مستقبل تنظيم أهل السنة والجماعة في الأقاليم الوسطي بعد زيارة شاكر لمقديشو

وصل الي العاصمة مقديشو اليوم  محمد شاكر رئيس تنظيم أهل السنة الذي يسيطر علي اجزاء من الأقاليم الوسطي بدعوة رسمية من الرئيس محمد فرماجو للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس يوم غد الأربعاء.

تأتي زيارة محمد شاكر في سياق دعوات مماثلة وجهت لجميع رؤساء الولايات الصومالية للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس ولكن زيارته تختلف عن زيارة الرؤساء الآخرين من حيث التوقيت والمضمون لسببين:

أولا، ليست جماعة أهل السنة زعم حضورها القوي سياسيا وعسكريا في الأقاليم الوسطي إدارة سياسية معترف بها من قبل الحكومة الفدرالية كشريك في تقرير القرارات المصيرية في البلاد مثل الولايات الأخرى، بل هي جزء لا يتجزأ من ولاية جلمدغ، وهو ما يعطي مؤشرا قويا بأن الرئيس محمد فرماجو لن يقلل تأثير أي جهة صومالية ومستعد باشراكها في العملية السياسية في الفترة القادمة وإن كانت لا تحظي بالاعتراف الرسمي من الحكومة ككيان له شرعية دستورية، ما يمهد الطريق لإنهاء نزاعات مماثلة أو اقل حدة في مناطق اخرى علي طول وعرض الأرضي الصومالية.

ثانيا، اتسمت العلاقة بين جماعة أهل السنة والحكومة الفدرالية بالمتوترة في ظل حكم الرئيس السابق حسن شيخ محمود، وفشلت جميع الجهود والإتفاقات التي وقعت بين الطرفين في دمج الجماعة مع حكومة ولاية جلمدغ سياسيا وعسكريا بل تطورت الخلافات بين ولاية جلمدغ وجماخعة اهل السنة الي مواجة مسلحة أودت بحياة عشرات المدنيين في مدينة طوسمريب، تلتها اتهامات متبادلة ومقاطعة تامة بين الطرفين، الزيارة الحالية لرئيس الجماعة الي مقديشو تدلل علي تقارب بين الحكومة الفدرالية وجماعة أهل السنة، وأن الفترة القادمة حافلة بمفاجأت قد تعيد المياة الي مجاريها الطبيعية بالاضافة الي أن السياسات الخاطئة للحكومة السابقة هي التي قطعت الطريق أمام الجهود الداخلية لحل هذا الملف تحقيقا لمصالح فئوية.

تغير مواقف جماعة أهل السنة لم تكن بالمفاجئة، وقد اصدرت الجماعة بيانا بعد انتخاب الرئيس محمد فرماجو عبرت فيه عن ترحيبها لانتخابه، وتأييدها للحكومة القادمة، ويري المراقبون في الشأن الصومالي أن الخلاف بين الجماعة والحكومة السابقة كان امتدادا للنزاع بين الجماعة وولاية جلمذغ حول توزيع الثروة والسلطة في الأقاليم الوسطي، وأن أي تقارب بين الحكومة الفدرالية والجماعة لن يغير شيئا علي ارض الواقع بل يمكن ان يؤدي الي تفاقم الازمة ما لم تطرح الحكومة الفدرالية حلولا عملية قد تقنع الطرفين بطي صفحة الخلافات وتشكيل إدارة موحدة لولاية جلمدغ.

الدعوة الرمزية التي وجهها الرئيس محمد فرماجو لرئيس جماعة اهل السنة في الأقاليم الوسطي للمشاركة في حفل تنصيبه يمكن اعتبارها محاولة لتنقية الأجواء لوساطة ستقوم بها الحكومة الفدرالية في الفترة القادمة لتقريب وجهات النظر بين جماعة اهل السنة وولاية جلمذغ لان الجماعة هي آخر جماعة صومالية تدّعي بالشرعية في خارج اطار الحكومة الفدرالية وحكومات الولايات الإقليمة، واستيعابها في ادارة جلمذغ في اسرع وقت ممكن يقوي شرعية الرئيس محمد فرماجو وحكومته ويضاعف التأييد الشعبي التي يحظي به حاليا.

ومن ناحية الجماعة، فان التغيير الذي حدث في رأس هرم السلطة والذي ازاح عن السلطة حليف عدوها اللدود عبدالكريم جوليد يعطيها الفرصة المناسبة للخروج من عزلتها والمشاركة بقوة في مراكز صنع القرار في البلاد سواء في الحكومة الفدرالية أو حكومة ولاية جلمدغ بشرط التخلي عن السلاح والشروط التعجيزية، وابداء المرونة في أي مفاوضات مستقبلية مع الحكومة الفدرالية أو حكومة ولاية جلمذغ اعلاءا للمصالح الوطنية علي المصالح الشخصية أو الفئوية وانجاحا للجهود الوطنية والدولية الهادفة الي اجراء انتخابات مباشرة في الصومال في ٢٠٢١م، بعد انتهاء فترة ولاية الحكومة التي سيتشكلها الرئيس محمد فرماجو.

زر الذهاب إلى الأعلى