جهود أهل الصومال في خدمة المذهب الشافعي4

خدمتهم في علم الفرائض:

لابد لنا قبل الدخول في الموضوع أن نشير إلى أنّ علم الفرائض يسمى أيضاً بعلم المواريث، وتارة بعلم التركات، وكل هذه الألفاظ الثلاثة عبارة عن أسماء تدل على مسمى واحد، ونحن سوف نرى هنا بأن أهل العلم في الصومال قد استخدموا بتلك الألفاظ والأسماء المختلفة ، كما جرى اصطلاح أهل هذا الفن. ويعرف طلبة العلم وخاصة أؤلئك الذين في مجال علم الفقه وأصوله بتلك التعاريف المتقاربة التي أطلق عليها الفقهاء على هذا الفنّ، غير أننا نقتصر هنا فقط بأنه – أي علم الفرائض – علم بأصول من فقه وحساب ، بمعنى هو علم الحساب الموصل لمعرفة ما يخص كل ذي حق من التركة. ومن ذلك يظهر لنا بأنّ هذا العلم الذي له صلة بالقواعد الفقهية كذلك له علاقة بعلم الحساب الذي يمكن من خلاله معرفة نصيب كل وارث من التركة. ولأهمية هذا العلم وخصوصيته يسند إلى ربنا باعتبار أنّ واضعه هو الله سبحانه وتعالى ، لأنّه قد تولى جل جلاله في علاه  قسم المواريث بنفسه في كتابه ، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن هنا اهتم المسلمون بهذا العلم كما اهتموا غيره من العلوم. وعلى العموم فإنّ علم المواريث يشتمل على ثلاثة عناصر:

معرفة الوارث وغير الوارث، ومعرفة نصيب كل وارث، والحساب الموصل إليه، مما يعني بأنّ من يزاول هذا العلم ينبغي أن يتقن ثلاثة علوم أو تخصصات مختلفة حتى يستطيع أن يفتي بمسائل المواريث.

وأهل العلم في الصومال تناولوا علم الفرائض ولهم اسهامات في ذلك قديماً وحديثاً، ليس في مجال تحقيق ودراسة للتراث الشافعية فحسب، وإنما أيضاً في مجال التأليف والابداع، وهذا الأمر يدلّ على أنّ الأقلام الصومالية طرقت أبواباً عديدةً وفصولاً متغايرة في علم الفقه بل لم يقتصر جهودهم على نوع معين من أنواع الأحكام الشرعية وفروع الفقه الإسلامي، أو في مجال تحقيق المصادر والموسوعات الفقهية ودراستها – والتي سوف نتناول عبر سلسلتنا في حلقاتها القادمة إن شاء الله – ومن بين هؤلاء المؤلفين والكُتّاب الذين انتجوا كتباً ورسائل نفيسة تتعلق بعلم الفرائض، الشيخ الفاضل أبو محمد نور الدين علي بن أحمد السلفي رحمه الله، وله رسالة صغيرة سمّاها: (الفرائض )، ولأهمية هذه الرسالة صارت مقرراً في معهد كيسوني العلمي في ممباسا في دولة كينيا .

والشيخ نور الدين  علي بن أحمد كان يشار إليه بالبنان في أوساط أهل العلم فيما يتعلق بعلم الفرائض حيث كان – رحمه الله –  بارعاً ومتبحراً فيه ، وقد تتلمذ على يديه أعداد كثيرة من طلبة العلم وأخذوا عنه علوماً كثيرةً ، وكان علم الفرائض من أهمّ ما أخذوه عنه، على الرغم من أنّ الشيخ اشتهر في بدايات أمره، علم التوحيد ومحاربة البدع والمبتدعين . الجدير بالذكر فإن رسالته في علم الفرائض ما زالت مخطوطة لدى أحد أبنائه.

