تفجير كاوا-غذوي الدامي… دلالات التوقيت والمكان

لقي أكثر من 30  شخصا مصرعهم وأصيب أكثر من40 آخرين في انفجار يعتقد أنه ناجم عن سيارة مفخخة  كانت في سوق شعبي بمقديشو  في   واحدة من الهجمات الارهابية الأشد دموية  التي تشهدها الصومال منذ عدة سنوات.

 فاجأ هذا الحادث المحللين والمراقبين بتوقيته والمكان الذي وقع فيه، لم  يترقب الجميع وقوع مثل هذا الانفجار في حي شعبي بعيد عن المنشآت الحكومية ، والفنادق ، والأماكن التي يترددها عادة المسؤولون  والموظفون العاملون في السلك الحكومي، ليحصد أرواح عشرات من المدينين.

كما أن التفجير فاجأ الجميع بتزامنه في وقت تتواصل الاحتفالات بمناسبة انتخاب محمد عبد الله المصنف ضمن القيادات السياسية التي لا ترتبط بالقوى الخارجية والمطالبة بتحديد جدول زمني لانسحاب بعثة الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام من الصومال  رئيسا للبلاد.

لما شكل الحادث مفاجأة لو استهدف فنادق في شارع مكة المكرمة أو القريبة من القصر الرئاسي وسط مقديشو  لأنها كانت ولا تزال تعد هدفا معروفا لحركة “الشباب”، لكن أن يقع حي كاوا- غذي في الطرف الجنوبي للعاصمة مقديشو وعلى بعد حوالي 9 كليومترات من وسط المدينة وهو حي شعبي من  افقر الأحياء في العاصمة، وغالبية سكانه كادحون لا علاقة لهم بالسياسة ولا بالصراعات بين الحكومة التنظيمان الارهابية، أمر يدل على مؤشر خطير ومنحى جديد للعنف، وتغير في اسلوب قتال تنظيم “الشباب” فرع القاعدة في الصومال  أو تنظيم داعش.

لم تعلن حتى هذه اللحظة اي جهة  مسؤوليتها عن الحادث، الا أنه يحمل بصمات” داعش” رغم حدوثه بعد ساعات من اطلاق  تنظيم الشباب تحذيرا للمدينين وعلى لسان  حسن علي يعقوب أحد أبرز المسؤولين في التنظيم من مغبة تأييدهم للرئيس الجديد محمد عبد الله فرماجو.. وأكد المسؤول على مواصلة هجماتهم ضد الرئيس فرماجو وتكثيفها، متهما الرئيس بالعمالة والعمل لمصلحة الولايات المتحدة.

في كل الأحوال يعد هجوم سوق كاوا -غذي- بغض النظر عن من يقف ورائه- تحول جديد في استراتيجية الحرب لدى المجموعات الاسلامية المسلحة، تنظيم “داعش” وحركة ” الشباب” يتمثل في الانتقال من  اسلوب الهجمات الانتحارية التي تستهدف فقط المواقع الحكومية والمنشآت  ذات العلاقة  إلى  أسلوب جديد يستهدف التجمات المدنية  أيضا، ونقل المعركة إلي المناطق الشعبية التي يقل فيها تأثير الحكومة بهدف توسيع رقعة المواجهات بينها والحكومة، ولإنهاك قوات الامن وتشتيت جهود السلطات الامنية بالاضافة الى الايقاع بين فرماجو الذي خطف منها الأضواء والشعب الذين خرجوا إلى الشوارع بعد انتخابه ابتهاجا، وخفض مستوى توقعاتهم بشأن عودة الأمن والاستقراء إلى البلاد قريبا وهذا سيؤثر بلاشك سلبا على شعبية الرئيس.

زر الذهاب إلى الأعلى