الرحلة البرية الي محافظة سناج أرض الأجداد والتاريخ

قادني الحظ في اليوم الثالث من أكتوبر 2017 م، ان أكون عضوا من وفد إداري من جامعة شرق افريقيا برئاسة البرفسور عبد السلام عيسى سلوي- نائب رئيس الجامعة في الشئون الأكاديمة والعلمية -، وبرفقة الشيخ الدكتور عبد الرشيد ابوصالح ابن الشيخ صالح -عميد الكلية العليا للدراسات الاسلامية، والاستاذ ابراهيم بن الدكتور عبد القادر الأمين العام لمكتب رئيس الجامعة، للمشاركة في حفلة التخرج للدفعة الثالثة من جامعة شرق إفريقيا فرع عيرجابو حاضرة اقليم سناج ، واذا كان الرفيق قبل الطريق، والدار قبل الجار فنعم الرفقة صحبتهم،وما شاقني من ساقني لرحلتهم وجوارهم ،
وكانت من دأبي تسجيل الخواطر عند الأسفار ،وتقييد المشاهدات والآثار بالطروس، فما كتب قرّ،وماحفظ قد يفرّ، عبرة لنفسي وحبا للتأمل في الكون االفسيح بأرضه وسمائه، وفجاجه وأبراجه، وعمرانه وفلواته، وسهوله وهضابه، واسهاما في التاريخ التي سوف تتوارثها الأجيال بعدنا جيلا بعد جيل، وباختصار اليكم خمس نقاط تكون روضة للقارئ، ودليلا للمعتبر والمسافر،
اولا: طريق عيل طاهر
هذا الطريق قام الشعب بقيادة الحكومةالولائية في بونت لاند وأعيان المجتمع بتدشينه، وبنائه، انطلاقا من الاعتماد علي الذات وبناء الوطن بسواعد أبنائه، وكان للمؤسسات التعليمية دور فعال لإنجاح المشروع ، حيث قام الأساتذة والطلاب بتوعية المجتمع وجمع التبرعات والأموال لحساب مشروع بناء عيل طاهر، والآن الطريق معبّد واكتمل ترميمه الي قرية ميدا غلي القريبة من برن، والشركة شغالة ، والأعمال متواصلة ، وأرجوا أن يكتمل المشروع خلال العام القادم ، علما بأن الطريق يربط مدينة عيرجابو حاضرة محافظة سناج بميناء بوصاصوا العاصمة التجارية لولاية بونت لاند ،
ثانيا : مدينة برن وجامعة ماخر
من أقدم المدن في إقليم سناج تقع في موقع استراتيجي ذو مناخ معتدل ، بين السهول والجبال سكنها الصوماليون قديما واختارها السيد محمد عبد الله مقرّا لدراويشه، وهناك بقايا أثرية من القلعة التي بناها، والبئر الذي مدحها السيد بمقولته الشهيرة
(biyo la-hubaaa waa baran )
ومن معالمها الحديثة جامعة ماخر التي تقع جنوب غرب المدينة ، من أجمل الجامعات في الصومال من حيث التصميم والهندسة المعمارية قامت دولة الكويت بتمويل المشروع وتجهيز البيئة التعليمية بمواصفات عالمية وحديثة ، رحبتنا ادارة الجامعة برئاسة البرفسور عالم احمد فاتح وعقدنا جلسة تشاورية معهم ورحبونا اي ترحيب وجزاهم الله خير الجزاء.
زرتُ معهد اقرأ للعلوم الشرعية والعربية في وسط المدينة ورحبونا وعملنا معهم جلسة استشارية، كما قمت بزيارة مدرسة النور وقام البرفسور سلوي بالقاء كلمة تشجيعية للطلاب في برامج الطابور الصباحي
ثالثا : عيرجابو التي رأيتها
حاضرة اقليم سناج من أفضل المدن الصوماليةو لها جذور ضاربة في التاريخ فهي مدينة ذات مناخ شديد البرودة وتقع على الهضاب والتلال،مزايا المدينة ومخافظة سناج قد ذكرها وسردها بقصيدته الميمية الشاعر المناضل المعمر الحاج ادم احمد افقلوع (1850-1986) ومن أراد المزيد فليرجهها، وهناك مقولة شائعة بأن سكان عير جابو يعمرون اكثر من غيرهم في مدن الصومال وهي حقيقة ظاهرة للعيان عند زيارتك للمساجد والاسواق والمقاهي والمجمعات السكنية ،
رابعا:حفلة التّخرّج للدّفعة الثّالثة من جامعة شرق أفر يقيا
قديماقالوا :”ربّ همّـــــــة أحيت أمّــــة ” تنطبق بمن حملوا همّ الأمــّة ،وإخراجها من براثن الجهل إلى حذيقة العلم والمعرفة والابداع، هنيئا لهولاء الكواكب الذي أسّسوا جامعة شرق أفريقيا من بندر قاسم ،وانتشر النّور وعمّ على الكون الفسيح ، فالخرّيجون من الجامعة الذين نهلوا من معينها الصافي، يعملون ويعيشون في القارات الخمس ،وفروعها تتوالي يوما بعد يوم داخل الصومال ، ومن فروعها النشطة فرع عيرو جابو ، وقد تخرج منه ثلاث دفعات من أربع كليات ، كلية الشريعة والدراسات الاسلامية، كلية التربية، كلية الادارة والاقتصاد، كلية الحاسوب ونظم المعلومات، وكانت الحفلة قد نظمت بأبهي صور الحفلات، وشارك فيها جميع الوان الشعب والدوائر الحكومية باتساق وتناغم ، وتكاثف عجيب يسرّ الناظر ويحيى الأمل لبناء جيل صاعد، جيل العلم والنور
خامسا : جبل دالو وسرط
جبال قريبة من المدينة يذهب اليها الزائر والقاطن سياحة ونزهة، وقد درسنا في الصغر ان سلسلة جبال هيمالايو فيها اعلى قمم في العالم، اما افريقيا فكلمنجارو اعلي جبل فيها ارتفاعا ، اما الصومال فسلسسلة جبال دالو وسرد، ذهبنا اليها مع رفقة طيبين ومكثنا برهة نجوب الطرف في غاباتها الكثة و اشجارها من مقار وغيره، منظر زاهر ومناخ زاخر بعبير الزهور وعبوق المسك، وخلا في الخلا،وندى في المدى حتي يتعانق البر بالبحر في الساحل القريب من الجبال مع الغيوم وعباب الموج الطامي المتلاطم.

زر الذهاب إلى الأعلى