وممن اشتهر في هذا الفنّ – أي علم الفرائض – وله أسهام علميّ ، الشيخ علي بن مؤمن الشافعي الصومالي ، وله كتاب سمّاه : (فتح الغوامض لمريد علم الفرائض) ، وهو كتاب يشرح كتاب الفرائض من كتاب المنهاج للإمام النووي – رحمه الله  . والمؤلف استطاع أن يخرج كتاباً يشرح في ذلك العلم، والكتاب أحد الكتب المعتبرة في المذهب الشافعي ، وقام بشرح واف حتى يستطيع القارئ أن يفهم المقصود. وسبب تأليفه كان بعد أن طلب منه بعض أصحابه وتلامذته أن يضع لهم شرحاً يسهل لهم فهم كتاب الفرائض من كتاب المنهاج المعروف ، وفي ذلك يقول المؤلف في مقدمة كتابه : (( طلب منى بعض المحبّين أن أجعل شرحاً وجيزاً على كتاب الفرائض من منهاج الإمام النووي –رضيّ الله عنه – ونفعنا به ، فأجبته لما طلب راجياً من الله الإعانة ومؤملاً الدخول في حديث ( والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه ) وليس لي فيه إلأ النقل من كتب الفقهاء المعتبرين ومن أفواه من لقيت منهم –رضيّ الله عنهم- وذلك هو الإتيان بالمقدور والميسور  لا يسقط بالمعسور وسمّيته ” فتح الغوامض لمريد علم الفرائض”. ويمتاز هذا الكتاب بأن مؤلفه كتب بعض الفوائد التي ظهرت لديه من خلال شرح الكتاب،كما أنّه ظهرت براعته في هذا الفنّ وإتقانه فيه، ويعدّ هذا المؤلف من العلماء القلائل الذين كان يضرب بهم المثل في الصومال في علم الفرائض . والكتاب عموماً صغير الحجم ويقع في 67 صفحة ، وطبع بدار العالم العربي بالقاهرة عام 1407هـ 1987م .

ومن الكتب الفقهية وخاصة في علم الفرائض كتاب : ( الإيجاز في علم التوارث) للشيخ بشير محمد عثمان المقدشي الصومالي. والكتاب يتناول بعض المواضيع التي تتعلق بعلم الفرائض وقد حوى المؤلف معتمد الأقوال من الأئمة الأعيان الذين تبحروا في علم الفرائض، وقد أورد المؤلف معظم أقوال الفرضيين بأسلوب سهل العبارة، ولطيف الإشارة ، واستخدم أعذب الألفاظ وأحلاها وأسهلها وأجلها، وبدأ كتابه بمقدمة مختصرة تناول فيها معنى كلمة الفرائض لغةً واصطلاحاً، وذكر واضع هذا العلم وموضوعه وثمرته وحكمه ، ثم ذكر التركة وما يتعلق بها من حقوق وشروط الإرث وأركانه وأسبابه ، كما تناول موانع الإرث والورثة ، والفروض ومن يرث بها ، وذكر توريث الجدات والعصبة سواء العصبة بنفسه والعصبة مع غيره والولاء، وتناول إرث بيت المال والردّ، والمشركة، وذكر الحجب والمحجوب وحاجبه، وكذا أحوال ذوي الفروض، ثم بعد ذلك ذكر أبواب النسب والمناسخات وما يتعلق بعلم الفرائض الأخرى، والمؤلف حرص على أن يسهل الموضوع لطلبة العلم ويقرب مسائل علم التوارث حيث استخدم ألفاظاً رفيعة ومقاصد أنيقة، علماً أنّ هذا الكتاب طبع بمقديشو بمطبعة مركز الصومال Somali Printing Center عام 1420ه/1999م.

ومن الكتب المتعلقة بعلم الفرائض والتي استطاع أن ينتج بها أهل الصومال كتاب: (الغيث الفائض في علم الفرائض) وهذا الكتاب ألفه المؤلف السابق نفسه وهو الشيخ بشير محمد عثمان المقدشي الصومالي، وهو كتاب نفيس ومطول جداً، ويتناول علم الفرائض ، ولشدة طوله إضطر المؤلف إلى إختصار الكتاب ، فشرع في ذلك حتى أخرج الكتاب السابق المسمى: (الإيجاز في علم التوارث).

ومن البديهي أن يتحرك طلبة الحلقات العلمية وخاصة في مجال الفقه الشافعي في القطر الصومالي نحو اتجاه خدمة الفقه الشافعي، وهذا أحد طلبة العلم الصوماليين النابغين في القطر الجنوبي للبلاد، ومن أشهر طلبة الشيخ محمود جود المشهور في بلاد الصومال، وخاصة في المناطق الجنوبية، وهو الشيخ عبد الله معلم عبد عد الذي أنجز رسالة مفيدة في محتواها، صغيرة في حجمها، وهو يتحدث عن علم الفرائض وأطلق رسالته هذه ( خلاصة الفرائض ) وكأنّه يقدم للأمة عصارة ما نهل من العلوم والمعرفة من تلك الحلقات المباركة. والرسالة بعمومها تتحدث عن علم الفرائض، وقد استهل صاحبها بتعريف الفرائض لغة واصطلاحا ثم تحدث عن شروط الفرائض وأسبابه واحتياجاته وموانعه وموجبات التوقف ، ثم ذكر بعض فوائد تتعلق بعلم الفرائض، وكيفة وضع الكتاب وأسبابه.

