بين الذكاء والدهاء في السياسة أشياء

السياسيون المحترمون عبر العالم المتمدن بمعنى الكلمة ، أصبحوا ينظرون للسياسة العامة المتبعة بالمملكة المغربية كونها عبارة عن رسوم متحركة، من إنتاج نفس الشركة ، المُدارة من نفس الفريق الطائع للأجرة السخية المُتَنَعِّمِ بها دون أدنى تعب أو أبطأ حركة ، إضافة لما يحظى به من مكانة عالية على امتداد تلك العقود مُبارَكَة ، انطلاقا من أواسط خمسينيات القرن الماضي مع تغيير طفيف مُلاحظ من سنوات أخيرة سيمثل لدى التاريخ المرحلة الأكثر نهبا لخيرات الشعب المغربي العظيم والأزيد “إلهاء” للعامة الناخبة بما أبِتُكِرَ على يده و لا يهمه من الحياة غير المال وكل ما إليه مال مستخلص بما لا يتخيله بال ليزداد حظه في هناك حيث “جنيف” توفر لثروته “ألاختفاء” و”باريس”لاستثماراته “الاحتماء” و “الرياض” لمتطلبات وخلفيات هروبه إليها “الإبقاء” أواخر أيامه خوفاً من انتباه المظلومين الذين لا حجاب بينهم والخالق القادر الذي حرَّم الظلم على نفسه ، لكن الطغاة دينهم على ملة المَتْروك لغي المنافقين وضعاف الضمائر حتى يوم القيامة .

… الفريق موزع (إن قصدنا الشرح) على فروع العليا والمتوسطة والصغرى، متلاحمة فيما بينها علة ما يبدو بواسطة دعم مادي قار، ومناسباتي حسب حضور الأحداث ، ومنها المُدَلَّلَة بلغة الخشيبات اعتباراً أن  توضيح الواضحات من المفضحات، واستحضاراً أن المعنيين يفهمون أننا فهمناهم ويتمادون في إخفاء الفهم ربحا للوقت الذي اتخذوه أفضل سلاح يدافعون به لإطالة عمرهم الذي أصبح صراحة لا يلائم المغرب والمغاربه في شيء مهما كانت قناعاتهم ومشاربهم الفكرية / السياسية وانتماءاتهم لمنطقة أو أحرى داخل تراب وطنهم الموحد ، ويعنون بالسلاح “النسيان” مخدر يحسبونه البَلْسَمَ الأقدر لمساعدتهم على البدء من الصفر كالعادة، رافعين شعار “الجديد” المشحون بالتجديد المُقارن بالإصلاح الطبيب المداوي لما تعمَّق في جسد حق هذه الأمة من جراح ، وما شبه ذلك من در الرماد على العيون لتعكير صفو التمعن بيسر في عمق الأشياء لاختيار الموقف المناسب دفاعا عن المنطق الشائع عنه أن الحُكام استوفوا كل التجارب ولم يحققوا غير انقراض ما كان يُنظر إليهم كفئران لا حول لهم ولا قوة، إلا الامتثال لأوامر نفس الفريق الذي أدار عقارب ساعة النماء والتطور صوب الخلف ليصبح المغرب في موقع لا يُحسد عليه وفي جميع المجالات حتى السياسية، وبعض الأحزاب خير دليل على ذلك، مفقودة أصبحت فيها المبادئ، ومنعدمة أيضا جدوى البرامج إن كانت لديها أصلا، كرة مٌعدة للتدحرج تتقاذفها (رغما عن أنفها) أرجل نفس الفريق فوق أرضية غير مهيأة للعبة كرة القدم السياسية ، بل مستنقع تحيا وسطه ضفادع حيوانية المذلة تشتكى امتداد أفاعي بشرية  صوبها، ليلتهم القوي الضعيف ويتعاظم المنكر وتتحلل كل مقومات الحياة الطبيعية وهذا شيء يحمِّل عشاق النضال الحق مسؤولية وواجب الدفاع الحضاري السلمي المستقيم القويم ليبقى المغرب كما يريد المغاربة حرا في قراراته مهما كان نوعها أو الاتجاه المراد فرض وجوده الطبيعي المشرف داخله. 

تقنية المشروع السياسي الجديد المهيأ أثناء فترات الاستراحة من عناء رحلة  ربطت طول فترتها الزمنية بالانتقال بين دول معلومة تقع في قارات ثلاث مقررة مسبقا كانت للتمويه وضرب أكثر من عصفور بفكرة واحدة، الإبقاء على نفس النهج إذ التحول عنه قد يأتي بالنتائج المعكوسة وبعدها ما لا يُحمَدُ عقباه، منح الدليل القاطع والبرهان الساطع أن البلاد مستقرة آمنة لن يتغير فيها أدنى شيء ، وبالتالي إظهار عجز لأَمْرٍ لا يُكْتَمَلُ إلا بمباشرة الغائب (بعامل الرحلة عن الساحة ) وبنفسه للإعراب المُشَكَّلِ بكل لون، أنه الرقم الصحيح في معادلة قائمة على رأس كل التوازنات بالمملكة المغربية ، أحب من أحب وكره مَن كره ، لكن وبالرغم من السرية المحيطة بها تقنية ذاك المشروع من طرف الفريق ذاته (المعني بما نكتب من الأول إلى النهاية) المشرف على تنفيذها لغاية الاكتمال خطوة خطوة ،مع التغلب على الجو المصطنع ،عن قصد ، إن انفلت لجام التحكم لطارئ قد يحصل ، بالرغم من ذلك لم يضع في حسبانه أن أقل المغاربة ذكي بالفطرة ، وأن تجربة الشعب المغربي الأصيل الأصل و الأصالة ، قائمة قبل ومع قيام المغرب كدولة وكيان ، توارث التاريخ محطات توقفها الشاملة المواقع والحضارات الإنسانية المتعاقبة والطاقات البشرية  التي ان آمنت بشيء اعتنقته وإن سخطت عليه نبذته ، وكذا الحال جيلا بعد جيل رواه بكل الطرق المعهودة إلى أن أوصله العلم المتخصص في المادة حيث وصل ، فما يحصل الآن إن حصرناه في عهد الملوك الثلاث ، محمد الخامس ، الحسن الثاني، محمد السادس لغاية سنة 2016، نكون مؤهلين كتجربة سياسية خضناها على أرض الواقع ليس للحديث فقط بل المقارنة بين ماضي عمَّرُه الملكين الراحلين الأول والثاني وبين ما هو قائم كحاضر مع الملك الحالي ، ولنا من الشجاعة الروحية والفكرية والأدبية ما نتحمله من مسؤولية خلق نموذج صادق غير مسبوق للتعبير عن الرأي المشبع بالمعلومات الحقيقية الموثوق من مصادرها فنشعر كأن الحق ينطِقُنا ونُخْرِصُ مَنْ يُنْطِقُهُ الباطل .(وللمقال صلة).

مصطفى منيغ

سفير السلا م العالمي
زر الذهاب إلى الأعلى