من يتحمل مسؤولية الحرائق في الأسواق بمقديشو؟

في الآونة الأخيرة شهدت عدد من الاسواق في مقديشو حوادث حريق  متتالية سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة تهدد أرواح مئات من المواطنيين وممتلكاتهم.

فقد عشرات من التجار الصوماليين ولاسيما الصغار منهم، صباح اليوم الاثنين ممتلكات تقدر بملايين الدولارات جراء حريق نشب في سوق بكارى أكبر الأسواق  التجارية في البلاد.

 ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها هذا السوق للحرائق فقد تكررت طيلة السنوات الماضية جراء حدوث تماس كهربائي اسفرت عن خسائر مادية كبيرة دون أن تعير الحكومة والأجهزة المعنية بسلامة المواطنيين لهذه  الحوادث أي اهتمام ولم تتخذ جميع الاجراء ات اللازمة والكفيلة لمنع تكرارها في المستقبل.

التهم الحريق الذي اندلع صباح يوم الأثنين في سوق بكارا عددا كبيرا من المحلات التجارية في السوق بعد أن عجزت سيارات الإطفاء من إخماده بسبب ضيق الشوارع المؤدية إلي مكان الحريق وقلة امكانيات رجال الأطفاء والفوضى التي كانت تشهد السوق بعد نشوب الحريق.

ليس هذه الحريق الأولى من نوعه  في عموم العاصمة مقديشو ، لقد شهدت العاصمة ومناطق اخرى في البلاد حالات حريق مماثلة.  في الشهر الجاري وحدها اندلعت حرائق كبيرة في ثلاثة أسواق بالعاصمة  حولت عشرات من التجار إلى فقراء بعد فقدوا أموالهم نتيجة الحرائق وعلى مرآى ومسمع الأجهرة الأمنية المسؤولة عن حماية  المواطنيين .

ونظرا لخطورة الحرائق على الأرواح واقتصاد البلاد المدمر ة أصلا يجب على الحكومة أن تعيد النظر إلى سياساتها تجاه هذه الحوادث المتكررة قبل أن تستفحل وتصير ظاهرة يصعب معالجتها وينبغي إعادة بناء جهاز الحماية المدينة أو  الدفاع  المدني وتأهيل رجال الإطفاء ورفع مستوى خبراتهم بالاضافة إلى الارتقاء بوعي كافة أفراد المجتمع حيال قضية السلامة من الحرائق  وتدريبهم وتوعيتهم على ما ينبعي فعله عند حدوث أي طارئ.

كما يجب تطبيق مجموعة من التدابير والاجراءات الوقائية للحيلولة دون وقوع حوادث الحريق أو تقليل مخاطرها على الممتلكات العامة والخاصة وحماية المدنيين وتأميين سلامتهم.

 فالبلدية ورئيسها يوسف جمعالي تتحمل جزءا كبيرا من  مسؤولية  حماية سلامة المواطنيين وممتلكاتهم، لأن من مهامها تنظيم الأسواق واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة بالاشتراك مع الجهات المعنية لدرء وقوع الحرائق وإطفائها وإنشاء الملاجئ العامة لتسهل عملية الاخلاء والاجلاء كما كان يجب أن تقوم الدولة بتخصيص ميزانية للبلدية من أجل التطور وتحسين مظاهر الأسواق وتطوير البنية التحتية فيها والتوفير لها جميع التقنيات المطلوبة للوقاية من الحرائق.

زر الذهاب إلى الأعلى