وقال المؤلف في مقدمة كتابه : “ التقطت دررها من أفواه  العلماء وكتبهم ، جمعتها ليسهل حفظها وفهمها لطلبة علم الفرائض، وسميتها خلاصة الفرائض” ولتسهيل الأمر استرسل المؤلف الأمثلة وفصولا لها علاقة بهذا العلم الفريد. كما ذكرنا أنّ الرسالة تتعلق بعلم الفرائض ، والتقط المؤلف دررها من أفواه العلماء وكذا من بحور الكتب. وقام بجمع معلومات تتعلق بهذا الأمر ليسهل حفظها وفهمها لطلبة علم الفرائض. وقام المؤلف أيضا بتقديم مقدمة ضافية لعلم الفرائض ومباحثه ودروبه، حيث بدأ تعريف هذا الفن والنصوص التي وردت فيه، وأركانه وشروطه وأسبابه وممن اشتهر من أصحابه واحتياجاته وفوائده. ومن فصول أبحاثه التي تناول المؤلف فصل في المجمع على ارثهم من الرجال والنساء وما يتبع ذلك كالردّ مضربا بأمثلة واضحة في الفرائض، وتوريث ذوي الأرحام. كما تناول فصل في الفروض المقدرة في كتاب الله تعالى وأصحابها، وفصل في الحجب وفصل في إرث الأولاد وأولاد الابن انفرادا واجتماعا، وفصل في إرث الأب والأم والجد والجدة، وفصل في ميراث الحواش، وفصل في الإرث بالولاء، وفصل في ميراث الجد مع إخوة والأخوات لابوين أو الأب، وفصول أخرى تتعلق بعلم الفرائض مثل: موانع الإرث وموجبات التوقف وغير ذلك. وحجم الكتاب صغير حيث يصل إلى 73 صفحة وتمّ طباعته الأولى في 20 من محرم عام 1427هـ في مطابع الأهرام للطباعة في مقديشو _ الصومال. وللمعلومية أن المؤلف له مؤلفات أخرى في مجال غير مجالات الفقه مثل كتاب ( البدور الزاهرة في طبقات الأشاعرة)، وطبع هذا الكتاب بطبعته الأولى شهر رمضان في عام 1429هـ بمقديشو – الصومال.

وممن أتى ليخدم في مجال علم الفرائض في الفقه الشافعي الشيخ عبد الله علي عد أحمد، بحيث وضع كتاباً هدفه ليسهل أحكام التي تتعلق بالفرائض والميراث وأطلق كتابه باسم ( تسهيل الميراث )، هذا الكتاب في الحقيقة يتناول الميراث وما يتعلق به من الأحكام مثل باب ما يتحقق به الميراث، وأنواع الورثة وكيفية توريثهم، ومن بين الأبواب التي تناول بها المؤلف باب الحجب مثل ميراث الجد مع الإخوة والأخوات لغير أم، وباب الحساب، وباب الإرث بالتقدير والاحتياط المفقود والخنثى والحمل. ويقع هذا الكتاب في 157 صفحة.

أما السيد علي بن حسين بن آدم البٌور أيلي buur ayle  فقط وضع رسالة لطيفة سماها ( عون الرحمن في تسهيل علم الفرائض ) وقد استهل المؤلف في مقدمة كتابه هذا سبب تأليفه للرسالة حيث قال: ” … ولما رأيت قلة من يعرف علم الفرائض أردت أن أؤلف لعلم الفرائض كتابا مفهما مع أهليتي لذلك فاجتهدت وألفت هذا الكتاب بعون الله تعالى وسميته : عون الرحمن في تسهيل علم الفرائض، وقد ذكرت فيه أمثلة كثيرة ليفهمه القاصدون به، وجعلت في بعض الأمثلة محجوبا ليعلم الطالبون حجت الحرمان ، وقد ذكرت في تقريراته شرح دقائقه وأصول المسائل وتصحيحها وتقسيم السهام لئلا ينبهم على القاصدين به شئ من ذلك…الخ “.ويمتاز الكتاب بأن المؤلف بسط ما يراه من الكلام ، وفسر الغموم ليكون بقرب القارئ وذلك لكونه في الحاشية التي عممها تقريبا على الكتاب. والكتاب يناول تقريبا كل الأبواب العلمية التي تتعلق بعلم الفرائض . ورغم صغر حجم الرسالة إلا أنها تناولت فصولا وأبوابا متعددة في علم الفرائض. وتقع الرسالة في 40 صفحة ، وتمّ طباعتها في ذي الحجة سنة 1426ه الموافق يناير سنة 2006م في مطبعة درييل في مقديشو – الصومال.

