3 فئات يجب أن تتكاتف لإنجاح مهام الرئيس الجديد

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين القائل {وتلك الأيام نداولها بين الناس} والصلاة السلام على سولنا الأمين القائل {خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُم وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عليكم } وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.أما بعد.

طلع البدر  علينا، وأشرقت البلاد بنور ربها، وتلألأ البرق لأمتنا، وجاء النصر المنتظر طوال ردح من الزمن، هكذا نتفاءل ونأمل ولانزكي على الله أحد، فالمهرجانات والإحتفالات التي اقامها الشعب الصومالي  خلال الأيام الماضية في ربوع البلاد  ابتهاجا بالتغيير الحاصل في بلادهم، أمر عفوي جاء بشكل غير طبيعي ونرجو من الله أن يشكل نقطة تحول في مسقبل الأمة الصومالية ، نزل الشعب الى الشوراع والميادين  تفاؤلا بالرئيس الجديد، لأنهم كانو يرونه قويا أمينا، حاملا هموم الأمه، شجاعا  غير خائف من الأعداء.

يجب على الشعب عدم الاكتفاء بالترحيب واقامة الاحتفالات،  بل يجب أن تقف إلى جانبه وبكل ما آتاها الله من قوة الفكر والعقل، والدعم المالي، والنصيحة الصادقة، وإصغاء الآذان والطاعة، كي تجري الأمور في مجراها الصحيح، ومما لاشك فيه أن الشعب إذا ستمر على هذا الحماس ويصبر عليه ، ويصنع هدفا لوصول مقصده لايستطيع أي عدو أن يصد عن إسترجاع كرامته ووصول هدفه المنشود والأمن والرخاء.

وبعد انتهاء الاحتفالات والتهاني والدعاء للرئيس والشكر للبرلمان الذي إختاره، يجب أن نطرح تساؤلات كثيرة حول كيفية العمل مع الرئيس الجديد وحكومته، والتفاعل معه كي ينجح ويتجاوز  كل العقبات التي تقف أمامه، وكيف نستفيد عن هذه الثورة الشعبية الساحقة ؟ 

كي نتمكن من الاستثمار في هذه الثورة المباركة والحماس الوطني لشعبنا الحبيب؛ وكي يستمر الشعب في الاحتفاظ بالعاطفة الوطنية الجياشة  إلى أن يحقق هدفه المنشود ومقصده النبيل لابد أن تتفاعل ثلاث فئات من طبقات أمتنا العظيمة،وأن تكون بينهم علاقة وطيدة كي يأخذ كل منهم دوره ويتحمل مسؤوليته ازاء الوطن وهذا يؤدي  في نهاية المطاف إلى ظهور قيادة ماهرة نسلك خلفها ونضحي من أجل برنامجها  حتى يحقق البلاد مزيدا من الرقي والتقدم.

  • الطبقة الأولى:  الحكومة التي يرأسها فخامة الرئيس محمد عبد الله فرماجو، ودورها لا يسع المجال لذكره ، منها تعزيز العلاقات بين المؤسسات الحكومية وارساء قواعد العدل والأمانة، وإتاحة الفرص للناصحين والتشاور معهم وتفعيل مشاريع اقتصادية تساهم في تحسين الظروف المعيشية للمواطننين،  ورفع مستواهم التعليمي والثقافي ، بالإضافة إلى أن تبتعد  قدر الامكان عن استخدام القوة لفرض سلطتها على الشعب .
  • الطبقة الثانية: الصحافة الصومالية،ودورها يتمثل في أن تقدم للأمة برامج مفيدة، ونقاشات هادفة لا تنكأ الجراح الذي يكاد يندمل،  وتنير للأمة طريقها نحو الرقي والإزدهار  يشارك فيها أصحاب الفكر والعقول المتقدة، وأن تكشف للشعب زيغ الأفكار الهدامة، وكيد الأعداء المتربصين  لهم، وأن تنقل الأخبار الإيجابية ليعلم العالم أن الصومال بدأت تستعيد عافيتها وتخطو بخطوات جادة نحو التقدم والتطور، وأنه لن يكون بعد هذا العام اسمها ضمن قائمة الدول الفاشلة أو الدول الهشة التي يعشش في مؤسساتها الفساد والمحسوبية. بل سيكون اسمها في قائمة الدول  النزيهة  والمتمتعة بالمؤسسات القوية التي تخدم لمصالح الشعب لا لمصلحة الحاكم.  يجب على الإعلام الصومالي أن يكون حذرا في نقل الأخبار التي تبعث في نفوس الشعب التشاؤم وأن يتم الحديث عن أخطاء الحكومة وتقصريها بطرق حضارية بعيدا عن التشهير والتلفيق المختلق، والاتهامات الباطلة- مع تأكيدنا بمبدأ حرية الراي والتعبير- وتصوير القضية بأنها كارثية، ويجب أيضا أن يكون النقد الموجه للمسؤولين نقدا يبني ولا يهدم. كما ينبغي أن تعطي الصحافة مجالا رحبا للعلماء والخبراء في مجال السياسة ليخاطبوا الناس ويعطوهم التوجيات المفيدة في المجالات كافة.
  • الطبقة الثالثة: العلماء والمثقفون  والسياسيون الذين خاضوا قبله في هذا الميدان، ودرهم أن يتعاونوا في سبيل خدمة هذا البلد وأن يكونو  سندا قويا للحكومة وأن يبدوا لها الإخلاص والصداقة، وأن يخاطبوا أمتهم  بكل أمانة في مجالات التنمية، لأن التطور يأتي من ناحيتين  الأولى من حيث الفكر والعلم وهذا دور العلماء والمثقفين والناحية الثانية من حيث المادي وتلك مسؤولية تقع على عاتق الدولة، وأن يكثروا في إستخدام وسائل الإعلام المرئية والمقروءة لنقل افكارهم وارائهم الى الأمة لأننا نحن في عصر الإعلام الرقمي، وعصر وسائل التواصل الاجتماعي.   
زر الذهاب إلى الأعلى