الولايات الفدرالية في الصومال (4)

أولا:  ولاية جنوب غرب الصومال:

الوضع الاجتماعي والاقتصادي والأمني 
1- الخصائص الطبيعية 
إن الموقع الجغرافي المتميز للولاية وفّر لها بيئة غنية تتميز بخصوبة الأرض، وتعدد الموارد وأن وجود نهر شبيلي في أحدى مناطقها ساعد على نمو وجودة محاصيلها الزراعية. ومن أشهر المزروعات في الولاية،  الحبوب، والموز، والطماطم، والخس، والباباي، والبطيخ، وكذلك يتم زراعة السمسم والفول السوداني في مناطق بالولاية.

التربة
تتنوع تربة ولاية جنوب غرب الصومال، فمنها تربة بركانية وتربة طينية سوداء التي تعتبر من أخصب الأتربة والممتازة  بالإنتاج الزراعي (1) .
الأمطار

تعتبر شهر مارس الشهر الأكثر سخونة، وشهر أبريل هو بداية “جو” موسم الأمطار الطويل، و يقارب الأمطار فيها 163 ملم. أما شهر يوليو يكون المناخ رائعا، بمتوسط 24.4 درجة مئوية. يهطل الأمطار السنوي ما يقارب 566 ملم(2).

2- الوضع الإجتماعي

التعليم 

الوضع التعليمي في الولاية سيئ للغاية مقارنة بالمناطق الصومالية الأخرى، وخلاف لما كان الأمر قبل انهيار الحرب الأهلية في الصومال عام 1991، ولايوجد فيها عدد كبير من المدارس والجامعات وما يوجد يفتقر إلي أبسط مقومات قطاع التعليم  وأكبر المعوقات هي نقص التجهيزات المدرسية، واللوازم، وبطء وتيرة إعادة تأهيل المدارس. ففي  بعض المدارس الابتدائية والمتوسطة، على سبيل المثال، الطلاب يجلسون على أكياس من البلاستيك على الأرض. وتعمد تلك المدارس على المساعدات البسيطة التي تقدم لها المنظمات الإنسانية  من الكتب وبعض اللوازم الأخرى التي لا تكفي احتياجات الطلاب، كما أن المتخرجين من المدارس لا يحصلون على نصيبهم من المنح التي تقدم الدول الصديقة والشقيقة للصوماليين. وهناك نسبة كبيرة من الأطفال غير ملتحقين بالمدارس.
الحالة الإنسانية 
بسبب ضعف المؤسسات الحكومية، يعيش سكان الاقليم في وضع معيشي صعب، وعدد كبير منهم بحاجة ماسة إلى المواد الغذائية الاساسية، ويكافحون من أجل الحصول على الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية. وبسبب الخدمات الأساسية السيئة فقدرة الضعفاء في الولاية على الصمود قليلة، ويحتاج كثير منهم إلى خدمات صحية طارئة، وتحسين فرص الحصول على المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية. ويظهر تأثير هذا النقص في الخدمات الأساسية بشدة بين المشردين داخليا الذين ما زالوا يتأثرون بتفشي الأمراض الدورية.
ووفق المنظمات الخيرية يوجد الأشخاص الذين يعانون من أزمة حادة في الأمن الغذائي في الصومال في أوساط النازحين في شبيلي السفلى، وباكول، وجذو(3).
يتفاوت انتشار الأمرض على مدار الفصول، وأن الكوليرا وملاريا من أكثر الأمراض انتشارا في منطقة جنوب غرب الصومال، فالإسهال يندلع في موسم الجفاف جيلال (يناير-مارس)، في حين تتفشي الملاريا  بعد أشهر الأمطار(4).

