كتاب القبائل الصومالية: النشأة والتكوين والتطور

كان إصدار هذا الكتاب في شهر مايو الماضي في 130 صفحة من القطع الصغير  بقلم أنور أحمد ميو  أول مبادرة للتعريف بالتركيبة القبلية للصومال باللغة العربية، حيث كان خلاصة ما توصل إليه المؤلف من أصول الصوماليين وتقسيماتهم القبلية وتوزيعهم في رقعة الصومال.

يبدأ الكتاب بالتطرق إلى أسلاف الصوماليين والموطن الذي انطلقوا منه، مرجحا أنهم انطلقوا من شمال شرق إفريقيا فوادي النيل إلى القرن الإفريقي ضمن الهجرات الكوشية التي وفدت إلى المنطقة وتزاحمت مع من سبقهم من القوميات الأخرى.

 ويتطرق الكتاب إلى أصل كلمة الصومال ومعناها، والصوماليون الأوائل عند العرب، وأول من أطلق عليهم كلمة الصوماليين، وعروبة الصوماليين بين الأصل العرقي والهوية الثقافية، حيث يرجح المؤلف مقولة أن الصوماليين حاميو الأصل وإن كانت دخلتهم دماء عربية نتيجة الهجرات العربية إلى الصومال.

أما بالنسبة إلى توزيع القبائل الصومالية فيطرق المؤلف إلى محورين، الأول: التكوين الأول للقبائل الصومالية التي تغيرت معالمها الآن، والثاني: التقسيم الحالي للقبائل الصومالية حيث يبدأ بذكر قبائل در وداورد وهويه ودغل ومرفلي ثم قبائل بنادر وجرير ويني والقبائل العربية وغيرها من الأقليات الأخرى.

لم يكتف الكاتب بتعريف وذكر القبائل وبطونها وأفخاذها، بل تطرق إلى سرد عادات القبائل الصومالية الرعوية منها والزراعية، وذكر المدن والمحافظات الصومالية التي تقطنها، فبدأ أولا بدراسة الصومالية ولهجاتها، وملامح الشخص الصومالي وتقاليده، ثم بعادات القبائل الرعوية والزراعية، والمحافظات الصومالية منذ الاستقلال حتى الآن.

يعالج الكتاب قضايا معقَّدة منذ زمن بعيد، مثل تعريف أفخاذ القبائل الصومالية وبطونها وتركيبهم الاجتماعي بشكل مفصل، ولا يبخس فيه بذكر قبيلة وإهمال قبيلة أخرى، بالرغم من حساسية الموضوع وتنفذ القبلية .

تكمن أهمية الكتاب في حاجة الصوماليين لتقديم أنفسهم إلى الشعوب الأخرى في المنطقة العربية، في حين كان الأوروبيون ومؤرخي العرب يكتبون عن قبائل الصومال وكان كتبهم ومؤلفاتهم مرجعا للباحثين عن القبائل الصومالية وتركيبتها الاجتماعية.

زر الذهاب إلى الأعلى