رسالة مفتوحة إلى فخامتكم .. سيدي الرئيس..!!

رغم كل الضغوطات السياسية والتدخلات الأجنبية العارية والهيمنة الغربية  والإفريقية في بلدي إلا أنت يا سيدي الرئيس لم تستسلم للذل ولم تيأس، ولم تقف مرفوع الأيدي عن الفساد والتبعية في بلدك, ولم تترك الوطن يواجه مصيره لتأكله الذئاب في سهول المجاعة والفقر.

اجتهدت وخططت سياساتك وبنيت طموحاتك وفقا للوطن ومصلحة الشعب، وأصبح يرفرف علمي الأزرق فوق الشعب وهامات الوطن الذي كان ضحية للمشاكل والسياسة الصومالية الغبية، الشعب إستبشر بقدومك والنواب لبو نداء الأمة فانتخبوك رئيسا للشعب، وكنت قبل ما صدقك المجلس الشعبي رسميا لرئاستك زعيما أجمع الوطنيون على نزاهته وصوماليته النقية.

رفضت الخنوع والإستكانة ورضخت مطالب الشعب وأيدت السياسة الوطنية رافضا بكل قوتك الرشوة والعيش في هامش الحياة ووفق إرادة الإستعمار السياسي، كان قولك واضحا ومجلجلا: “لا لمزيد من العنف, لا لمزيد من الرشوة, لا لمزيد من الهيمنة ولا لمزيد من الذل.نعم  للألفة, نعم للحرية, نعم لدولة صومالية قوية, نعم للريادة في منطقة شرق إفريقيا..”

وفي اليوم الثامن من فبراير, ومساء ذالك الأربعاء العظيم عادت لأمتنا الحيوية والكرامة, فقد احتفلوا هذه الليلة أحرارا وناموا أحرارا، اجتاحت نار الفرحة في كل المدن الصومالية، وظهرت الوطنية من جديد في ربوع بلدي، وزادت التظاهرات المؤيدة لك في الداخل والخارج.

         وبالحقيقة أشرق للوطن صباحا باهرا، ولأمتي فجرا جديدا عاشوا فيه معاني الوطنية والعظمة، بعدما غابت عنهم في العقدين العجاف، وما أحلى طعم الوطنية والإنتصار والشعور بالانتماء إلى الأمة العريقة التي سادت في المنطقة مئات القرون قبل سقوطهم في المستنقعات الآنسة.

سيدي الرئيس أكتب لك هذه الرسال المفتوحة وأرجوا أن تصل إليكم، نبضات قلبي تزداد من شدة الخوف وأتلعثم ولا أدري هل تناسبك طريقتي هذا أم لا؟، ومن الخجل أن أجانب الأعراف البروتوكولية والتوقير وأنا أعبر مشاعري الجياشة، أكتبها أليك من صميم قلبي وعقلي، أكتبها إليك متحدثا باسم شعبي الذي ذاق مرارة الدمار والدماء والدموع، أكتب وحولي جثة الشباب ساعد الأمة الذين ماتوا بحثا عن لقمة العيش والحياة الكريمة.

أكتب وأنا أعرف مأساة الصوماليين المتناثرين حول أنحاء العالم لاجئيين مشردين،, أكتبها لك وأنا أفكر مصير الأطفال الذين لم يجدوا الصحة والتعليم وحقوق الطفولة، أكتب من بين تلك الجموع الدين لا يعرفون السياسة ويهتفون باسمك في الأسواق والمجامع والنوادي.

أنت الأمل الوحيد والشعلة المضئية في نهاية النفق والصباح المشرق لأمتي بعد الليالي الطويلة الحالكة، بعد إنتخابك رئيسا لنا أنت أب رحيم للايتام والأطفال المشردين والضعفاء، أنت فارس الأحلام وأسد الرجال في بلد لم يجد قائدا كاريزميا منذ عقود.

      مبارك لك سيدي الرئيس سدد الله خطاك وجعل ولايتك سهلة ميسرة, وهنيئا لأمتنا، وآمل أن تنعم الرخاء ويعم الأمن والسلام والتعايش السلمي في ظل حكمك.

لكن سيدي الرئيس ليست الأمور سهلة ولا الوضع مستقرا، فالطريق طويل والمسار متعب وسفق التوقعات مرتفعة والوطن النازف ينتظر العلاج ليصبح دولة قوية ولتعيد الأمة هيبتها وقوتها وسلطتها.

سيدي الرئيس ستواجه مشاكل عويصة وعثرات أتمنى ان لا تؤثر نيتك وإصرارك، سيدي القائد أنت رئيس لبلد عانى الكثير من المشاكل أهمها:-

  1. الأمية:-

           تعد الأمية في الوطن ظاهرة متفشية تدعو للقلق، إذ تشير بعض المصادر إلى أنها تتراوح بين 60% و70%, وتنتشر أكثر بين النساء حيث تمثل نسبة الأمية بينهن 75% وهذا نسبة خطرة جدا. وحسب تقرير منظمة التربية والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة لعام 2011 فإن الصوماليات اللواتي يكتبن ويقرأن لا يتجاوزن نسبة 25.8%.

