المرشحون للإنتخابات الرئاسية الصومالية … احتمالات الفشل والنجاح (2)

فرص وحظوظ المرشحين-

أبدى الصريح عن الرغوة بعد انتهاء مدة التسجيل للمرشحين للانتخابات الرئاسية الصومالية التي استمرت من 26 إلى 29 يناير الجاري، وإعلان لجنة الانتخابات الرئاسية المكونة من 17 عضوا، أمس الأحد، عن القائمة النهائية لأسماء المشاركين في المارثون الانتخابي، وتأكيد رئيس اللجنة عبد الرحمن بيله في مؤتمر صحفي على اجراء الانتخابات في موعدها المحدد الثامن من فبراير المقبل دون أي تأجيل ليقطع الشك باليقين وليبدد مخاوف البعض من تأجيلها للمرة الخامسة.

تضم قائمة المرشحين التي أعلنتها لجنة الانتخابات 24 مرشحا من بينهم، الرئيس المنتهية ولايته حسن شيخ محمود، والرئيس السابق شيخ شريف شيخ أحمد، ورئيس الوزراء الحالي عمر عبد الرشيد، ورئيس الوزراء الأسبق محمد عبد الله فرماجو، ورجل الأعمال عبدالقادر عوسبلي، ووزير التخطيط السابق محمد سعيد ديني، وعمدة مدينة مقديشو السابق محمود ترسن، ووزير التخطيط والتعاون الدولي الأسبق عبد الرحمن عبد الشكور، والسياسي جبريل إبراهيم….

من الصعب التكهن حول من سيكون الرئيس الصومالي المقبل لكن لا نجاوز الحقيقة إذا قلنا إن المنافسة القوية ستنحصر بين خمسة مرشحين بارزين وهم، الرئيس المنتهية ولايته حسن شيخ محمود، والرئيس السابق شريف شيخ أحمد، ورئيس الوزراء الأسبق محمد فرماجو، ورئيس الوزراء الحالي عمر عبدالرشيد، والنائب عبد القادر عوسبلي، وأن الرؤية ستتضح أكثر خلال جلسة استماع نواب البرلمان بغرفتيه، “الشعب” “ و”الشيوخ” كلمات المرشحين والمقرر يوم الأربعاء المقبل.

أولا: حسن شيخ محمود

يتصدر  الرئيس المنتهية ولايته حتى الآن قائمة أبرز المرشحين حظوظا للفوز بالانتخابات الرئاسية وذلك للأسباب التالية:

1-  يتمتع  الرئيس المنتهية ولايته حسن شيخ محمود بفريق مشهود له بالولاء التنظيمي يدير سياساته وحملته الانتخابية، وهذا الفريق يتمتع بكفاءة عالية في كسب الأشخاص واغرائهم بالمال أو المناصب مستفيدا من الخبرة التي اكتسبها خلال انتخابات رئيسي إدارة جلمدغ وهيرشبيلي.

2- المال السياسي هو ما يتفوق به المرشح الرئاسي حسن شيخ عن غيره من المرشحين. استثمر الرجل خلال الفترة التي تربع على كرسي الرئاسي لصالح حملته الانتخابية واستعد بشكل جيد لمثل هذا الحدث، ولديه امكانيات هائلة لأدارة حملته،  وله علاقات واسعة مع أهم وسائل الاعلام المرئية والمسموعة في البلاد، والمواقع الاخبارية، بل أن هناك معلومات تتحدث عن عقد صفقات مع منظمات عالمية لتحسين صورته في الداخل والخارج.

وبالنسبة لمؤيدي المرشح الرئاسي حسن شيخ كل شيئ مستقر في قوالب جامدة وفي صناديق محتومة وإعادة انتخابه مسألة وقت ليس الا.

3- صفقاته مع  النواب الطامحين لمنصب رئيس الوزراء أو منصب وزاري والذين يفشلون في تحقيق مطالبهم  من خلال تحالفهم مع المرشحين الآخرين المطالبين بالتغيير

4- أمكانية تحالفه في اللحظات الأخيرة  مع مرشحين بارزين، من بينهم عمر عبد الرشيد رئيس الوزراء الحالي، ومحمد عبد الله فرماجو

وفيما يتعلق بنقاط ضعفه تتمثل في أن صوت التغير داخل البرلمان الصومالي قوي ومؤثر وأن هناك تحالف بين أبرز المرشحين لإطاحته بالاضافة إلي ما يلاحقه من تهم باختلاس الأموال وهي تهم ينفيها باستمرار، وكذلك يجب الاشارة إلى أن إعتماد فريقه  على عنصري المال والمناصب والأبواق الإعلامية يمكن أن تأتي بنتائج عكسية .

