أطفال بلا آباء

لقد أقرت الحكومة السويدية ـ بعد جدل طويل ـ قانونا يبيح للمرأة أن تحمل بلا زواج، وهذا يعني أن المرأة غيرالمتزوجة لها حق على الحكومة أن تحصل لقاحا منويا مجانا، ويترتب على ذلك:

أولا: رواج البنوك المنوية في المستشفيات والعيادات.   

   ثانيا: اختيار المرأة لون الجنين، إن كانت تريد طفلا أصفر أو أحمر أو أسود أو أبيض سيحدده الطبيب على حسب الكائنات المنوية المخزونة لديه.

   ثالثا: سيوجد أجيال في المستقبل لا يعرف لهم آباء، وهذا يترتب عليه اشكالات كثيرة من اختلاط الأنساب، وفساد الأعراض، وزواج الرجل بنته، وزاج الأخ أخته…..

رابعا: ستنجب المرأة الساحقة أطفالا بلا أب وستربيهم على سلوكها.        

   خامسا: ستتحول الأجيال الناشئة راسخة في الأنانية، لأن الرجال إذا جُردوا عن مسئولية الأسرة سيكونون لا يهتمون إلا أنفسهم، ولا ينفقون أموالهم إلاعلى أنفسهم  بحيث يتخلون عن مسئوليتهم تجاه الأسرة وقوامتهم الشرعية والعاطفية، ويترتب على هذا تدمير البنية الأساسية للبشرية التي هي الأسرة.

سادسا: النساء لوحدهن سوف يتحملن مسئولية الأطفال عاطفيا وماليا وتربويا، وهذا ولا شك أنه سيخرج لنا أجيالنا مهلهلة التربية، مطموسة العاطفية. وكلما استقل كل واحد من الرجال والنساء بحياته، وابتعد كل واحد منهما عن الآخر سيكون في الأرض فساد عريض، وسيفقد كل من الرجال والنساء السكينة والطمأنينة.

سابعا: بعد استجواب عدد كبير من النساء وسؤالهن عن السبب الذي حملهن على هذا الدرب ذكرن عدة أسباب:

منها : أن العلاقة بين المرأة والرجل تغيرت في الغرب، إذ المرأة تنافس الرجل في جميع الميادين، تخرج من البيت في الصباح المبكر إلى عملها وتعود إلى البيت في المساء تماما كالرجل، ولها دخلها المالي الخاص بها فليست بحاجة إلى رجل يعولها، وأحيانا المرأة العازبة في الغرب تشعر الأنانية وأنها كل شيء. هذه الأسباب أتاحت لها فرصة أن تشطب عن قاموسها” طاعة زوج” إذ هي لا تريد طاعة زوج ترى أنها ندّه في القيادة، وبالتالي الشيء الوحيدة الذي تحتاجه المرأة عن الرجل هو عملية الإخصاب والإنجاب، ولذلك قررت أن تحصل الإنجاب بعيدا عن الزواج وعن الرجل.

  ومنها: شيوع الزنا وانتشارها، فكل من الرجال والنساء يقضي وطره من الجنس بكل وسيلة يريدها، فبدل أن تستبضع المرأة من الرجل في المراقص والبارات لتحصل منه حملا وهو لا يدري أو لم يفكر به، كما كانت العادة، فضلت أن تذهب إلى العيادات بدل البارات، وإلى المستشفيات بدل المراقص لتحصل ذرية.

منها: أن الأطفال لا يرجى منهم منفعة دنيوية – كالسابق- لأن آخرعهدهم بالوالدين يكون عند بلوغهم الرشد، وربما يلتقون معهم عند بعض المناسبات والاجازات.

منها: أن المرأة الغربية لا تجد اليوم وقتا كافيا للاتصال بالرجال، إذ غالبا ما تكون منهمكة في الدراسة والعمل فلا تفيق إلا وقد أشرفت على انقضاء طمثها وبالتالي تلجأ إلى تلقيح صناعي لتحصل طفلا واحدا!

هذه هي خلاصة ما يحمل هذا القانون في طيّاته، وما يترتب عليه من آثار مدمرة، إذ الطفل الذي لا يعرف والده البيلوجي معرض لأمراض نفسية واضطرابات سلوكية. والبشر إذا خرج على منهج الله ويتبع أهواءه  فإنه سيعيش بحياة ضنكة، وظروف صعبة، وتعاسة في الدنيا وعذابا في الآخرة، “ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر”

      

الدكتور يوسف أحمد

الشيح يوسف أحمد ... طالب في دراسة الدكتوارة. تخرجت كلية الدراسات الاسلامية بمقدشو عام 1989. إمام وخطيب بمسجد في السويد.
زر الذهاب إلى الأعلى