تداعيات تسليم القيادي عبدالكريم شيخ موسى لإثيوبيا على الحكومة الصومالية

إلى حد الآن ليست هناك معلومات مؤكدة عن صحة الخبر المتداول حول تسليم القيادي في حركة تحرير أوغادين عبدالكريم شيخ موسي المحتجز لدى جهاز الأمن والمخابرات(نيسا) إلى إثيوبيا. فهناك ثلاثة روايات حول هذه القضية.

تفيد الرواية الأولى بأن جهاز الأمن والمخابرات أنقذ القيادي عبدالكريم موسى من محاولة اختطاف من قبل سلطات الأمن بولاية جلمذع بغية تسليمه إلى أثيوبيا، وهو الآن في قبضة جهاز الأمن والمخابرات(نيسا) في مقديشو, ولم يسلم إلى إثيوبيا.

وتقول الرواية الثانية إن الحكومة الصومالية سلمت رسميا عبدالكريم موسى لإثيوبيا، و تم نقله من مقديشو عبر طائرة  خاصة إلى الأراضي الصومالية في إثيوبيا.

بينما تفيد الرواية الثالثة بأن القيادي في الحركة لم يتم خطفه من عدادو بل تم نقله إلى مقديشو بناء على مفاوضات جرت بينه بين الحكومة الإثيوبية استمرت لفترة من الزمن, وهو الآن في مقديشو في ضيافة السفارة الإثيوبية بمقديشو لتكميل إجراءات عودته إلى إثيوبيا.

في خضم هذه الروايات الثلاثة, الشيء المؤكد هو أن المخابرات الصومالية نقلت القيادي عبدالكريم موسى من عدادو إلى مقديشو, وهو ما أكده وزير الأمن بولاية جلمذغ علمي نور في تصريح لوسائل الإعلام مؤخرا.  كما عبر السيد علمي نور عن استياءه من تصرف المخابرات الصومالية بنقل القيادي عبدالكريم موسى إلى مقديشو بدون عمل من السلطات الأمنية في الولاية, مهددا بإعادة النظر في علاقة الولاية مع الحكومة الصومالية إذا لم تعيد الأخيرة القيادي لها.

تصريحات وزير الأمن بولاية جلمذغ  توحي صحة الرواية التي تقول أن الولاية كانت تريد تسليم  عبد الكريم موسي للسلطات الإثيوبية, و أن التدخل من قبل الحكومة الصومالية جاء لمنع التسليم وليس لتسليمه إلى  اثيوبيا بدلا عن ولاية جلمذغ، أو نيابة عنها، لأنه إذا كانت سلطات ولاية جلمذغ مقتنعة بأن الحكومة الصومالية ستسلم القيادي لإثيوبيا لما أثارت كل هذه الضجة.

تداعيات القضية على سمعة وشعبية الرئيس فرماجو

كان من أهم أسباب شعبية الرئيس فرماجو الاعتقاد السائد بأنه رجل وطني لا يقبل الإملاءات الخارجية، ولا يرضخ للضغوطات الأجنبية للتنازل عن سيادة الوطن. وهذا الاعتقاد نابع من اعتقاد آخر وهو أن التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية هي التي أدخلت الصومال المستنقع المظلم الذي يعيش فيه، في وقت تقاعس المسؤولين المنوط بحماية السيادة الوطنية عن التصدي لهذه التدخلات الأجنبية.

الدليل الوحيد بوطنية الرئيس فرماجو هو الإخلاص الذي ابدي به في سبيل إعادة بناء الجيش الصومالي وتوفير أفراد القوات المسلحة الصومالية مستحقاتهم في الفترة التي كان رئيسا للوزراء لمدة 7 أشهر في 2011م، في حين لم يهتم سابقوه بهذا الملف، حسب الاعتقاد السائد لدى الصوماليين.

إذن, تسليم شخصية صومالية تنحذر من الأقاليم الصومالية في إثيوبيا مثل عبدالكريم موسى تكذب الاعتقاد السائد بأن الرئيس فرماجو رجل وطني لا يرضخ للضغوطات الأجنبية, بل تصوره وكأنه انتهازي مثّل الوطنية للوصول إلى هدف سياسي, وعندما تحقق له هذا الهدف ظهر جلده الحقيقي. اضف الى ذلك، أن تسليم القيادي تخلق علاقة ذهنية بين ما تفعله الحكومة وبين تصرفات أباطرة الحرب الذين كانوا يقومون بشحن القيادات الإسلامية إلى الدول الأجنبية عبر مطار دينيلي الذي كان يديره محمد قنيري افرح.

ومن جهة أخرى, من المرجح أن خبر تسليم القيادي في حركة تحرير أوغادين هي محاولة كيدية هدفها تحريض الشعب على الحكومة للوصول إلى غايات سياسية، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار توقيت الخبر.  تزامن الخبر في وقت أثارت حادثة بريري التي سقط فيها مدنيون ردود أفعال غاضبة من الشعب.و الرابط بين حادثتي بريري وتسليم القيادي عبد الكريم موسي هو الأجنبي الذي استهدف الصوماليين بالقتل والاعتقال.

فعلى الحكومة توضيح الرأي العام  مصير القيادي عبدالكريم موسى، لوضع حد لشائعة تسليمه إلى إثيوبيا  قبل أن تؤثر سلبا على ثقة الشعب في الحكومة، لان الشائعة تبدو وكأنها مخطط شرير تقف وراءه جهات تسعى إلى إضعاف الحكومة وتقويض جهودها في إعادة بناء الصومال.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى