جواري وحيدغ….من سيفوز بمنصب رئيس مجلس الشعب؟

لا تفصلنا عن موعد انتخاب رئيس مجلس الشعب الحادي عشر من الشهر الجاري سوى أيام، في ظل توقعات بأن ينحصر التنافس في الدورة الثانية رغم إعلان عدد من النواب ترشحهم لهذا المنصب بين رئيس مجلس الشعب السابق محمد عثمان جواري ووزير الدولة لشؤون وزارة الداخلية النائب عبد الرشيد حيدغ.
محمد عثمان جواري
ولد في مدينة أفجوي عام 1945 تخرج  من الجامعة الوطنية الصومالية عام 1982 وحاصل على درجة الماجستير في الآداب وللسانس في الحقوق. شغل جواري مناصب عدة تشريعية وإدارية وسياسية في الحكومات السابقة، وأصبح عضوا بمجلس الشعب لبرلمان نظام سياد بري، كما شغل منصب وزير العمل والشؤون الاجتماعية، ووزير النقل الجوي والنقل البري لحكومة سياد بري في الفترة ما بين عام 1984م و 1990م.
وفي عام 1989م – 1990م كان عضوا في اللجنة الفنية السبعة التي كلفت بصياغة الدستور الذي اعتمد مؤقتا في أكتوبر عام 1990.
هاجر جواري إلى النرويج مباشرة بعد اندلاع الحرب الأهلية في الصومال عام 1991.
ومنذ عام 2008 ، عمل محمد عثمان جواري كمستشار لمشروع إعداد الدستور الصومالي من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وخلال الفترة ما بين عام 2011م وحتى عام 2012م شغل منصب رئيس لجنة الخبراء (اللجنة الإستشارية) المعنية بمراجعة مسودة الدستور الصومالي التشاورية (CDC).
في أغسطس عام 2012م أصبح عضوا في مجلس الشعب وانتخب 28 أغسطس من نفس العام كرئيس لمجلس الشعب الفيدرالي (الاتحادي) لجهورية الصومال.
عبد الرشيد محمد حيدق
ينحدر عبد الرشيد محمد حيدغ من عشيرة أوغادين – داروود. كان عضوا في تحالف وادي جوبا الذي كان يحكم اقاليم جوبا السفلى وجوبا العليا وجذو جنوب الصومال من الفترة ما بين عام 2001-2006 . وأصبح عام2004 عضوا في البرلمان الانتقالي ، وانتخب عام 2012 عضوا في البرلمان الفدرالي. كما شغل حيدغ مناصب عدة في الحكومة الاتحادية، منها نائب وزير الدفاع ووزير الدولة لشؤون الداخلية. وهو عضو في مجموعة “ليجز شمبر” في لندن وهي مجموعه من المحاميين تعمل في مجال المنازعات والقضايا المدنيه، التجاريه، الجنائيه، الهجره واللجوء ، قضايا الأسرة ، التحكيم ، وحماية العلامات التجارية.
أسباب الترشح
إن هناك عدة أسباب دفعت النائبين للترشح لمنصب رئيس مجلس الشعب، لكن السبب الرئيسي هو كون الاثنين جزء من صراع خفي بين مرشحين لمنصب رئيس الجمهورية، وهناك جهات سياسية تقف خلفهما وتحثهما على الترشح لهذا المنصب. فقد أعلن محمد عثمان جواري رئيس مجلس النواب السابق أمام الملأ وفي مؤتمر صحفي عقده بمقديشو،  الأربعاء  الماضي أنه ترشح لمنصب رئيس مجلس البرلمان بعد التشاور مع جهات أخرى واستجابة لدعوات كانت تطالب منه الترشح لهذا المنصب. أما عبد الرشيد حيدق شارك في السباق نحو رئاسة مجلس الشعب بحسب معلومات شبه مؤكدة  بعد حصوله على ضوء أخضر من جهات سياسية قوية تقف خلفه، ووعدت له بالدعم السياسي والمالي، تفاديا تكرار ما حدث له في انتخابات عام 2012 عندما خسر في الجولة الأولى بسبب غياب السند السياسي.
الجهات التي تقف وراء المرشحين
وفق مصادر مطلعة أن ترشحهما لمنصب رئيس مجلس الشعب يأتي في اطار صراع خفي بين الرئيس الحالي والمرشح الرئاسي حسن شيخ محمود ورئيس إدارة جنوب غرب الصومال والمرشح الرئاسي شريف حسن على أصوات النوات المنحدرين من جنوب غرب الصومال، حيث يسعى كل طرف إلى تقليص فرص الطرف  الآخر بالفوز بالانتخابات الرئاسية.
سعى المرشح الرئاسي شريف حسن الذي ينتمي الى عشيرة دغل وميرفلي الى منع أي سياسي ينحدر من نفس العشيرة للترشح منصب رئيس مجلس الشعب خوفا من أن يؤثر ذلك سلبا على فرصه في الفوز بالانتخابات الرئاسية وبالتالي تؤكد المصادر على أنه نجح في أقناع عبد الرشيد حيدغ بالترشح وتعهد له بأصوات ممثلي اقليم جنوب غرب الصومال في البرلمان الاتحادي والبالغ عددهم حوالي 77 نائبا من أصل 329 نائبا من مجموع نواب مجلسي البرلمان، مجلس الشيوخ ومجلس الشعب.