وكنتُ أعتقد بأنني أعرف زميلنا وحبيبنا فضيلة الدكتور يوسف محمد علمي حق المعرفة بحكم احتكاكنا مع فضيلته أيام الدراسة في رحاب جامعة أم القرى بمكة المكرمة في التسعينات من القرن المنصرم، وقد نهل فضيلة الدكتور – حفظه الله – قسم الكتاب والسنة من كلية الدعوة وأصول الدين وكان متخصصاً بالقرآن الكريم وعلومه ثم الحديث وعلومه، ولاسيما كان كل هموم فضيلته وميوله تتجه نحو علم القرآءات والدراسات القرآنية، والسنة النبوية، وقد أنجز في هذا المضمار بعض البحوث، ولكن فضيلته فاجأني بأنّ لديه كتاباً حول المواريث بحيث أنني لم ألاحظ في تلك الفترة التي قضيناها معاً بأي اهتمام يعير فضيلته في قضايا الأحكام والمسائل التشريعية فضلا عن المواريث، رغم قدرته الكبيرة وعلمه الواسع في مجالات الفقه والأحكام الشريعة، وقد برهن ذلك فضيلة عندما  وضع كتاباً سماه ( كتاب المواريث )، ويتناول هذا الكتاب بعلم المواريث وقد عرض المؤلف بطريقة مبسطة ، وما زال الكتاب مخطوطا غير مطبوع ويقع في 150 صفحة.

ومن المعلوم أنّ بعض أهل العلم في الصومال قاموا في تحقيق التراث الشافعي، ومن هنا خصص بعض منهم جهودهم العلمية تتجه نحو ذلك المجال وتحقيق التراث، حتى سلط بعض أهل العلم في الصومال قلمه على أبواب الفقه الذي له علاقة بعلم الفرائض وذلك ما قام به  فضيلة الدكتور أحمد حاج محمد شيخ ماح، عندما أنجز مشروعه العلمي المتعلق بكتاب ( الفرائض والوصايا من الحاوي الكبير للإمام الماوردي الوصايا لأبي الحسن على بن محمد الماوردي 364 – 450هـ )، علماً أننا سوف نتحدث هذا المشروع العلمي ضمن الجهود العلمية وتحقيق التراث الشافعي في الحلقة القادمة إن شاء الله – كما أسلفنا من قبل-.

وأخيراً وليس بآخر، ولشدة اهتمام بعض الكتاب والباحثين الصوماليين وإصرارهم لم يتردد اختيار دراساتهم في مجال الفرائض والمواريث في المراحل الدراسات العليا، وهذا فضيلة الشيخ عبد العزيز على أحمد الصومالي فقد وفقه الله في تحقيق مشروعه العلمي، عندما قام بجمع النصوص والآثار المتعلقة بأحكام العصبة ثم دراستها وتفنيدها حسب قواعد البحث العلمي، ومن هنا استطاع انجاز بحثه ( أحكام العصبة في الفقه الإسلامي جمعاً ودراسة ).هذا البحث نال المؤلف درجة العالمية العالية الدكتوراه من كلية الشريعة ، قسم الفقه بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية.  وقد اشتمل البحث جميع أبواب الفقه المتعلقة بأحكام العصبة ومن ضمنها علم الفرائض، وهو علم من العلوم العظيمة المهمة الجليلة، والتي قد يبخس في حقها هذه عصرنا الحاضر، وهي مزية للباحث أن يشتغل فيها، ويستطيع القارئ للبحث أن يلاجظ في أول الوهلة بأن في دراسة فضيلة الشيخ الدكتور وفرة في معلوماته، وتنوع في مراجعه بصياغة جميلة ولغة لائقة سليمة، وأسلوب علمي قوي معتنياً بالتخريج في جملته، مما أعطى الدراسة رونقها وعذبها للقرآء، ومما لا شك فيه فإنّ هذا الجهد العلمي المبارك من جمع النصوص ، واختيارات أقوال العلماء والفقهاء لا يخلو من ابداعات العلماء الشافعية وأقوالهم الفقهية ولاسيما فيما يتعلق بأحكام الفرائض.

د/ محمد حسين معلم علي

من مواليد مدينة مقديشو عام 1964، أكمل تعليمه في الصومال، ثم رحل إلي المملكة العربية السعودية ليواصل رحلته العلمية حيث التحق بجامعة أم القرى قسم التاريخ الإسلامي حيث تخرج في عام 1991م، ونال الماجستير بنفس الجامعة في عام 1998م ،كما واصل دراسته في كل من السودان والنرويج، حيث نال درجة الدكتوراة بجامعة النيلين عام 2006م، أما في مملكة النرويج فقد تخصص بالدراسات التربوية وكذا الثقافات واللغات المتعددة في جامعة همر بالنرويج. وعمل أستاد التاريخ والحضارة الإسلامية في الجامعة الإسلامية في مقديشو - الصومال، وهو عضو في عدد من المنظمات المحلية والإقليمية والدولية، أصدر "ديوان الشاعر بعدلي" عام 2002م ، و"الثقافة العربية وروّادها في الصومال" عام 2010م، وله عدة بحوث أخرى، يقيم الآن بالنرويج .
زر الذهاب إلى الأعلى