ثانيا: شريف شيخ أحمد

يعد الرئيس السابق شريف شيخ أحمد مرشحا قويا لخلافة الرئيس المنتهية ولايته حسن شيخ محمود، ويتوقع أن يحقق فوزا كبيرا في الجولة الأولى من الانتخابات وتتوفر لديه مؤهلات ذلك، أهمها التأييد الواسع داخل البرلمان، وعلاقته مع نواب بارزين يدعمون حملته من بينهم رئيس بونتلاند السابق والسيناتور في مجلس الشيوخ عبد الرحمن فرولي- رغم ما أثير حوله من شكوك بعد لقائه مع الرئيس المنتهية ولايته حسن شيخ- ورئيس مجلس الشيوخ عبدي حاشي، ومهد عبد الله عود نائب رئيس مجلس الشعب، والنائبة خذيجة ديريه، بالإضافة إلي الوشائح التي تربطه مع رؤساء الإدارات الاقليمية باستثناء إدارة جنوب غرب الصومال.

لكن هناك عدة تحديات تعتري طريق الرجل نحو القصر الرئاسي وأبرزها تتمثل في:

1- كونه أن سبق وقد تولى هذا المنصب

2- أن عددا كبيرا من النواب يطالبون بالتغيير وتجربة جديدة

3- أن علاقته المتوترة مع رئيس إدارة جنوب غرب الصومال الذي يتمتع بمؤيدين له داخل قبة البرلمان الاتحادي قد تمثل عنصرا يقلب الطاولة عليه.

ثانيا: محمد عبد الله فرماجو

مرشح شعبوي طموح يعتمد على سياسات واضحة تجاة إعادة بناء المؤسسات الخدمية، والأمن والجيش، ومكافحة الفساد، فهو يتصدر في بيانات واستطلاعات شبكات التواصل الاجتماعي، ويحظى بشعبية واسعة في أوساط الطبقة المتوسطة والفقراء، ويتوقع  أن يتجاوز  الرجل الدورة الأولي للانتخابات بأصوات كثيرة ويساعده في ذلك الشهرة التي اكتسبها خلال المدة التي شغلها منصب رئيس الوزارء ، وما يحظى من شعبية واسعة لدى شريحة معينة قادرة على توجيه أصوات نواب البرلمان ، بالإضافة إلى برنامجه الانتخابي القوي الذي يمس حياة المواطنين الصوماليين ويلبي اجتياجاتهم للأمن والاستقرار والعيش الكريم وايجاد حل للحوادث المفزعة التي يموج بها الشعب الصومالي.

غير أن هذه العوامل تأثيرها سيكون ضعيفا مقارنة بعوامل أخرى أكثر أهمية في الانتخابات الصومالية التي تفتقر إلى النزاهة والمنافسة الشريفة، مثل القبيلة، والمال السياسي، ودور رؤساء الإدارات الاقليمية.

رابعا: عمر عبد الرشيد

يعتبر رئيس الوزراء المنتهية ولاية عمر عبد الرشيد ضمن أبرز المرشحين للانتخابات الرئاسية الصومالية حظوظا رغم قلة تحركاته السياسية ولقاءاته الجماهيرية وهذا  الأمر سيؤدي إلي تراجع حظوظة في الفوز وسيؤثر سلبا على رؤية النواب في البرلمان تجاهه لكن لايزال يتوقع كثيرون امكانية وصوله إلي الدورة الثانية نظرا للعوامل التالية:

1-  شعار دولة المصالحة الذي يرفعه يلعب دورا مهما في استقطاب النواب الذين يتطلعون إلى تشكيل حكومة مستقرة بعيدة عن الخلافات السياسية

2-  وجود أطراف في إدارتي جوبالاند وبونتلاند تدعم حملته 

3- علاقته القوية مع قوى اقليمية ودولية لها دور مؤثر في السياسة الصومالية، مثل كينيا والولايات المتحدة

4-وتحالفه مع النواب المنحدرين من إدارة جنوب غرب الصومال الذين يشكلون حوالي ثلث أعضاء مجلس الشعب

خامسا : عبد القادر عوسبلي

تتزايد فرص المرشح الرئاسي عوسبيلي  في الفوز بمنصب رئيس الجمهورية وذلك بصفته:

1-  اسلامي معتدل ، وأن النواب ذو الخلفية الاسلامية يشكلون بنسبة كبيرة من أعضاء مجلس الشيوخ

2- كونه شخصية نخبوية وله علاقة واسعة مع القيادات المدينة التي لها نفوذ قوي في السياسة الصومالية

3- علاقته القوية مع النواب المنحدرين من ثلاث إدارت في البلاد؛ هيرشبيلي ،جلمدغ، جنوب غرب الصومال، وجوبالاند

4- قدرته على توحيد صفوف المرشحين المعارضين للنظام الحالي واقناعهم بدعمه في الدورة الأخيرة من  الانتخابات.

في النهاية، تبقى النتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية مرهونة بالمساومات والبرنامج السياسي، والمال السياسي ، والتغطية الإعلامية، وموقف رؤساء الإدارت الاقليمية تجاه المرشحين وتأثيرهم في نواب البرلمان. 

عبد الرحمن عبدي

كاتب وصحفي صومالي
زر الذهاب إلى الأعلى