ضرورة الوعي العربي اليوم

الوعي هي كلمةٌ تعبّر عن حالة العقل  و اداركه لما يجول حوله  ،ويدل الوعي أيضا  على التواصل المباشر مع المحيط الخارجي ،عن طريق نوافذ الوعي المتمثلة بشكلٍ عام بحواس الإنسان الخمس، إضافةً إلى هذا فإنّ الوعي يعتبره العديد من علماء النفس  الحالة العقليّة للإنسان ،فهذه الكلمة لها مدلول واضح ومعبر عنها فما أحوج آلامه العربية والإسلامية للوعي اليوم ، وإدراك ما حولها  وما يحاك  ضدها  وما تنسجه العناكب لها  في قادم الأيام .
وعندما نبحث عن أسباب نهضت الأمم وتطورها ؛ يبرز أمامنا دور الوعي والثقافة في صناعـــة هذه النهضة ،  و إذا أتيح للوعي أن ينتشر في  المجتمع  نلاحظ نموه وازدهاره  ، ماليزيا نموذج وتركيا أيضا .

 ويقصد بالوعي كما يقال عند كثير من الباحثين  : الفهم العميق ، وإدراك الحقيقة ، وتشخيص الواقع ، وتحديد الأولويات ، وتمييز الإلتباس ، واكتشاف التزييف والواقع .  

    فمن خلال ما سبق نجد المكانة العالية للوعي في حياة المجتمعات الناجحة واسرد لكم قصة للوعي في اليابان إبان التسرب  الكيميائي الذي حصل في احد المفاعلات تبرع أكثر من 200 عالم من علماء اليابان  في الفيزياء والكيمياء وغيره بتنظيف هذا الإشعاع وقالوا  نحن كبار في السن إذا حصل لنا شيء فنحن قريب الموت  ومنعوا علمائهم الشباب من المشاركة  لأنهم واجهة اليابان في المستقبل ، إلى هذا وصل  الحد  في التضحية  وذلك كله بسبب الوعي واستشعار المسئولية فمتى يولد الوعي في الشعوب العربية  والإسلامية .

   وأيضا مما ورد حول اليابان أن الشعب تكاتف مع الحكومة  وعمل ساعتين إضافي دون مقابل للمساعدة في رفع مخلفات الفيضان والتسرب الإشعاعي هذا هو الوعي المنشود تحمل المسئولية من الجميع .

  واسرد أيضا واقعه في تركيا الآن بما يسمى دعم الاقتصاد التركي  حتى لا تنهار العملة امام الدولار  فبداء رئيس الجمهورية بنفسه وحول  كل  ما يملك الى الليرة التركية وقام الشعب والمسئولون بذلك وبلغ نصف مليار الى الآن هذا هو الوعي  والنماذج لا تعد ولا تحصى .

   ولكن للأسف  تنبهت القوى العظمى لأهمية الوعي للشعوب العربية ، فسارعت إلى تضليل الرأي العام العربي بالدعايات الغربية  الفاسدة والتي منها بعبع الإرهاب ومحاربته فأصبح العرب يحاربون أنفسهم ويهدمون حصونهم ويتعاونون مع الغرب لضرب بلدانهم وفتح المجال الجوي لذلك تحت ذرائع شتى وتصدير الثقافة الغربية للعرب بكل علاتها ومساوئها فانشغل العرب بها وصناعة البرامج الغربية وإنزالها على الواقع العربي فانشغل العرب عن القضايا الأساسية للأمة مثل النهضة والبناء والنظر في قضايا العرب والمسلمين فتم  تقسيم السودان ،   وتم نسينا القضية الفلسطينية ، وانشغلنا عما يجري في العراق والمذابح الطائفية ،  وكذلك ما جرى في بورما من قصص يندى لها الجبين نقلت  جلها قناة الجزيرة للرأي العام وآخرة  برنامج للقصة  بقية قبل فترة بتاريخ 6/12/2016 يبين كيف يتم تعذيب وتهجير المسلمين من قراهم وبلدانهم  وقتلهم أمام العالم الذي يدعي الديمقراطية    والحرية وحق الحياة الكريمة كما دونته الأمم المتحدة في ميثاقها فيصبح حبر على ورق إذا تعلق الأمر بالمسلمين.

لا نطيل في هذا ونبين أهمية الوعي لما  يجري حولنا وخاصة أبان الربيع العربي وإجهاضه واستنساخ الدكتاتورية  حفاظا على الديمقراطية والأمن كما يزعمون مصر نموذج ليبيا أخر اليمن أخيرا فما أحوجنا اليوم الى الوعي لما يحاك ضدنا من تفكيك وتدمير لشعوبنا وما يسعى له الغرب  من تقسيم جديد أطلق عليه سايسبيكو جديدة وما يسمى تقسيم المقسم وتجزيء المجزئ  وما يحاك لدول الخليج خاصة بعد عاصفة الحزم  وما تقوم به ايران  من التمدد  في الوطن العربي تحت غطاء دولي مت  تحت الطاولة في ابتزاز فاضح وسافر للوطن العربي  فلابد من نشر الوعي  لنصنع الوعي  وننشره ونتعاون عليه  محاولة منا النجاة  وإنقاذ ما  يتم انقاذه  لنصنع الوعي فهو  ضروري  ومهم للوطن العربي اليوم

لنصنع الوعي  وننشره  لنبني بلداننا ،،،

لنصنع الوعي  لنشر الأمن والأمان  في أوطاننا ،،

لنصنع الوعي لننعم بالسلام  والتكافل ،،،

لنصنع الوعي لننال الخير  والتعاون  والتقدم والازدهار لبلداننا ،،

لنصنع الوعي  لننقذ ما يمكن إنقاذه من الأجيال القادمة ،،،

لنصنع الوعي من اجل الحفاظ على حقوقنا  ومقدراتنا ،،،

لنصنع الوعي ونساهم في نهضة الأمة  ،،،

الدكتور عبد السلام الانسي

كاتب له مقالات متعدده حول السياسية والتربية والتعليم وكذلك التراث الاسلامي
زر الذهاب إلى الأعلى