النزعة الإنسانية للقوات الإماراتية…عملياتها في اليمن والصومال نموذجا

 قال الكاتب أحمد الحوسني في مقال نشرته صحيفة الإتحاد:

في 6 مايو 1976 حدث تحول كبير على يد القائد المؤسس، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- طيب الله ثراه- بتوحيد هذه القوات، تحت اسم «القيادة العامة للقوات المسلحة» بقيادة واحدة وعلم وشعار واحد. وقائع كوسوفو، لا يمكن نسيانها كونها تعبر عن النزعة الإنسانية التي لا تجدها في الجيوش الأخرى. وكوسوفو، كانت مشهداً لأكبر كارثة إنسانية، تستدعي بناء مساكن لإيواء 15 ألف لاجئ. وقوات الإمارات هي القوة العربية الوحيدة التي عملت هناك في ظروف عسكرية وإنسانية لمرحلة ما بعد الحرب. وقد تجلت الصورة الإنسانية في قصة ولادة فاطمة على يد القابلة عائشة سلطان الظاهري في معسكر «كوكس» في ألبانيا التي سمتها «فاطمة» على اسم سمو الشيخة فاطمة- حفظها الله- عام 1999 وبعدها بـ12 عاماً زار وفد القوات المسلحة عائلة «فاطمة» في كوسوفو، وكان مشهد احتضان فاطمة لمولّدتها عائشة مؤثراً وعاطفياً، تدمع له العيون.

ثم المشاركة ضمن قوات التحالف العربي في (عاصفة الحزم) في مارس 2015 في اليمن خلال الحرب على «الحوثيين»، لتضع ضمن أعمالها الجانب الإنساني، وتستهدف إعادة الأمن والاستقرار إلى الدولة اليمنية من خلال إعادة الشرعية. وتعمل على زرع الأمل لإعادة الحياة في كل محافظة يتم تحريرها، كما في عدن والمدن المحررة الأخرى.

ونشير هنا، إلى قوات إغاثة الشعب الأفغاني (عملية رياح الخير)، ووجودها اللوجستي الذي يقوم بدعم أفغانستان على مستوى إنساني، وبناء المدارس وتطوير التعليم والصحة، وبحمد الله لم تنخرط قوات الإمارات هناك في أي مناوشات أو قتال، بل، نشاطها محصور في الأعمال الخيرية والإنسانية و«اللوجستية»، وهذا النشاط يبدو أنه لا يعجب بعض الدول الإقليمية التي ترى في هذه الأنشطة، إعاقة لمشروعاتها الطائفية، لاستثمار الفوضى. ووجود قوات الإمارات الهادئ الذي يخدم المجتمع الأفغاني ولم يحدث أن وجه بندقيته إلى الشعب الأفغاني، طوال مدة طويلة، أوجد شعبية وترحيباً بالقوات الإماراتية من غالبية الشعب هناك.

هذه الأعمال الإنسانية تجلت في أوجها بتضحيات أبناء الإمارات أخيراً عقب التفجير الإرهابي، الذي وقع بمقر والي قندهار في أفغانستان الشهر الماضي، وأدى إلى استشهاد عدد من أبناء الإمارات، وإصابة بعضهم. في ذلك أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أنه «لن تؤثر أعمال إجرامية حاقدة تنتهج من الغدر والخيانة أسلوب حياتها من النيل من عزيمة أبناء الوطن، في مسيرة الخير والعطاء». والقوات المسلحة الإماراتية كما تسهم في حفظ الأمن والسلم والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي، فإنها تولي أهمية للجانب الإنساني في كل عملياتها العسكرية. هناك محطات لها وقع إنساني وتاريخي في مسيرة القوات المسلحة للإمارات مثل «عملية إعادة الأمل» في الصومال تحت مظلة الأمم المتحدة حيث حفر الآبار لتأمين المياه للقرى، والمستشفيات المتنقلة. وما إن عرفوا انتهاء المهمة، حتى طلبوا من قوات الإمارات البقاء هناك. وفي لبنان الجنوب حيث كانت الألغام المزروعة من إسرائيل تحصد أرواح الكبار، والأطفال، فتولت القوات المسلحة الإماراتية مهمة إزالتها، بينما إيران و«حزب الله» بعد ذلك زرعا، ألغاماً طائفية ومذهبية. فالنزعة الإنسانية لقواتنا المسلحة، مستمدة من روح قيادة الإمارات وشعبها، التي تمد يد العون إلى بقاع الأرض، دون تفرقة، ذلك تعبير صادق عن إنسانية الإسلام وعالميته.

زر الذهاب إلى الأعلى