الصومال أمن قومي

قد لا يدرك الكثيرون من أبناء مصر والعرب الأهمية الإستراتيجية للصومال في منظومة الأمن القومي العربي، والدليل علي ذلك المساحة الهامشية التي يحظي بها، وهو البلد الذي تمتد سواحله لتغطي معظم القرن الإفريقي، الذي هو قاعدة الأمن القومي العربي الجنوبية، وهو من احتضن هجرات المسلمين الأوائل الفارين بدينهم، واستقبل قدماء المصريين بتجارتهم، ووقف مع مصر والأمة العربية في معاركها الكبيرة..فكيف لا يتمتع بالمكانة التي تليق به في الدوائر السياسية وفي الإعلام والثقافة العربية. ان الاستعمار الأوروبي فرنسيا كان أم انجليزيا أم ايطاليا لم ينجح فقط في تمزيق الصومال الكبير وبعثرة كيانه،وإنما نجح أيضا في عزله عن منظومته العربية، وكان ذلك لأهداف خبيثة، ورغم ذلك نجحت مصر قبل استقلال الصومال وبعده في دعم الصومال، وهو الدور الذي تعمل علي مواصلته اليوم. وفي الحقيقة أن الصومال الموحد المستقر هو عنصر توازن في المنطقة والإقليم، وسند قوي لأمته العربية، فما تعرض له الصومال من تقسيم وتجزئة وانهيار دولته وانتشار الإرهاب والقرصنة كانت له انعكاسات سلبية للغاية علي الأمن القومي العربي. ان زيارة الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو لمصر يجب أن تكون دفعة حقيقية لتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية والإستراتيجية مع الصومال، الذي يجب ألا يترك وحيدا في معركته ضد الإرهاب والتخلف والفقر والمرض والجفاف والتصحر، وهو البلد الغني بثرواته الطبيعية والبشرية، فإهمالنا للصومال دفعنا ثمنه في الماضي والحاضر، ويجب ألا نستمر في ذلك، والبداية يجب أن تكون بدعم المشروع الطموح للرئيس فرماجو باستعادة الدولة الصومالية وبناء مؤسساتها وتأسيس جيشها. 

المصدر- الأهرام

زر الذهاب إلى الأعلى