مدارس المهن اليدوية بالصومال.. حلبة لمصارعة البطالة

عودة مدارس المهن اليدوية في الصومال بجهود شبابية صومالية باتت طريقة مبتكرة جديدة لتقليص نسبة البطالة في البلاد، والتي تقدر بأكثر من 60%، وأصبحت شبيهة بحلبة يصارع فيها الشباب البطالة التي تهدد أسرهم ومستقبلهم.

مدرسة “انتفاع”، في العاصمة مقديشو، باتت مقصد الكثير من الشباب الصوماليين العاطلين عن العمل، من أجل اكتساب مهنة تؤمن لهم عملًا ما في ظل الشح الكبير في الفرص العملية.

عشرات الشباب والفتيات يقصدون المدرسة يوميا للتدرب على مهنة مختلفة كاللحام والكهرباء والميكانيك وصناعة الألومنيوم إلى جانب حرف صالونات التجميل والطبخ.

“ديقة أحمد” مديرة المدرسة، أوضحت للأناضول أن “فكرة المدرسة جاءت عقب بدء اندثار المهن اليدوية، وبشكل شبه كامل بين الصوماليين الذين يركزون فقط على التعليم الأساسي والجامعي نتيجة غياب المدارس المعنية بالمهن والحرف اليدوية”.

ولفتت إلى أن “انعدام المهن والحرف اليدوية أثر سلبًا على البلاد في عدة مجالات أهما الجانب الاقتصادي والاجتماعي حيث باتت معظم الشركات المحلية مضطرة للاعتماد على اليد العاملة الأجنبية، الأمر الذي فاقم من أزمة البطالة”.

من جانبه، قال الشاب العشريني “حسن تهليل” للأناضول إنه “فضل الانضمام إلى هذه المدرسة بعد سنوات من البطالة وبسبب الوضع الاقتصادي المتردي لأسرته”.

وأضاف تهليل الذي أكمل تعليمه الثانوي بعد اكتساب حرفة للحام أنه “تمكن من ضمان احتياجات أسرته ودفع تكاليف الجامعة التي يتابع الدراسة فيها مساء”.

أما الطالبة “منى أحمد” التي تدرس مهنة التجميل، فقالت للأناضول إن “هذه المدرسة باتت وجهة جديد لجميع الفتيات اللواتي عانين من البطالة لسنوات، ونحن من خلالها نتطلع لكسر شوكة البطالة بين الشباب والشابات”.

وأكدت منى أنها “في غاية السعادة لتعلمها هذه المهنة خلال أشهر معدودة (..) وقد تمكنتُ من الخروج من عالم البطالة التي لا تروق لأي كان”.

ومضت منى قائلة أنها تنتظر بشوق فتح صالون التجميل الخاص بها في الأيام المقبلة وأنها على ثقة بإقناع زبائنها الجدد بتصاميم تجميلية ذات جودة عالية، وأنها ستوفر عملًا لكثير من أقرانها اللواتي يعانين من البطالة.

لم تتحول المدرسة لملجأ للشباب الذين اضطروا لإيقاف مسيرتهم التعليمية بسبب الأوضاع الاقتصادية فحسب، بل تحولت أيضًا لمقصد من قبل الطلاب الجامعيين الذين لا يجدون فرص عمل بعد اتمام دراساتهم.

أحمد محمود أحمد، طالب جامعي قال للأناضول إن “امتلاك شهادة جامعية لا يضمن لك الحصول على العمل، فمنذ نحو عامين تطاردني البطالة، ولم أحصل على عمل يؤمن لقمة عيش أسرتي”.

ولفت إلى أنه “قرر الالتحاق بهذه المدرسة من أجل الحصول على حرفة قد تؤهله لسوق العمل (..) والحمد لله اليوم أعمل كميكانيكي وأجني راتبًا”.

ولا تكتفي المدرسة بتعليم المهن المختلفة، بل تخصص لطلاب ها ساعات لتعلم اللغة الإنكليزية “من أجل تأهيل المدتربين وتهيئتهم لسوق العمل”.

وبعد انتهاء الدراسة التي تختلف فترتها بين حرفة وأخرى، من ستة أشهر إلى سنة، تعمل المدرسة على إرسال الطلاب المتفوقين لشركات محلية متعاونة معها للعمل فيها.

وضمن الجهود المبذولة لتخفيض نسبة البطالة في البلاد، أعلنت الحكومة الصومالية في أغسطس/آب الجاري عن توفير نحو 3 آلاف فرصة عمل للشباب الجامعيين العاطلين عن العمل وذلك تنفيذا لوعود قطعتها منذ فبراير/شباط الماضي.

وبحسب إحصائيات غير رسمية، تترواح نسبة البطالة في الصومال، ما بين 60 و70%، حيث يشكل الشباب الغالبية العظمى من العاطلين عن العمل، نتيجة تدهور الاقتصاد المحلي، وغياب مرافق العمل الأساسية، جراء الحرب الأهلية، وعدم الاستقرار السياسي والأمني لأكثر من عقدين من الزمن.

 المصدر- الأناضول

زر الذهاب إلى الأعلى