الولايات الفدرالية في الصومال (3)

أولا: ولاية جنوب غرب الصومال-

 ولاية ج. غ. الصومال تضم أغنى أقاليم البلاد ثروة، وأكبرها مساحة، وأكثرها تعدادا للسكان،  وأسرعها من حيث النمو السكاني.  

تتكون الولاية من  محافظتي باي وبكول،  أكبر التجمعات السكانية  البدوية والحضرية في الصومال، وشبيلي السفلى التي تمتاز  بثروات زراعة وحيوانية وسمكية هائلة .

تكمن أهمية ولاية ج. غ. الصومال  في أنها:

  1. تطل على المحيط الهندي ثالث محيطات العالم من حيث المساحة بعد المحيطين الهادئ والأطلسي، وأحد أهم الطرق التجارية قديما وحديثا، والغني بالأسماك والمحاريات
  2. لديها عدد من حقول النفط والغاز  التي لم تكتشف بعد
  3. يمر بها  نهر شبيلي ثاني أكبر الأنهار في الصومال وأحد أهم مصادر مياه الري لمئات من مزارع الموز والخضروات والغلات الزراعية الاخرى والتي كانت ولا تزال تمثل شريان حياة الاقتصاد الصومالي. 
  4. علاوة على ذلك تنفرد محافظتا باي وبكول بثروات طبيعية ناذرة مثل اليورانيوم،  والقصدير،  والاحجار الثمينة التي تم اكتشافها من خلال عملية مسح معلوماتي شامل نفذتها حكومة سياد بري في الثمانينات من القرن الماضي.
  5. ووفقا لاحصائيات  محلية لا تكفي موارد منطقة ج.غ.الصومال  لسد احتياجات سكان الولاية، ونقلها الى مصافي الدول الغنية فحسب،  وانما تشكل أيضا  مصدر الدخل الرئيسي للحكومة الاتحادية.

 على الرغم من هذه الاهمية التي تمثلها  ولاية ج. غ. الصومال اقتصاديا وجيوسياسيا، كانت ولا تزال من أشد المناطق الصومالية فقرا ، وأكثرها اعتمادا على المعونات الانسانية ، وأكثرها تعرضا لكوارث الجفاف،  والمجاعة ، والصراعات القبلية ما أودى بحياة آلاف من أبنائها خلال  الأعوام الماضية، وصار اسمها مرادفا  للفقر،  والعوز ، ومصدرا للشقاء والبؤس، ونموذجا للفشل الإداري والأمني .

والسبب يعزى إلى عاملين  لعبا دورا كبيرا في تحويل المنطقة من أغنى  المناطق الصومالية بالموارد الطبيعية الى الأكثر المناطق تخلفا، وهما:

  1. ضعف  القيادة، وغياب الرؤية والاستراتيجية: كان قرار الاقليم منذ استقلال الصومال من الاستعمار الايطالي عام 1960  في أيدي فئة قليلة تفتقر الى الإرادة الحقيقية، والشعور بالمسؤلية، والنظرة الثاقبة تؤهلها لقيادة الاقليم وتمكن سكانه من الاستغلال بموارده  من اجل تحقيق الاكتفاء الذاتي والاستغناء عن الدعم الخارجي ، فبدلا من الاهتمام بتنمية القطاعات الانتاجية ورفع مستوى وعي المواطنين وحثهم على العمل والانتاج كانت  اهتمامات قيادة الولاية قديما وحديثا مرتكزة فقط على  ابراز دورها في الحكومة المركزية وتوريط نفسها في صراعات سياسية لا نهاية لها  
  2. ضعف مشاركة المجتمع المدني وقلة مساهماته في بناء مستقل الولاية السياسي والاقتصادي والاجتماعي، لا يوجد في الولاية منظمات مدنية قوية تقوم بالمهام التقليدية للمنظمات غير الحكومة ، مثل المساهمة  في العملية التنموية من خلال تقوية وتمكين المجتمعات المحلية، والمشاركة في   التخطيط الاستراتيجي وصياغة البرامج التنموية وتنفيذها وتوسيع المشاركة الشعبية فيها، ورسم السياسات والخطط العامة على المستويين الوطني والمحلي، والقيام بعمليات الرصد والمراقبة والحصول على المعلومات وتطوير الاطر القانونية، وتأسيس مراكز البحوث وتقديم الأستشارات والرؤى وأجراء المسوحات الميدانية وتحليلها وتقديمها لصناع القرار واصحاب النفوذ.

عبد الرحمن عبدي

كاتب وصحفي صومالي
زر الذهاب إلى الأعلى