بالصور:  قصص ومشاهد حول معاناة نازحي المجاعة في مخيم  “ويذو”

مقديشو ( مركز مقديشو )  وفقا لتقارير اممية نزح حوالي 444،000 شخص داخليا في الصومال منذ نوفمبر 2016، بسبب الجفاف، وكان يترك أكثر من 8000  شخص يوميا من منازلهم بحثا عن الماء والغذاء، ووصل عدد كبير من هؤلاء النازحين إلى معسكرات في الضاحية الجنوبية للعاصمة مقديشو.يواجه النازحون في هذه  المعسكرات معاناة حقيقية تتمثل في نفص في الأغذية والدواء وقلة في مستلزمات الحياة اليومية.

IMG_2238

حواء حاج حسن 

حواء حاج حسن عجوز في التاسعة والسبعين من عمرها  نزحت من قرية فر-سولي في الضفة الغربية من نهر شبيلي باقليم شبيلي السفلى فقدت بسبب الجفاف كل ما كانت تملك من المواشي، نفق أمام أعينها 34 رأس غنم و46 رأس بقر. ولما رأت أن حياتها في خطر لم يبق  أمامها سوى النزوح  والتوجه نحو أقرب مدينة حتى وصلت قبل أيام قليلة إلى مخيم “ ويذو” بعد رحلة طويلة وشاقة.

لكن عندما وصلت إلى المخيم  اصطدمت مع الواقع وبدأ لها فصل جديد من المعاناة، لا تملك الأم حواء منزلا يقيها من حر الشمس وإن كان بيتا من القيش أو كوخا من الصفيح تخفق الأرواح فيه، تصارع كل يوم من أجل الحصول على لقمة عيش، لأنها لم يحصل بعد أي مساعدة من المؤسسات الخيرية في مقديشو. أما حكاية الطفلة حواء قصة أخرى تجسد معاناة  مئات من الأطفال الذين نزحوا  من مناطق الجفاف المتكدسين في المخيمات خارج العاصمة مقديشو .

IMG_2242

الطفلة حواء

حواء طفلة في التاسعة من عمرها مات والدتها أمام أعينها نتيجة المجاعة ولا تعرف شيئا عن أبيها الذي تركهم فرارا من  الموت.

نزحت حواء مع النازحين من سكان قريتها في  اقليم شبيلي السفلى ، وبعد ترحال وانتقال من مخيم إلى مخيم انتهى بها المطاف إلى مخيم “ويذو” في الضاحية الجنوبية لمقديشو، وتعيش مع خالتها التي تكافح بدورها  من أجل تخفيف معاناة اسرتها الكبيرة .

IMG_2241

عبد الرحمن عبد الله 

عبد الرحمن عبد الله ابوبكر( 69) عاما  رجل مريض يعيش في مخيم “ ويدو”، فقد بصره بسبب الجوع ، وضاع منه جميع المواشي التي كان يملكها.  وبعد رحلة طويلة  بدأت من مسقط رأسه في اقليم باي واستغرقت أكثر من  شهر وصل عبدالرحمن وبرفقة بعض  جيرانه  وصل إلى المخيم بيد أنه كما أخبر لمراسل مركز مقديشو وضعه لم يتغير كثيرا، بل يعتقد أن شبح المجاعة لا يزال يطارده  بقدر ما كان يطاره في قريته، مطالبا المحسنين بمد يد العون له وأن أحوج ما يكون له أن يسترد بصره ويرى ضوء النهار من جديد لأنه يعتقد أن ذلك ممكنا.

 IMG_2236ليست هذه القصص الا غيضا من فيض عن مأساة آلاف من الصومالين الفرارين من مناطق الجفاف والمتكدسين على المخيمات المنتشرة خارج مقديشو، ولا سيما في منطقتي باي وباكول ويعانون إلى جانب المجاعة   مشاكل أخرى تتمثل في زيادة حادة في حالات الإصابة بالكوليرا الناجمة عن قلة مصادر المياه ونقص مرافق الصرف الصحي. تبلغ معدلات الوفيات الناجمة عن حالات الوفاة نتيجة الكوليرا بنسبة أكثر من 2٪ وكذلك انتشار الحصبة تعتبر مصدر قلق بالغ، حيث تم الإبلاغ عن 4،499 حالة حصبة منذ بداية العام. وكان أكثر من نصف هذه الحالات بين الأطفال دون سن الخامسة. وهناك أيضا 69000 طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد.

IMG_2240هؤلاء الأطفال والنساء والمرضى بحاجة ماسة إلى من ينقذ حياتهم وحياة أفرادهم من المجاعة والأمرض  التي تطاردهم ويعلقون آمال عريضة على الحكومة وإخوانهم في الداخل الخارج، وينبغي للمحسنين وكل قادر على مساعدة هؤلاء أن يبادروا قبل فوات الأوان وقبل أن تبلغ أرقام الوفاة إلى الآلاف.

زر الذهاب إلى الأعلى