مكة المكرمة خط أحمر

الحوثيون شوكة في خاصرة دول الخليج العربي وأداة بيد الايرانيين  الباحيين عن موطئ قدم في منطقة  البحر الأحمر الا أن البعض يخالفوننا في الرأي حول طريقة التعامل معهم، ويدعون  الي ايجاد حل دبلوماسي واعطائهم دورا  كبيرا في العملية السياسية في اليمن حقنا للدماء وتجنيب البلاد من الدمار والتفكك كما حدث في الصومال.

فهذا رأي صائب لكن بعد أطلاق الحوثيين صاروحا باليستيا باتجاه مكة المكرمة اقدس بقاع الأرض ابدى الصريح عن الرغوة وبلغ السكين العظم وتبين أن الموضوع يتجاوز البحث عن السلطة والسيطر على مفاصل الدولة اليمنية  وبان للجميع أن الحوثين ماهم الا أداة لتنفيذ اجندات خارجية تستهدف  زعزعة الاستقرار والأمن والسلام الذي  تتمتع به  الاراضي المقدسة ولتهديد ملايين المسلمين الذين يأتون إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج أو لزيارة قبر الرسول محمد عليه السلام.

كشف الصاروخ الباليستي الحوثي نحو  مكة المكرمة عن الوجه الحقيقي للحوثيين وانصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح  وفضح نواياهم السيئة والمتمثلة في النيل من استقرار المملكة التي تعتبر خطا احمرا بالنسبة لمليار ونصف مليار مسلم في ربوع العالم واستفزاز قيادات المملكة لتمرير مشروع التمدد الايراني في الخليج العربي ومنطقة القرن الافريقي بالاضافة الي لفت انتباه العالم من المجارز التي ترتكبها ايران وحلفاءها في سوريا.

لكن المملكة اقوى مما يتصورها الحوثيون وانها تحظى بدعم وتأييد ملايين المسلمين في مختلف بقاع العالم وخير شاهد على ذلك كيف دعمت الشعوب الاسلامية التحالف الاسلامي بقيادة المملكة والوقفة القوية  التي ابدتها الدول العربية والاسلامية أمام وجه ايران وحلفائها في  الشرق الأوسط.

وبالتالي ينبغي أن يبدأ الحوثيون بمحاسبة أنفسهم من جديد، ومساءلة أنفسهم  ايهما احسن لهم  ان يكونوا جزء من الأمة العربية أم معولا لقوى أخرى تسعى الي السيطرة والهيمنة على المنطقة بأسرها.

لا يخفى على أحد أن المملكة العربية السعودية التي تربط مع اليمين  أواصر  الرحم والقرابة   لا حاجة لها لليمن وليس في سياساتها الخارجية التدخل في شؤون الدول الأخرى. تقوم السياسة الخارجية للمملكة على مبادئ وثوابت وضمن أطر رئيسية أهمها حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتعزيز العلاقات مع الدول الاخرى، ودعم العلاقات مع الدول العربية والإسلامية بما يخدم المصالح المشتركة لهذه الدول ويدافع عن قضاياها.

ولذلك لا تسعى  المملكة  و لا التحالف العربي سوى حماية  أمن الشعوب المنطقة  وأمن مئات  المسلمين الذين يزورون كل يوم الي الاراضي المقدسة  ولا يمكن لهما أن تتركا  الصواريخ الباليسية الايرانية في ايدي الحوثيين  لتبقي سيفا مسلطا على رقاب السعودين وضيوف الرحمن في الأراضي المقدسة .

 العمل العسكري التي ينفذها التحالف العربي يقيادة المملكة العربية السعودية خارج الحدود يستند إلى الحق المشروع في الدفاع عن النفس، الذي يكفله القانون الدولي. فكل القوانيين والمعاهدات  الدولية  تعطي الدول الحق على حماية أمنها ومواجهة كل من يمس امنها واستقرارها ولم يشن الا بعد وصول جميع المساعي الدبلوماسية لاعادة الشرعية في اليمن إلي طريق مسدود وبطلب من الحكومة الشرعية.

زر الذهاب إلى الأعلى