2) البطالة:-

تعتبر البطالة في الوطن من أهم الأسباب التي أدت إلى الهجرات الشبابية للخارج وتعطيل قدراتهم، وعدم قيام دولة صومالية تمثل الشباب وتقنع طموحاتهم المعيشية والمستقبلية. وتقدر نسبة البطالة مع إختلاف التقارير إلى 67%، وهدا مصيبة جلل في وطن يملك موارد ومقدرات هائلة رغم الحروب والصراعات.

3)الفساد:-

من المؤلم جدا سيدي الرئيس أن تصبح الصومال في أوائل قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم،  والمجتمع الصومالي كواحد من دول العالم الثالث فإنه لا يخلوا من هذه الظاهرة بل يحتل المراكز الأولى في العالم من حيث الفساد حسب تقارير منطمة الشفافية الدولية لسنوات 2007 إلى 2016, طوال تلك السنوات حصلت الصومال مؤشر (1.1) وبذالك تتصدر الصومال قائمة أكثر دول العالم فسادا.

(موقع المنظمة www.transporency.org)

4)الحروب الأهلية:-

بعد إنهيار الدولة الصومالية في عام 1991 إندلعت الحروب الأهلية في الوطن، وبالرغم أن الحروب الأهلية وصلت إلى نهاية مطافها إلا أن الإحتياطات اللازمة لإنتهائها أمر يتطلب دولة صومالية قوية، فأحداث مدينة جالكعيوا في السنوات الأخيرة أبسط مثال على عدم إنتهاء الحروب الأهلية.

       بعد تلك التحديات وذاك العقبات الجمة إلا أن بلدك يا سيدي الرئيس يتمتع الكثير من المعطيات اللازمة لقيام كيان صومالي يتميز بلدك يا سيدي الرئيس موقعه الإستراتيجي المهم مما جعل الدول الإستعمارية في عصر الإستعمار تتنافس لبسط نفوذها في الصومال، وتشكل الممرات الميائية والمحيطات والبحار والمعادن والبترول وملايين الهكتارات ثروة قومية بالغة الأهمية إلا أن تلك الثروات الخامنة لم تستطيع تقوية الدولة وتقوية الإقتصاد الوطني وزيادة الدخل القومي والفردي.

ففي ضمن رسالتي المفتوحة إليك سيدي الرئيس أوجه إليك بعض الأعمال الأولية أمام حكومتك القادمة:-

1)بناء الجيش الوطني من جديد، وبذل الجهد الكامل لأجل إنسحاب ورحيل قوات أميصوم، ليعم التوافق في البلد والتعايش السلمي.

2)تقوية المفاوضات بين الخصوم حركة الشباب التي أصبحت حجر عثرة على الأمن والتقدم الصومالي، كما يجب أن تفتح قنوات التواصل لصوماليلاند لنتمتع وحدة صومالية من جديد، ومن أجل هذا يجب أن تتقدم حكومتنا الكثير من المحاور وتقدم تنازلات من أجل لم الشمل.

3)الإهتمام بالقطاع التعليمي بشكل قوي ومختلف من اهتمامات الحكومات السابقة، ورفع الميزانية المخصصة للقطاع التعليمي من 15% ألى-على الأقل- 25%, لتتوفر فرص التعليم المجانية ولنحارب الأمية من جذورها, فقديما قال الشاعر الصومالي

      بني وطني إن البلاد فقيرة**بفقد رجال العلم والعلم نير.

     أنادي بإنشاء المدارس ليتني**أرى بذرة الآمال تنموا وتثمر.

4)المحاربة على الفساد بشكل كامل والقضاء على الفوضى الإداري, والمحاسبة سنويا ومتابعة الميزانية الحكومية.

5)تطوير القطاع الصحي وبناء المستشفيات العامة المتطورة تكنولوجيا وطبيا، وترميم كل المراكز العامة للدولة من جديد.

6)الدراسة السياسية القوية والتي تعم بشكل كامل خارج البلد وداخله، والحفاط على وحدة الأمة وتقارب الولايات المختلفة في البلد.

     ففي نهاية رسالتي المفتوحة يا سيدي الرئيس- أقول وأنا أرجو أن تصل رسالتي :-

“لقد صرت أملا لأمة فقدت الأمل، وضاعت منها الوطنية . ناديت لهم بأمن وسلام فلبوا نداءك، وقد رشحوك لتسير تاجا فوق رؤوسهم يعيد لهم الكرامة والعزة.

 قد رشحوك لأمر لو فطنت به***فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل.

زر الذهاب إلى الأعلى