المياه
لا توجد في الاقليم مصادر مياه نظيفة، ويستخدم السكان مياه الآبار الجوفية مقابل مبالغ مالية تكون كبيرة في بعض الأوقات، والجدير بالاشارة إلى أن هذه المياة غير صالحة للشرب وتتسبب إلى تفشي الأمراض الوبائية.
2- الوضع الاقتصادي
على الرغم من موجات المجاعة التي تتكرر في جنوب غرب الصومال الا أنها تعتبر من أبرز المناطق التجارية في الصومال، وخصوصا مع فترات إنتاج المحاصيل وتوافر الحبوب. تكون الأنشطة الاقتصادية هي الأعلى خلال موسم الجفاف، لأن محاصيل الحبوب تزرع خلال الموسمين “جو” و “دير” وتجري حصادها وتداولها خلال مواسم الجفاف. ومن الأنشطة الأخرى المدرة للدخل هي المشروعات التجارية الصغيرة ، وتجارة الفحم النباتي، والمواد الغذائية، والعمل المنزلي، والعمل الزراعي خلال مواسم الأمطار.
يوجد في الولاية  أهم الأسواق التجارية في جنوب الصومال، يمارس سكان الولاية تجارة الحبوب ، والثروة الحيوانية والمواد غير الغذائية، فعلى سبيل الميثال تعد مدينة بيدوة أكبر مدن الولاية وعاصمتها المؤقتة، السوق التجاري الرئيسي للذرة الرفيعة في الصومال، حيث أن لديها أعلى إنتاج فائض للذرة الرفيعة في البلاد(5)، وبحسب التقرير الذي نشرته ( fsnau) يتم تداول الفائض الإقليمي من الذرة من خلال أسواق بيدوة، وتزويد المناطق الجنوبية المحيطة بها، فضلا عن المناطق الشمالية الشرقية من الصومال، وأجزاء من كينيا وإثيوبيا المجاورة، ويتمتع تجارة الولاية علاقات تجارية قوية مع سوق بكارى أكبر الأسواق في الصومال حيث تخرج منه أغلب السلع المستوردة من الخارج(6). كما أنها تمثل بيدوة نقطة عبور للتجارة غير الرسمية للماشية إلى سوق الثروة الحيوانية الرئيسية في مدينة غاريسا شرق كينيا.
ويوجد في الولاية أيضا أكبر أسواق الثروة الحيوانية في جنوب الصومال. وتعتبر تجارة الماشية (الإبل، والماشية، والأغنام والماعز) من الأعمال التجارية المربحة الرئيسية في مناطق بيدوة في محافظة باي، وقريولي بمحافظة شبيلي السفلى وتيغلو في اقليم بكول، يتم نقل المواشي من هذه المناطق  إلى المناطق الأخرى في البلاد.
3- الوضع الأمني
تعتبر أقاليم ولاية جنوب غرب الصومال من المناطق الساحنة في الصومال وتبادلت أطراف قبلية وحركة الشباب والحكومة السيطرة عليها خلال الأعوام الماضية، كانت فترة طويلة في أيدي المليشيات القبلية ثم سقطت في إيدي حركة الشباب حتى تم تحريرها من قبل قوات الحكومة الصومالية وبدعم من قوة بعثة الاتحاد الأفريقي، لكن في الوقت ذاته لا تزال أجزاء كبيرة منها في أيدى تنظيم الشباب.
ونظرا لأهميتها الاستراتيجية من حيث الموقع والمصالح التجارية، تشكل الولاية أهمية كبرى للقوى الإسلامية المسلحة.
يتمركز في الولاية منذ عام 2012 قوات إثيوبية وأوغندية وبروندية تعمل ضمن قوة بعثة الاتحاد الافريقي ولها قواعد عسكربة كبيرة في بيدوة، ومركه، وحذر .
يتلقى المواطنين في الاقليم صعوبة كبيرة في التنقل بين مناطق الولاية خوفا من مسلحين قبليين يفرضون إتاوات على سيارات النقل العام وأخرى تابعة لحركة الشباب وهو الأمر الذي دفعهم إلى السفر جوا  وتحمل تكلفة باهظة   تصل أحيانا إلى 500 دولار.
3- مشاكل قطاع الثروة السمكية
ومن أبرز المشاكل والتحديات التي تعرقل في الوقت الحالي عمل الانتاج البحري في الولاية، هي:
1- غياب خطة وطنية شاملة لإعادة بناء قطاع الثروة السمكية والاستغلال منها بشكل أمثل
2- ضعف الإمكانيات الاقتصادية المراد توظيفها في رفع الانتاج البحري.
3- عدم توفر امدادات الوقود ووسائل التخزين.
4- نقص المهارات بحيث أن الصيادين الحاليين يسخدمون طرق صيد تقليدية عتيقة ومعظمهم لم يحظوا أبدا بأيدي تدريب تساعدهم في الارتقاء بالمهارات المتصلة بنشاطات الصيد كطرق الصيد واثلاح وتجهيز معدات الصيد والقوارب والصيانة ومعالجة الاسماك.
5-عدم توفر وسائل لحفظ وتعليب الأسماك
6- صعوبة المواصلات
7- صعوبة الحصول على السمك  في بعض الفترات لارتباطه بالتغيرات المناخية

احتياجات السكان
يواجه سكان المحافظة مشاكل كبيرة  أثرت سلبا على  قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية اللذان يعتبران  المحصول الريعي الهام في المحافظة تتمثل في انخفاض منسوب مياه نهر شبيلي، وقلة الأمطار، وغياب الدعم الحكومي، بيد أن كثيرا من شيوخ المحافظة يرون تنظيم الشباب، والخلافات بين العشائر القاطنة في المحافظة عائقين كبيرين لإنجاج المشاريع التنموية فيها وتحقيق الأمن والاستقرار في الولاية، ويتطلعون إلى:
1- بناء الأجهزة الأمنية في هذه المناطق  واشراكهم في جهود حكومة الولاية لإعادة الأمن والاستقرار .
2- زيادة التمويل الموجه للقطاع الزراعي
3- تزويد المزارعين بالمعدات اللازمة للزراعة
4- إعادة تأهيل ميناء براوة ومطار رقم 50
5- انشاء مستشفيات ومراكز صحيةتقدم خدمات صحية مجانية  ومدارس وجامعات  في المدن الكبرى بالولاية.
6- توفير القروض لأصحاب المشاريع الصغيرة ودعم المزارعين  الصغار
7- إقامة مشرع لحفظ وتعليب الأسماك ومشروع لتسمين الأبقار
8- زيادة ومضاعفة الجهود الرامية لدعم الصيادين

1-كتاب الصومال قديما وحديثا

2- https://en.climate-data.org/location/865/ –

3-https://docs.unocha.org/sites/dms/Somalia/Somalia%202015%20Humanitarian%20Needs%20Overview

%20-%20FINAL.pdf 

4- المصدر السابق

 5- Baidoa Urban Baseline Profile – fsnau 

6- المصدر السابق

عبد الرحمن عبدي

كاتب وصحفي صومالي
زر الذهاب إلى الأعلى