العلاقة بين المصرى القديم والحيوان

مقدمة

اعتقد المصريون القدماء أن العلاقة المتوازنة بين الانسان والحيوان تشكل عنصرا أساسيا في النظام الكوني، ومن ثم أعتقدوا أن «الإنسان والحيوان والنبات أعضاء فى كيان واحد», ولذلك كانت الحيوانات، سواء المستأنسة أو البرية، تشكل مصدراً حيوياً للروحانية، والرفقة، كما «شكلت ايضا موردا رئيسيا لايرادات مضمونة سواء على مستوى الاسرة او الحكومة», حيث كانت تقوم بجمع الضرائب على الماشية (الابقار) من خلال إحصاءات رسمية دقيقة عن أعداد الماشية المملوكة للمصريين جميعا, و«كان حجم القطيع يعكس مكانة وأهمية صاحبه فى المجتمع », وقد ربى المصريون القدماء أيضاً الأغنام والماعز والخنازير, أما الطيور المستأنسة مثل البط والإوز والحمام فقد تم تربيتها في مزارع مجهزة لكل نوع، حيث غُذيت بالإكراه بالعجين (تزغيط), لغرض تسمينها, وبالنسبة للاسماك فقد كان النيل مصدراً وفيراً للاسماك, كما استأنسوا النحل منذ عصر الدولة القديمة للاستفادة بالعسل والشمع(1)

اما بالنسبة للثيران والحمير فكانت تستخدم اما لغرض الحمل والنقل, أو الحرث وتنسيق التربة, كما ساهمت الثيران بلحومها,  وكانت ايضا جزءاً أساسياً من طقوس القرابين للالهة, ومن جهة اخرى فقد «أدخل الهكسوس الخيول» الى مصر فى عهد رمسيس الثانى، اما بالنسبة للابل لم تظهر كحيوانات عاملة فى مصر إلا في العصر المتأخربالدولة الحديثة, وهناك أيضا أدلة تشير إلى أن «الفيلة استخدمت ايضا لكن لفترة قصيرة» في العصر المتأخر، و تم الاستغناء عنها بسرعه نظرا لنقص المراعي البرية التي تحتاجها, و«بالنسبة للكلاب والقطط والقرود كان يتم تربيتها كحيوانات أليفة لدى العامة فى منازلهم»، في حين أن الحيوانات الأكثر تطرفاً وغرابة على المصريين مثل الأسود، وفرس النهر كانت تستورد من وسط أفريقيا و«تمتلك من قبل النبلاء والملوك فقط», وقد لاحظ هيرودوت أن «المصريين هو الشعب الوحيد في ذلك الوقت الذي ربى الحيوانات داخل منازلهم وقد اختار المصريون القدماء الاراضى الرطبة والغير صالحة للزراعة والبعيدة عن نهر النيل لتربية ورعى حيواناتهم «وهو أسلوب اقتصادى سليم لتجنب المنافسة على عنصر الارض», ولكن لم تؤكل الأغنام والماعز في كثير من الأحيان (خاصة بالنسبة للطبقات الغنية)، ولكن «كانت تستهلك الخنازير إلى حد كبير» منذ بداية الألفية الرابعة قبل الميلاد اكثر من الماعز و كانت لحومهم الأكثر استهلاكا من قبل جميع فئات المصريين فى هذه الفترة, وتم استعمال جلودهم فى تصنيع حاويات المياه, كما أصبح الدجاج في نهاية المطاف كحيوانات مستأنسة في الدولة الحديثة ولكن لم تكن شعبية حتى بعد أن طور المصريون طرق التربية للدجاج بشكل كبير, وعلى الرغم من أن المزارعين كانوا يميلون إلى الماشية (الابقار)، إلا أنهم يختلفون كثيرا عما هو متبع اليوم من طرق التسمين, حيث كان المصرى القديم يفضل ان يتم تسمين الثيران بشكل مفرط (لأوزان كبيرة) وهو مايشير الى ان «الذوق العام بالنسبة لاستهلاك اللحوم الحمراء كان يميل كثيرا الى اللحوم المرتفع بها نسبة الدهن, وهو عكس الذوق الحالى ان تكون اللحوم الحمراء منخفضة او خالية من الدهون», و«كان يتم تزيين الذبيحة بريش النعام والاعلان عن ذبحها فى الطرقات قبل الذبح», وكان المصرى القديم يهتم بحماية أبقاره حتى فى وقت النوم, حيث كانت حظيرة الماشية لابد ان تكون قريبة من غرف النوم لمنع اى تعرض الماشية الى اى اخطار او حالات سرقة, ويكون متابعا لمواشيه بشكل مستمر بأعتبارها باب الخير على اسرته والبنك الذى يستثمر فيه موارده, كما كان يتم التضحية بذبح الكثير من الماشية كضحية للالهه وتوزع على فقراء المملكه(2).

 لقراءة الموضوع كاملا انقر :  العلاقة بين المصري القديم والحيوان

الدكتور أشرف فؤاد عثمان ادهم

دكتور/ أشرف فؤاد عثمان ادهم - دكتوراة "فلسفة الدراسات الافريقية", معهد البحوث والدراسات الافريقية - جامعة القاهرة​
زر الذهاب إلى الأعلى