ما هي الفرص والتحديات أمام المرشح الرئاسي محمد فرماجو؟

 عاد المرشح الرئاسي، ورئيس الوزراء الأسبق محمد عبد الله فرماجو، أمس الثلاثاء إلي العاصمة مقديشو بعد غياب دام أربع سنوات للمشاركة في الانتخابات الرئاسية.

من هو فرماجو؟

ولد فرماجو في العاصمة مقديشو عام 1962م وتلقى تعليمه الاساسي والثانوي في مقديشو، وعينّ سكرتير أولا لسفير الصومال لدى الولايات المتحدة عام 1985م . ومنذ ذلك الحين عاش فرماجو في الولايات المتحدة وتخرج من  كلية التاريخ بجامعة بافالو في نيويورك.  وفي 14 أكتوبر  عام 2010معينه الرئيس الصومالي السابق شريف شيخ أحمد رئيسا للوزراء.

فرصه  في الفوز

يتوقع كثيرون أنه سيحقق على الرغم من وجود عوائق وتحديات كبيرة قادرة على وضع حد لطموحاته السياسية، فوزا كبيرا في الانتخابات الرئاسية وذلك للاسباب التالية:

1-  رصيده السياسي: شغل فرجو  منصب  رئيس مجلس الوزراء فترة قليلة لم تتجاوز عاما لكنها عرفت بـ”فترة فرماجو” باعتبار ما شهد البلاد في ذلك الحين من انجازات على الصعيدين الأمني والسياسي وما قام به من جهود لارساء قواعد الدولة الرشيدة . وهذا الأمر اكسبه تعاطفا هاما في اوساط الجماهير وصنع له عداوة ، واجبر فرماجو على الاستقالة من منصبه في 19 يونيو عام 2011،  تنفيذا لاتفاقية “ كمبالا”التي انهت الخلاف الرئيس الصومالي السابق شيخ شريف ورئيس البرلمان السابق شريف حسن.

2- التأييد الشعبي: يحظى قبولا واسعا لدى الشعب الصومالي وخصوصا  من الفئات المهمشة والمتطلعة إلى تحسين الوضع المعيشي في البلاد. وهذه الفئات يمثلها في البرلمان عدد من النواب وأغلبهم من الشباب .

3- علاقتة القوية مع الزعماء التقليدين:  يتمتع المرشح الرئاسي فرماجو علاقات قوية مع معظم زعماء العشائر الذين لعبوا دورا كبيرا  في  انتخاب نواب البرلمان بغرفته العليا والسفلى. وهذه العشائر يمكن ان  تساعده في كسب أصواب ممثلي عشائرهم في البرلمان.

4- برنامجه الانتخابي : يطرح فرماجوا برنامجا انتخابيا يرها البعض بأنه  برنامج شامل يتضمن محاور مهمة تمس حياة المواطن العادي وتعالج قضايا تشغل باله والمتمثلة في الأمن،  ووحدة البلاد، وتماسك المجتمع الصومالي.

العقبات والتحديات

 لكن في المقابل هناك عقبات كبيرة تعتري طريق المرشح الرئاسي فرماجو نحو كرسي الرئاسي وتقلل من فرص فوزه في الانتخابات ومن أبرز هذه العقبات:

1- انتمائه القبلي : ينتمي فرماجو إلي قبيلة غير مدرجه في قائمة القبائل المرشحة لتولي منصب الرئيس نظرا للعرف السياسي   السائد في الصومال  ما بعد الحرب الأهلية.

2- علاقاته المتوترة مع المجتمع الدولي: يصنف المرشح الرئاسي فرماجو من القيادات ذات المواقف المتشدة حيال دور المجتمع الدولي في المشهد السياسي في البلاد وخصوصا دول التماس، اثيوبيا وكينيا، ولا يتمتع بعلاقات قوية مع الدول الأخرى المعنية بالشأن الصومالي سواء أكانت دولية أو اقليمية

3- علاقته  مع الإدارات الاقليمية:  يتوقع أن يلعب حكام الإدارات الاقليمية في الصومال، بونت لاند وجوبالاند وغلمد، وهرشبيلي، وجنوب غرب الصومال دورا محوريا في حسم المعركة الرئاسية كما حدث في الانتخابات النيابية، وأن علاقة الرجل مع حاكم هذه الإدارات ليست قوية ولا يمكن أن يحظى تأييدهم الا في حالة تمكنه من الوصول إلى الجولة الثانية في الانتخابات وهذا أمر مستبعد وفق المعطيات المتوفرة ما لم تحدث مفاجأة تبعثر الاوراق الانتخابية .

4- غياب الدعم المالي: يفتقر الرجل إلي جبهة قوية تقف خلفه وتساعده في تمويل حملاته الانتخابية وخصوصا في ظل وجود منافسين اما أنهم من رجال أعمال أو مدعومون ماليا.

 يواجه المرشح الرئاسي محمد عبد الله فرماجو على الرغم  من الآمال التي يعقدها طيف واسع من المجتمع الصومالي على برنامجه الانتخابي، تحديات كبيرة وفرصه في الفوز ضئلة ما لم يقم باجراء تغييرات كبيرة في سياساته تجاه المرشحين الآخرين ومع رؤساء الحكومات الاقليمية ، وما لم يقم بتخفيف لجهته ونبرته تجاه القضايا المتعلقة بدور المجتمع الدولي  ودول الجوار في الشأن الصومالي .

زر الذهاب إلى الأعلى