الهجوم علي فندق ديح… خلل أمني أم ورقة للتأثير علي الانتخابات الرئاسية ؟

هاجم مسلحون من حركة الشباب صباح اليوم علي فندق ديح بمقدشو، وبدأ الهجوم بانتحاري فجر نفسه البواب الرئيسية للفندق، اعقبه دخول عناصر من الحركة داخل الفندق، وسيطرته بالكامل.

وشرع المسلحون بقتل النزلاء في الفندق قبل ان تتدخل قوات من الحكومة الصومالية تمكنت من انهاء سيطرة المسلحين علي الفندق بعد اشتباكات بين الطرفين امتدت زهاء خمسة ساعات.

من المستهدف في الهجوم؟

تفيد المعلومات أن عددا كبير من وزراء حكومة ولاية جنوب غرب الصومال ووجهاء وشيوخ عشائر من الولاية كانوا يقطنون في الفندق في الأيام الأخيرة.وكان الفندق مركزا لهم لمتابعة التطورات في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الصومالية، وكان  مخططا اليوم عقد اجتماع موسع لوزراء وشيوخ عشائر من جنوب غرب الصومال بالاضافة الي نواب غرفتي العليا والسفلي للبرلمان الفدرالي للتباحث حول انتخاب رئيس الجمهورية.

ومن بين ضحايا الهجوم  اثنان من شيوخ عشائر من ولاية جنوب غرب الصومال الذين كانوا من ضمن ١٣٥ شيوخ عشائر شاركوا في اختيار اعضاء البرلمان الجديد وهم : ملاق ملبو ملاق اسحاق، و ملاق عبد الرشيد ملاق عبد السلام.وكان في الفندق لحظة الهجوم كل من وزير الداخلية بولاية جنوب غرب الصومال عبد الرحمن ستي ونائبه، ونواب من البرلمان الفدرالي المنحدرين من ولاية جنوب غرب الصومال.

ومن المعروف أن اصوات نواب ولاية جنوب غرب الصومال في البرلمان الاتحادي هو الفيصل لانتخاب رئيس الجمهورية المتوقع اجرائه قبل نهاية شهر يناير الجاري، ويعتقد ان اصواتهم هي التي رجحت كفة مرشح المعارضة عبدالولي مودي علي حساب مرشح مؤيدي الرئيس حسن شيخ محمود في انتخاب نائب رئيس البرلمان الفدرلي.

ويطمح رئيس ولاية جنوب غرب الصومال اللعب بدور اكبر في انتخاب رئيس الجمهورية بعد تبدد امله بالظفر بكرسي الرئاسة بسبب نظام المحاصصة القبلية اثر انتخاب محمد عثمان جواري المنحدر من نفس العشيرة رئيسا للبرلمان الفدرالي، ويمنع نظام المحاصصة القبلي تولي شخصين من نفس العشيرة رئاسة جهازي التنفيذي والتشريعي.

وهناك تكهنات من ان الهجوم علي فندق دايح رغم الدماء التي سالت ورائه اهداف سياسية تريد جهة ما للتأثير علي انتخاب رئيس الجمهورية لسببين:

أولا: يقع الفندق في منطقة محصنة تتمركز بالقرب منها قوات أمنية، ويصعب علي المهاجمين الوصول الي الفندق بسهولة بدون اختراق او تراخي أمني، خاصة اذا نظرنا ان الهجوم يقع بعد هجمات مماثلة في الفترات السابقة كان من المفترض ان تستخلص القوات الأمنية منها دروسا لمنع مثل الهجوم الأخير.

تانيا: الفندق المستهدق كان يسكنه نواب ووزراء وشيوخ عشائر من ولاية جنوب غرب الصومال، واصوات نواب جنوب غرب الصومال هي المرجحة لانتخاب رئيس الجمهورية، وهي كتلة موحدة ستصوت حسب توجيهات رئيس الولاية، والاخير صانع الرئيس الصومالي القادم حسب خبراء ومحللين سياسيين، وهو ما يدعم فرضية أن جهة ما سهلت الهجوم لمسلحي حركة الشباب علي الفندق للتأثير علي انتخاب رئيس الجمهورية.

زر الذهاب إلى الأعلى