الرئيس فرماجو.. تعيينات مؤقتة ذات دلالات سياسية

في أول يوم له في الحكم، بدأ الرئيس محمد فرماجو بوضع اللبنة الأولي لتشكيل فريق عمله، وعين شخصيات معظمها ليست جديدة في المسرح السياسي الصومالي مستشارين له، وقد شملت تلك التعيينات منصب المدير العام لمكتب الرئيس، ومستشار الرئيس للأمن القومي ومدير بروتكول القصر الرئاسي.

هذه التعيينات مؤقتة، ومع ذلك يمكن القرأة منها سياسات الرئيس في الفترة القادمة ومدي قدرته علي طرح وتنفيذ برامج سياسية وأمنية كفيلة لتجاوز العقبات الجمة التي تواجهها حكومته.

أولا، يعكس ما حدث اليوم مدي حرص الرئيس وفريقه علي الانتهاج بالشفافية في تعامله مع الرأي العام لأن التعيينات قد تم نشرها في الحسابات الرسمية للرئيس مقارنة مع التعيينات المماثلة في الفترات السابقة والتي لم تعلن رسميا بل تم تناقلها شفاهية الي ان أصبحت رسمية.

تمثل الدلالة الثانية أن الرئيس وفريقه يسعيان الي ترسيخ مبدأ الكفاءة يعني أن الكفاءة هي عنوان الفترة القادمة، وان عصر الولائات القبلية والفئوية كمعيار للتوظيف في المناصب الحكومية في طريقه الي الإنتهاء لأن الشخصيات التي حظيت ثقة الرئيس تتكون من شتي قبائل الصومال، بل أهم المناصب في تعيينات اليوم ذهب الي شخص ينحدر من القبائل غير المسلحة أو الأقل تسليحا وفقا للأدبيات التقليدية في تصنيف القبائل الصومالية، واسناده الي هذا المنصب جاء فقط تقديرا لأهليته لهذا المنصب، وهو ما يتوقعه كثير من الصوماليين في ظل حكم الرئيس محمد فرماجو.

والجدير بالإشارة إلي أن المسؤولين الذين تم تعينهم اليوم لديهم ملفات سياسية مهمة لا يمكن  الاستغناء عنها، فعلى سبيل الميثال يعد المدير العام لمكتب الرئيس  علي فقيه من أبرز الشخصيات المسؤولة عن ملف النزاع الحدود البحري بين الصومال وكينيا المنظور أمام محكمة العدل الدولية والذي نجاحه أو فشله سيؤثر ايجابا أو سلبا على شعبية الرئيس فرماجو، كما أن الرجل خبير في مجال العلاقات  مع الاتحاد الأوروبي أكبر المنظمات الدولية الداعمة للصومال،  في حين يمثل مستشار الرئيس للأمن القومي  الجديد حسين معلم محمود الصندق الأسود لملف الأمن، ولديه اطلاع واسع على حقيقة الوضع الأمني في البلاد.

وتأتي الدلالة الثالثة أن فوز الرئيس فرماجو فاجأته شخصيا وفريقه، ولم يكونوا متوقعين بهذا الفوز مثلما كان الحال مع جميع المراقبين في الشأن الصومالي، وبالتالي لم تكن في جعبتهم أسماء جاهزة لشغل المناصب في مكتبه ناهيك عن المناصب الأخرى خاصة منصب رئيس الوزاء الوزراء، وقد تستغرق من الرئيس جهدا كبيرا و فترة زمنية طويلة نسبيا لايجاد الشخص الانسب لشغل منصب رئيس الوزراء، والتأجيل في تعيين رئيس الوزراء قد يرسل رسائل سلبية الي الشعب، ويضعف حماس الشعب وتأييده الواسع للرئيس.

في كل الأحوال هذه التعيينات دليل ومؤشر قوي على الأهمية القصوي التي يوليها  الرئيس فرماجو  للفريق الرئاسي ومستشاريه وذلك لدورهم في توجيه سياساته وتعزيز علاقاته مع الشعب والعالم الخارجي، وتمثل محك اختبار لمدى قدرة الرئيس علي الاحتفاظ بحماس وتأييد الشعب له ولحكومته القادمة، فقد احدث ردود افعال سلبية من بعض الاعلاميين  والمحليين السياسيين، حيث بدأ بعضهم بتعبئة الرأي العام ضد التعيينات الأخيرة للرئيس معتبرين بعض المعينين بالموالين لدول أجنبية.

زر الذهاب إلى الأعلى