الغارات الأمريكية في الصومال خلال النصف الأول من العام الجاري

 كثفت القوات الأمريكية هجماتها على مواقع حركة “الشباب “وعملياتها النوعية لإستهداف قياداتها منذ  إعلان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب  توسعة الأوامر الممنوحة للعسكريين الأميركيين لشن ضربات ضد التنظيم المرتبط بالقاعدة.

وافق الرئيس الأمريكي ترامب على طلب وزارة الدفاع (البنتاغون) في شهر مار\آذار الماضي للسماح بهجمات جوية أكثر شراسة ضد حركة الشباب في ظل اعتبار أجزاء من جنوب الصومال مناطق أعمال عدائية نشطة.

عدد القوات الأمريكية في الصومال

تحتفظ الولايات المتحدة قواعد سرية وأخرى معروفة في العاصمة مقديشو ويتواجد في هذه القواعد عدد من أفراد الجيش الأمركي ، وفي العام الحالي وصل إلى هذه القوعد قوات خاصة أضافية ، حيث أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا ومقرها في ألمانيا في منتصف شهر أبريل الما ضي، عن نشر “بضع عشرات من الجنود” في الصومال بطلب من الحكومة الصومالية لمساعدة قواتها في التصدي لهجمات  مسلحي تنظيم :الشباب”، ولعبت هذه القوات دورا كبيرا في تكثيف عمليات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في الصومال ضد  عناصر حركة الشباب . وكان تصل عدد هذه القوات حوالى 40 جندياً أمريكياً، منضمين بذلك إلى 50 مستشاراً لمكافحة الإرهاب من قوات العمليات الخاصة، الذين كانوا يقدمون المشورة للقوات المحلية التي تقاتل “الشباب” منذ عام 2013.

طبيعة العمليات 

نفذت القوات الأمريكية خلال العام الحالي أكثر من 8 عمليات نوعية في الصومال تشمل هجمات مباشرة وإغارات على مواقع يشتبه بأنها تابعة لحركة الشباب وشخصيات قيادية ما أدى إلي مقتل عدد من قيادة الحركة وتدمير مواقع للقيادة والسيطرة تابعة للحركة خلال هذا العام. كما أسفرت هذه العمليات أيضا إلى سقوط مدينين كانوا في المناطق المستهدفة. كما فقدت الولايات في الهجمات المباشرة جنودا شاركوا في العمليات الهجومية  المباشرة.

في شهر مايو  الماضي وبالتحديد الخامس من الشهر  أعلنت قيادة القوات الأمريكية في أفريقيا، عن  مقتل جندي أمريكي في الصومال في عملية شنتها قوات خاصة ضد  جماعة الشباب المتشددة في منطقة باري على بعد 60  كلم غرب العاصمة مقديشو. كما أصيب العملية  جنديين أمريكيين بحسب الناطقة باسم “افريكوم” روبين ماك.

المهامات الأخرى

لا تقتصر مهام القوات الأمركية في الصومال على العمليات العسكرية المباشرة وانما تقوم أيضا بمهمات لها صلة بتديب القوات الصومالية وقوات حفظ السلام الأفريقية ( أميصوم) على تكتيكات مكافحة الإرهاب ومساعدتها في مجال الأمن في البلاد، وتحسين القدرة اللوجستية للجيش الوطني الصومالي، ما سيمكن القوات الصومالية من قتال الشباب بشكل أفضل.

العمليات  الأمريكية خلال النصف الأول من العام الحالي

في 10 من شهر أغسطس الجاري أعلنت  الوزارة الدفاع الأمريكية عن تنفيذ غارتين جوتين في منطقة قريبة من العاصمة الصومالية مقديشو، وفقا لتصريحات مسؤولين في الحكومة الصومالية جاءت هاتان الغاراتان بالتنسيق من  القوات الصومالية وأدت إلى مقتل  على محمد حسنين القيادي البارز  في حركة الشباب وقيادي آخر كبير.

في مطلع يوليو الماضي شنت القوات الأمريكية غارة جوية استهدفت قائدا إقليميا لحركة الشباب، وفقا لمسؤولين أمريكيين في وزارة الدفاع. وقتلت في الغارة- بحسب المسؤولين- القيادي في الحركة، أحمد أوسوبلي.

وكانت هذه هي الغارة الجوية الثانية التي وقعت في الصومال منذ أن منح الرئيس، دونالد ترامب، القادة العسكريين في أفريقيا سلطات جديدة لشن ضربات جوية لدعم الاتحاد الإفريقي والقوات الصومالية التي تقاتل “الشباب”.

ووُصف أوسوبلي بأنه “قائد إقليمي” في حركة “الشباب”، وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن أوسوبلي مسؤول عن جمع معلومات استخباراتية عن القوات الأمريكية في الصومال.

في 12 يونيو 2017 شنت الطائرات الأمريكية غارة جوية استهدفت موقعاً لحركة الشباب على بعد نحو 300 كيلومتر جنوب غرب العاصمة الصومالية مقديشو.

وأوضحت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» أن جاءت الغارة ردا على ما قام به عناصر الشباب من هجمات  ضد القوات الصومالية.

حصاد العمليات 

تتوصل العمليات العسكرية الأمريكية في الصومال منذ انسحاب القوات الأمريكية من البلاد عام 1994 بعد فشل عملية إعادة الأمل التي قادتها الولايات المتحدة لدعم المنكوبين جراء المجاعة والحرب في الصومال، وأسفرت حتى الآن عن مقتل مئات من القتلى والجرحى في صفوف مقاتلي حركة الشباب وعدد من المدنين جراء قصف مواقع الحركة داخل مناطق السكنية.

 وفي العام الماضي ، نفذت القوات الأمريكية – بحسب احصاءات مكتب صحافة الاستقصاء وهو منظمة غير حكومية بريطانية تحصي غارات الطائرات الأمريكية بدون طيار-  15 غارة بطائرات بدون طيار في الصومال ضد تنظيم الشباب. وأسفرت هذه الغارات بحسب المكتب  223 إلى 311 شخصاً من مسلحي تنظيم الشباب.

زر الذهاب إلى الأعلى