شريف حسن على الطريق نحو كرسي الرئاسة 

 يضع رئيس اقليم جنوب غرب الصومال شريف حسن اللمسات الأخيرة للخوض في الانتخابات  الرئاسية المنتظر اجراؤها في الصومال في 28 من شهر ديسمبر الجاري، وأجرى خلال الأيام القليلة الماضية لقاءات ومشاورات مكثفة مع ممثلي الاقليم في مجلسي البرلمان الفدرالي المنتخبين توجت بلقاء عام وشامل عقدت ليلة السبت  الماضي بمدينة بيدوة شارك فيه أكثر من 77 عضوا في البرلمان الجديد، وأوصى شريف خلال اللقاء نواب الاقليم بالتنسيق التام واتخاذ مواقف موحدة حيال الانتخابات  المقبلة. كما شدّدهم  على ضرورة عدم الترشح لمنصب رئيس البرلمان القادم، لأنه في حال فوز مرشح من اقليم جنوب غرب الصومال لهذا المنصب سوف تتلقص أو بالاحرى تنعدم فرصه في الظفر بمنصب الرئاسة أو حصول مؤيدين له على منصب رئيس مجلس الوزراء.

حلم كرسي الرئاسة 

كان ومازال منصب رئيس الصومال حلم يراوده  شريف حسن الذي شغل منصب رئيس البرلمان الفدرالي، وعددا من المناصب الوزراية السيادية، وترشح لمنصب الرئاسة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في البلاد  عام 2012 وخسر في الجولة الأولى.

لم يتنازل شريف عن مسعاه للوصول إلي هرم السلطة  في الصومال وأنشأ إدارة جنوب غرب الصومال بهدف زيادة حظوظه للفوز بمنصب الرئاسة في الانتخابات المقبلة أو على الاقل ليكون صانع الرئيس المقبل وكان ما أراد.. وأن تحركاته السياسية الحالية نابعة من هذا المنطلق.

في 5 نوفمبر الماضي، وافق برلمان إدارة جنوب غرب الصومال الإقليمية على مقترح تقدم به شريف حسن رئيس الإدارة للسماح له بترشحه لرئاسة الجمهوية في الانتخابات المقبلة. ووافق البرلمان بالأغلبية على السماح له بالترشح لكرسي الرئاسة.

من هو شريف حسن آدم؟

شريف حسن رجل سياسي وزعيم شعبوي، ورجل بارد الطبع، وواحد من أبرز الوجوه في الساحة السياسية الصومالية، لمع نجمه في المشهد السياسي عقب دخول القوات الاثيوبية الى الصومال عام 2006 وكان من السياسيين الذين قادوا حملة ما سمي آنذاك بـ”المقاومة”  الجناح السياسي ضد القوات الاثيوبية  التي كانت تدعم حكومة الرئيس الأسبق عبد الله يوسف.

توجهاته

شريف حسن رجل برغماتي، ويتميز فكره بالاعتدال والتركيز على الحوار وليس الصدام مع الآخرين  ينتمي الى عشائر رحنوين كبرى عشائر جنوب الصومال  المنتشرة على وجه الخصوص في مناطق باي وبكول، وعرفت بسياساتها البرغماتية وقربها من جميع العشائر الأخرى وهو الأمر الذي مهد لشريف حسن الطريق أن يحتفظ بعلاقات متميزة مع كافة الزعماء الصوماليين وأن يكون رقما صعبا في العملية السياسية الصومالية. كما نجح خلال الأعوام الماضية في تكوين علاقات قوية مع الدول المعنية بالشأن الصومالي ودول الجوار على وجهه الخصوص ولاسيما إثيوبيا وكينيا.

حظوظه للفوز

 يختلف شريف عن نظرائه في السباق الرئاسي باستثناء  عدد قليل من المرشحين في ثلاثة أمور تعزز فرص تحقيق فوز كبير في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهي:

1- ضمن أكثر من 70 عضوا في البرلمان يصوتون له في الانتخابات وأنه يحتاج الي حوالي 100 أعضاء للفوز بكرسي الرئاسة

2- ينتمي إلى عشيرة لم تتول من قبل منصب الرئاسة

3- برغماتيته وبرودة اعصابه وما يحظى من قبول لدى السياسين الصوماليين

التحديات

يسعى شريف بعد أن ضمن عددا كبيرا من النواب الذين سيصوتون لصالحة إلى عقد تحالفات عريضة مع رؤساء الولايات الاقليمية الاخرى كبونت لاند وجوبالاند وعدد من نواب أقاليم شمال الصومال. وكشف مقربون منه أنه سيتحالف مع زعيمي جوبالاند وبونت لاند على أساس أن يتم انتخاب شخصية لا ينتمي إلى عشيرة رحنوين رئيسا للبرلمان القادم لتعزيز فرصه للفوز بمنصب رئيس البلاد، أو بمنصب رئيس الوزراء.

وهذه مهمة صعبة وهو الأمتحان الأصعب والحاجز الأول الذي يجب أن يتجاوزها، لأنه من الصعب أن يحصل الرجل على عشيرة من القبائل الكبرى ترضى  بحصة منصب رئيس البرلمان غير أنه يريد أن يعمل المستحل لينجز هذه المهمة، وخصوصا في هذه المرحلة التي يراها البعض أن المناصب العليا للبلاد غير محتكرة لعشيرة بعينها كما كان الأمر نهاية التسعيات، وأن كافة العشائر لها الحق في أن تترشح وتتولى أعلى مناصب الدولة، منصب رئيس الجمهورية، وبالتالي وبحسب المقربين منه يتوقع أن ينظم خلال الأيام المقبلة لقاءات مغلقة مع قيادات سياسية بارزة لاقناعها بالترشح لمنصب رئيس البرلمان.

 والتحدي البارز الآخر هو مدى قدرته على كسب تأييد المجتمع الدولي والدول المعنية بالشأن الصومالي واقناعهم بالمساهمة في دعمه أو توفير الدعم له اثناء الانتخابات وبعد تربعه على كرسي الرئاسة.

 على الرغم من الفرص المتوفرة لدى المرشح الرئاسي شريف حسن الا أن البعض لا يزال يعتقدون أن ترشحه للمنصب لا يعدو كونه من أجل الحصول على امتيازات سياسية أو تأمين مناصب وزارية سيادية لمقربين منه في الحكومة المقبلة، وأنه يسعى إلى التفاوض مع المرشحين الاخرين في الجولات الأخيرة من الانتخابات  ويعرضهم عليهم الدعم مقابل الحصول على مناصب معينة في الحكومة المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى