ضحايا بريري.. مدنيون أم “إرهابيون”؟

نفذت يوم أمس قوات من الحكومة الصومالية مدعومة بقوات أمريكية هجوما على منطقة قريبة من قرية بريري بإقليم شبيلي السفلى قتل فيها 10 أشخاص. وتناقلت وسائل الاعلام المحلية ان الهجوم استهدف مدنيين أبرياء  في مزرعة بالمنطقة بينهم أطفال.

احدث الهجوم ردود أفعال غاضبة  اربكت قيادات الحكومة، واجبرتها على اصدار بيانات وتصريحات متناقضة. وفي تصريح لإذاعة صوت أمريكا،  قال وزير الدفاع إن الهجوم استهدف مقاتلين من حركة الشباب، نافيا عن وقوع أي ضحايا مدنيين في الهجوم. كما نفى وزير الإعلام في تغريدة نشرها في موقعه على التويتر استهداف مدنيين في الهجوم. وفي موقف مغاير، نشر الرئيس محمد فرماجو في موقعه على التويتر تغريدة قدم فيها التعازي لأسر الضحايا،متعهدا بإجراء التحقيق حول ملابسات الهجوم، ولكن بعد دقائق من تغريدة الرئيس، تم سحب جميع تغريدات المسؤولين الحكوميين، كما تم حذف الخبر المتعلق بالهجوم على قرية بريري من جميع وسائل الاعلام الحكومي.

 ووفقا لوكالة أ. ف . ب فقد أعلن مسؤول للجيش ، أنه قتل 8 عناصر من حركة الشباب المتطرفة فى عملية أمنية نفذها، فجر الجمعة، فى جنوب البلاد، مشيرا إلى أنه يتحقق من صحة معلومات أفادت بمقتل مدنيين فى هجوم منفصل شنه فى المنطقة نفسها.

و من جانبها  قالت وزارة الاعلام الصومالية، فى بيان   وفق ما نقلته الوكالة، أن “الجيش الوطنى الصومالى (…) وشركاءنا الدوليين شنوا عملية أمنية فجر 25 أغسطس قرب بريري فى شبيلى السفلى أسفرت عن مقتل 8 إرهابيين من الشباب“.

وبحسب مصدر مطلع لمركز مقديشو فإن رواية وزيري الإعلام والدفاع أقرب إلى الصحة، وأن الهجوم استهدف موقعا يختبئ فيه مقاتلون موالون لحركة الشباب، وأن الضحايا معظمهم ليسوا مدنيين بالرغم  من إمكانية وجود ضحايا مدنيين بينهم .

ماذا حدث؟
أضاف المصدر  أن في 24أغسطس  2017م، في الساعة 11 ليلا تقريبا، رصدت قوات صومالية وامريكية تتمركز في قرية بريري عناصر مسلحة غادرت من مزرعة قريبة من القرية لتهاجم  على موقع آخر للقوات الصومالية في المنطقة، اعقبه اشتباك مسلح بين الطرفين، استمر لعدة دقائق، تصدت من خلاله القوات الحكومية للهجوم. و رصدت القوات المشتركة  و المجهزة بوسائل حديثة عودة المليشا التي هاجمت موقع القوات الحكومية الى المزرعة نفسها بعد مغادرتهم من موقع الهجوم، بحسب المصدر المطلع.

وفي وقت مبكر من صباح  25 أغسطس، شنت قوات مؤلفة من  20  جنديا صوماليا و 10 أمريكيين هجوما مباغتا على المزرعة التي كان يختبئ فيها المليشيا المسلحة، وطالبتهم بإلقاء السلاح ،ولكنها فشلت في انصياع الأمر،مما ادى الى اطلاق النار عليهم، وقتل   10 منهم، وأسر عدد اخرين.

ومهما تكن الروايات فإنه يجب أن تتخذ قوات الحكومة جميع الإجراءات اللازمة لتفادي وقوع ضحايا  خلال العمليات العسكرية، لأن ذلك ينعكس سلبا على الرأي العام ، كما أنه يجب أن ينتظر ما ستؤول إليه نتائج التحقيقات التي ستجرى الحكومة لما حدث فجر الجمعة 25 من الشهر الجاري.

 

زر الذهاب إلى الأعلى