود آفاق رحبة لتطوير التعاون القائم في العديد من القطاعات، في حين أكد  الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على اهتمام مصر بمتابعة تفعيل مختلف أوجه التعاون الثنائى مع الصومال، لاسيما على الأصعدة الاقتصادية والتجارية، وفي مجالات صيد الأسماك والثروة الحيوانية، مشيراً إلى ضرورة متابعة نتائج الزيارات التي تمت خلال العام الجارى للصومال من جانب عدة وزارات مصرية للدفع قدماً بالتعاون القائم بين البلدين.

 أبدى الرئيسان خلال اللقاء اهتمامهما الكبير بتقوية الرابط التاريخية بين مصر والصومال، وبدء مرحلة جديدة تتسم بمزيد من التعاون والتنسيق في المجالات كافة لوضع أرضية صلبة للعلاقات بين البلدين في المرحلة القادمة، تماشيا مع التحولات الايجابية التي تشهد الصومال وعودتها القوية في المحافل الاقليمية واستغلالا لما يتمتع البلدين من مميزات تصب لمصلحة الشعبين الشقيقين.

فزيارة الرئيس فرماجو للقاهرة لم تكن الا تأكيدا وتجسيدا لمحورية الدور المصري ولأهمية القصوى التي تمثل مصر شعبا وحكومة للصومال وتعبيرا عن الشكر والتقدير  للشعب المصري الذي ظل طوال الفترة الماضية وفيا وسندا قويا للصوماليين، وتطلع حكومة الصومال لأن تلعب مصر دورا أكبر في الجهود الدولية والاقليمية الجارية  لإعادة بناء المؤسسات الصومالية ودعم الجيش الصومالي في حربه ضد التنظيمات المسلحة.

بددت الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس محمد عبد الله فرماجو إلى مصر شكوك البعض بأن الصومال تتجه نحو التخلى عن انتمائها العربي الأصيل والمحور الذي تقودة مصر لصالح محاور أخرى لا تخدم لمصالح البيت العربي واوضحت للجميع بأن الصومال تبقى وفية لمن دعمها ودافع عن وحدتها واستقلالها.

زر الذهاب إلى الأعلى