وفي المقابل يحرص المرشح الرئاسي حسن شيخ محمود على أن يفوز منصب رئيس مجلس الشعب بشخصية من جنوب غرب الصومال وهذا يعني مباشرة حرمان شريف حسن من الظفر بمنصب رئيس الجمهورية وعلى هذا الأساس أبرم صفقة مع محمد عثمان جواري لم تتضح معالمها بعد وأقنعه بالترشح لهذا المنصب وأن هذا المسعى جزء من خطة  شاملة للسيطرة على جميع المناصب السيادية للبلاد، حيث تم ترشيح شخصيات مقربة منه لمنصب رئاسة مجلس الشعب.
وهناك جهات أخرى تعمل وراء الكواليس وتدعم المرشحين، هناك معلومات تتحدث عن تنسيق بين محمد عثمان جواري ورئيس الوزراء والمرشح الرئاسي عمر عبد الرشيد شرماركي الذي ينتمي الي عشيرة عبد الرشيد حيدغ، لأنه إذا فاز الأخير بمنصب رئيس مجلس النواب لا شك أن هذا سيساهم في تقليل فرص فوز الأول بمنصب رئيس الجمهورية، ولا يمكن أن يتولى شخصان من عشيرة واحدة على منصبين من المناصب العليا الثلاثة في البلاد، رئاسة البرلمان، ورئاسة الجمهورية.
موقف إدارة جوبالاند
يتوقع أن يحصل عبد الرشيد حيدغ دعما قويا من رئيس إدارة جوبالاند أحمد اسلان مدوبي ونواب الإدارة في البرلمان الاتحادي وذلك لسبين:
السبب الأول: ترى جوبالاند أن البرلمان الاتحادي يمكن أن يشكل في المستقبل تحديا قويا لطموحات هذه الإدارة وأن لديها مخاوف من أن يكون سيفا بيد الحكومة الاتحادية مسلطا على رقبتها كما فعلت الحكومة السابقة حين أصدر البرلمان السابق قرارا بحل برلمان إدارة جوبالاند واعتباره غير شرعي .
السبب الثاني: عشيرة أوغادين التي تقطن على مناطق واسعة في الصومال وفي اقليم جوبالاند والدول المجاور إثيوبيا وكينيا ترى أن الحصة التي تحصلها من الحكومة الاتحادية ما هي الا مناصب وزارية لا تليق بوزنها وثقلها السياسي والسكاني داخل البلاد وفي الدول الجوار وأنها دائما ضحية لاتفاقيات بين العشائر الصومالية الكبرى حول تقاسم السلطة وبالتالي فمنصب رئيس مجلس النواب يشكل في الوقت الحالي بالنسبة لها فرصة ذهبية لرد الاعتبار لها وضمان صوت مؤثر داخل الحكومة الاتحادية يلعب دورا في الدفاع عن مصالحها.
حظوظ المرشحين
يرى كثيرون أن عبد الرشيد حيدغ أكثر المرشحين لمنصب رئيس مجلس النوب حظوظا في ضوء المعطيات على الأرض، أبرزها:
1- الدعم القوي الذي يحصل من إدارتي جوبالاند وجنوب غرب الصومال اللذان يشكل ممثليهما في البرلمان الاتحادي حوالي أكثر من ثلث أعضاء البرلمان
2- امكانية حصوله على دعم من نواب مؤيدة لبعض المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية مقابل دعمهم في الانتخابات الرئاسية
3- الاتجاه السائد في البرلمان الجديد نحو التغيير وعدم التجديد، وانتخاب دماء جديدة للمناصب العليا في الدولة.
لكن في المقابل يصف آخرون النائب محمد عثمان جواري بمنافس شرس،  بل يرون امكانية فوزه في الجولة الأولى وبأغلبية ساحقة، ولذلك لأمرين:
الأمر الأول الدعم الذي يحصل من النواب المؤيدة لكل من الرئيس الحالي والمرشح الرئاسي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء عمر عبد الرشيد شرماركي المدعوم من قبل رئيس إدارة بونت لاند عبد الولي محمد غاس، وعدد كبير من نواب إدارات غلمدغ وهيرشبيلي، وأغلبية نواب المنحدرين من الاقاليم الشمالية .
الأمر الثاني هناك نواب من جنوب غرب الصومال يرون أنه من الغباء السياسي اضاعة فرصة منصب رئيس مجلس الشعب في وقت كل المؤشرات تدل على أن حظوظ فوز شريف حسن بمنصب رئيس الجمهورية ضئيلة نظرا للإمكانيات التي يتمتع بها الرئيس الحالي حسن شيخ محمود.

زر الذهاب إلى الأعلى