صديقي حسن شيخ محمود .. أنت تستحق التهنئة

في اثناء إلقاء كلمته في حفل تنصيب الرئيس محمد فرماجو، قال رئيس الوزراء الإثيوبي مخاطبا للرئيس السابق “صديقي حسن شيخ محمود.. أنت تستحق التهنئة”.. وعند قرأة تلك الكلمات في سياقها فهي تعبر عن مدى سعادة هيلامريم ديسالغيه بالطريقة التي ادارها حسن شيخ محمود الصومال في السنوات الأربع الماضية والتي افرزت الرئيس المحتفل بتسلمه قيادة البلاد بعد انتخابات رئاسية اتسمت قدرا من النزاهة.

ولكن من جهة أخرى لغته الجسديه لحظة النطق بالكلمات موضع النقاش تعطي انطباعا بأنها تعزز تصريحا سابقا لرئيس الوزراء الإثيوبي قبل أيام من الانتخابات الصومالية حين قال إن حكومته تفضل عودة الرئيس حسن شيخ محمود الي الحكم، وبالتالي فإن السبب الحقيقي وراء تهنئة هيلامريم للرئيس السابق هي نفس السبب التي فضلها هو من باقي المرشحين في الانتخابات الرئاسية الماضية.

ومهما كان قصد هيلامريم من هذه الكلمات، اسمحوا لي ان استعير تلك الكلمات منه، لاقول :صديقي حسن، أنت تستحق التهنئة والإشادة، وهي تهنئة ليست لها علاقة مع اطماع ومصالح إثيوبيا، بقدر ما هي تهنئة من مواطن صومالي انتقد سياساتك في السنوات الأخيرة من حكمك لأسباب يدعي أنها وطنية.

وهو انتقاد ومعارضة من شخص كان يري أنك خرقت العَقد الذي بينك كراع ومسؤول وبينه كرعية، وهو عقد متبادل، حيث تعهدت منذ توليك منصب رئيس الصومال من هذا المواطن ورفاقه بالعمل بكل ما في وسعك لتحسين الوضع الأمني والإقتصادي في البلاد، وان تحكم العدل والمساواة بينهم، مقابل المساندة في تأدية واجبك بالأفعال والأقوال من قبل هذا المواطن ورفاقه.

ولكن للأسف الشديد بعد شهور من توليك بهذا المنصب تحولت من رئيس للصوماليين قاطبة الي رئيس لمجموعة دينية تسمي بالدم الجديد وحلفائهم، وادخلت نفسك في معارك صفرية مع اعضاء البرلمان الصومالي تحقيقا لرغبات مجموعتك، ولم تدخر جهدا لافشال حكومات تعج بوزراء مهنيين لذات الأسباب التي ذكرتها، ناسيا أو متناسيا بنود العٓقد الذي بينك وبين المواطنين.

سعادة الرئيس حسن شيخ محمود بدأت فترة ولايتك بحروب لا طائلة منها شاركت فيها القوات الحكومية في اكثر من إقليم في البلاد،بالاضافة الي خلق خلافات ونزاعات بين الحكومة الفدرالية وولايتي جوبا وبنت لاند حول تشكيل الأخيرة ، حسب رأيي كانت كل هذه الحروب والعراقيل من صنع أو تحريض مجموعة تربطها مصالح مع القصر الرئاسي .

سعادة الرئيس، في فترة حكمك خرقت أهم بند من بنود العَقد بينك وبين المواطنين، بتقاعسك عن محاسبة شخصيات من إدارتك سرقت أو وفرت الغطاء لسرقة أموال الشعب، وهي أموال يحتاج الي هذا المواطن ورفاقه من افراد القوات المسلحة والشرطة لشراء ما يسد رمقهم ورمق عائلاتهم، بينما ذهبت تلك الأموال الي جيوب بعض التجار الطامعين الي الثراء السريع.

ومع ذلك، صديقي حسن، أنت تستحق التهنئة لأنك قدت البلاد في فترة حرجة، وبوجود شركاء اقوياء ينازعونك في اخذ القرارات السيادية، ومجتمع دولي وقوي إقليمية  تقدم مصالحها علي مصالح الصومال، وحققت نجاحات في إدارة الملف الانتخابي والإجراءات الطويلة والشاقة المؤدية الي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

سعادة الرئيس، أنت تستحق التهنئة لأنك أوصلت البلاد الي مرحلة اتاحت لأعضاء البرلمان بانتخاب رئيس يحظي بتأييد الشعب، واحتفلت ابتهاجا لانتخابه كل المدن والقري الصومالية بما فيها المناطق ذات الاغلبية الصومالية في إثيوبيا وكينيا، وقبلت الهزيمة بروح رياضية.

صديقي حسن، أنت تستحق التهنية لأنك بطل صورة جمعت بين ثلاثة رؤساء صوماليين تصدرت عناوين الصحف العالمية ومواقع التواصل الإجتماعي، وابهرت العالم كله الي أن اصبح الصومال  مثلا يضرب في ديمقرطيات الدول الخارجة من وحل الحروب الأهلية، واتمني لك حياة سعيدة خارج أسوار فيلا صوماليا، كما تمنيت لسلفك الرئيس شريف شيخ أحمد من قبل.

محمد إبراهيم عبدي

كاتب صومالي
زر الذهاب إلى الأعلى