دوافع ودلالات ترشح علي محمد جيدي للانتخابات الرئاسية  

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في الصومال في 28 من الشهر الجاري، تحتدم المنافسة، ويتزايد عدد المرشحين لماراثون الرئاسة حتى باتت قائمتهم تقترب من عشرين مرشحا، وكان آخر من لحق بركب المرشحين  الرئاسيين، رئيس الوزراء الأسبق علي محمد جيدي الذي أعلن، أمس الاحد، ترشحه للسباق الرئاسي من خلال لقاء جماهيري حضره عدد من المسؤولين في الحكومة، ونواب في البرلمان الجديد، وسياسيون كبار من مختلف التيارات.

من هو علي محمد جيدي؟

ولد علي محمد جيدي في مقديشو 2 أكتوبر عام 1952 تلقى تعليمه الأساسي والثانوي والجامعي في العاصمة  مقديشو، وتخرج من كلية الطب البيطري في جامعة الوطنية الصومالية، وسافر إلى ايطاليا للدراسة عام 1978 ، وهو حائز على شهادة الدكتوراة في الطب البيطري، كما تلقى تدريبا عسكريا  في الفترة ما بين عامي 1972-1973 .

 سافر جيدي إلى عدد من البلدان الاوروبية والافريقية للعمل وللتدريب ثم أصبح محاضرا بالجامعة الوطنية الصومالية ونشر عددا من الدراسات المتعلقة بأبحاث السلام والتنمية.

انتقل جيدي في منتصف التسعينات إلى إيثوبيا ، وعمل في مقر الاتحاد الافريقي بأديس أبابا، وخلال فترة عمله في اثيوبيا توثقت علاقته مع القيادات الإثيوبية وهو الأمر الذي سهل له بأن يتولى عام 2004 رئاسة أول حكومة صومالية  معترف بها دوليا منذ عام 1991 واقناع اثيوبيا بأن ترسل قواتها إلي الصومال  لمحاربة جماعة المحاكم الاسلامية التي كانت تسيطر آنذاك على أجزاء واسعة من البلاد.

 دوافع ترشحه للانتخابات الرئاسية

فيما يبدو فاجأ عددا كبير من المحللين إعلان علي محمد جيدي الذي يعتبر من أشهر رؤساء الوزراء السابقين عن ترشحه لكرسي الرئاسة الا أن الرجل بدأ حملته مبكرا جدا، فقد بدأها نهاية عام  2015 حيث حصل مركز مقديشو للبحوث والدراسات من مصادر مقربة من جيدي أنه اتخذ مدينة نيروبي الكينية مقرا ومنطلقا لحملته  الانتخابية نحو القصر الرئاسي .

قام رئيس الوزراء الأسبق علي محمد جيدي في ذلك الوقت بزيارة الي مدينة بيدوة غرب البلاد، وكسمايو في الجنوب، وجروي في الشرق، لإجراء لقاءات مع رؤساء تلك الولايات. على الرغم من عدم الإعلان عن الاسباب الحقيقية وراء  تلك الزيارات التي  تزامنت  مع الاستعدات  الجارية لجمع الفرقاء السياسين الصومالين للاتفاق على مسار الانتخابات النيابية والرئاسية، وجدولتها،  الا أنها بحسب المصدر السابق كانت جزء من مسعاه لتشكيل جبهة سياسية قوية تنافس الرئيس الحالي حسن شيخ محمود .

وأضاف المصدر في ذلك الوقت أن رئيس الوزراء الأسبق على محمد جيدي استطاع على جمع أموال كثيرة لتدشين حملته الانتخابية، وأنه سعي الي تسويق برنامجه الانتخابي، واقناع  ثلاثة أطراف محلية واقليمية ودولية ذات نفوذ وتأثير قوي في مستقبل العملية السياسية في الصومال بأنه  الرجل الأنسب لقياده جمهورية الصومال الفدرالية لما بعد عام 2016، وهذه الأطراف هي الإدارات الإقليمية، وزعماء عشيرته “أبغال” وهي نفس العشيرة التي ينتمي اليها الرئيس حسن شيخ محمود، وأما الطرف الثالث فهو المجتمع الدولي والجوار الأفريقي ولا سيما الحكومة الكينية والحكومة الاثيوبية.

على الرغم وجود منافسين أقوياء أمثال الرئيس الحالي حسن شيخ محمود، ورئيس الوزراء عمر شرماركي، ورئيس السابق شيخ شريف وغيرهم الا البعض يرى أن دوافع إعلان رئيس الوزراء الأسبق علي محمد جيدي عن ترشحه لكرسي الرئاسة  يمكن تلخيصها في الأمور التالية:

  1. وجود تفاهمات وصفقات بين بعض المرشحيين للانتخابات الرئاسية حول بناء تحالف قادر على  دخول منافسة حقيقية مع الرئيس الحالي
  2. حصوله على دعم، وتأييد نواب إداراتي بونت لاند ، وجوبالاند وإن بدرجة أقل. فهؤلاء يبدون تخوفهم من أن تفوز شخصية معادية لإدارتهم  بالانتخابات الرئاسية في حال فشل مرشحهم في تخطي الجولة الأولى . وبحسب مقريبين  من علي جيدي هناك اتفاق مبدئي بينه وبين عبد الولي غاس رئيس إدارة بونت لاند على التنسيق والتعاون لحسم المعركة الانتخابية لصالحهما.
  3. وجود شخصيات مهمة تنتمي إلي عشائر هوية وأغلبهم من رجال الأعمال ونواب سابقين في البرلمان الاتحادي يريدون التصويت للتغيير ، تعتبر واحدة من أهم الأسباب التي دفعت رئيس الوزراء السابق على محمد جيدي إلترشيح للانتخابات الرئاسية.

حظوظه للفوز

يتحدث البعض عن أن  رغبة جانب كبير من نواب البرلمان في التغير وانتخاب سلطة جديدة، وتوالي الدعوات  والمطالبات للتوحد، ورص الصفوف خلف مرشح واحد لضمان التغيير وخصوصا بعد أن ظهرت دلائل على امكانية فوز الرئيس الحالي حسن شيخ محمود يعتبران من أهم المؤشرات التي تدعم حظوظه للفوز بمنصب الرئاسة، وترفع مستوى التوقعات  لما يمكن تحقيفه في الانتخابات  التي لا يفصلنا سوى أقل من أسبوعين.

 لكن في المقابل هناك من يشكك حول قدرة الرجل رغم طموحه الجارف للوصول إلي سدة الرئاسة وامتلاكه الكثير من الفرص على تخطى الجولة الأولى في الانتخابات ما لم يستطع خلق مفاجأة وبعثرة الأوراق الانتخابية، وينتقدونه بأنه جزاء من نظام سابق حاربه طيف من الشعب الصومالي، وفتح أبواب البلاد على مصراعيها لتدخل دول الجوار، وهي تهم ينفيه باستمرار.

زر الذهاب إلى الأعلى